كينيدي يربك «بورصة» انتخابات أمريكا.. هل يرفع «أسهم» ترامب؟
مع اقتراب وصول السباق نحو البيت الأبيض إلى محطة التصويت، يدرس روبرت ف. كينيدي إنهاء محاولته الوصول للرئاسة «المحكوم عليها بالفشل».
تقارير أماط اللثام عنها مرشحه لمنصب الرئاسة، قائلا في «بودكاست» هذا الأسبوع إن المرشح كان يدرس تقديم دعمه للرئيس السابق دونالد ترامب، وهي الفكرة التي أكدتها تقارير صحيفة «واشنطن بوست».
وتوقعت «واشنطن بوست» أن يتنحى كينيدي ويبادر بتقديم الدعم لترامب، يوم الجمعة في أريزونا، حيث من المقرر أن يعقد الرجلان فعاليات.
لماذا الآن؟
تقول الصحيفة الأمريكية إنه من وجهة نظر كينيدي فإن «هذه الخطوة منطقية، كونه لا يحظى بدعم كبير في استطلاعات الرأي الوطنية وقد واجه صعوبة في الوصول إلى صناديق الاقتراع في الولايات».
لكن الدعم الذي يحظى به قد يكون مفيدا لترامب أو لنائبة الرئيس كامالا هاريس، نظرا لتقارب السباق، تقول الصحيفة الأمريكية متسائلة: لماذا لا نرى ما إذا كان أي من المرشحين يريد تقديم التزامات تتماشى مع أجندة كينيدي مقابل ناخبيه؟ وكم عدد هؤلاء الناخبين الذين يستطيع كينيدي أن يستقطبهم؟ وكم منهم سوف يظل في المنزل بدلاً من الذهاب إلى صناديق الاقتراع؟
أسئلة من الصعب الإجابة عنها بنفس الصعوبة التي كانت عليها إجابة السؤال: ماذا سيحدث إذا حلت هاريس محل الرئيس جو بايدن كمرشحة ديمقراطية قبل شهر؟
وبحسب «واشنطن بوست»، فإنه غالبًا ما تعني التغييرات في السباق تغييرات في كيفية استجابة الناخبين للسباق، ففي منتصف يوليو/تموز الماضي لم تكن هاريس أكثر شعبية من بايدن، إلا أنها الآن هي أكثر شعبية بكثير.
لكن قياس ما يمكن أن يحدث مع دعم كينيدي هو أمر أكثر صعوبة جزئيا، لأن مؤيدي كينيدي ببساطة ليسوا كثيرين، تقول الصحيفة الأمريكية، مشيرة إلى أن «الانتقال من بايدن إلى هاريس قلل من دعمه بشكل كبير، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن المزيد من الناخبين بدا أنهم أخذوا المنافسة على محمل الجد، وجزئيًا لأن بعض دعمه كان متجذرا في أشخاص يكرهون بايدن وترامب، ومع خروج الأول تحول الكثير منهم إلى هاريس».
تلك الرؤية اتضحت في استطلاع مركز «بيو» للأبحاث الذي صدر الأسبوع الماضي، ففي يوليو/تموز كان ترامب متقدمًا على بايدن، حيث حصل كينيدي على دعم ما يقرب من 1 من كل 6 مستجيبين، في الاستطلاع الجديد ارتفعت نسبة هاريس وانخفض دعم كينيدي إلى النصف. ومن بين أولئك الذين دعموا كينيدي في يوليو/تموز الماضي تحول 4 من كل 10 إلى هاريس (مقارنة بـ2 من كل 10 تحولوا إلى ترامب).
ماذا يعني هذا؟
قد يشير هذا إلى أن المزيد مما تبقى من دعم كينيدي يؤيد ترامب، ما يعني أن انسحاب كينيدي قد يعزز ترامب على أية حال، لكن هناك بعض البيانات التي تشير إلى الشكل الذي قد تبدو عليه المنافسة بين ترامب وهاريس: استطلاعات الرأي التي تشمل سؤالاً وجهاً لوجه وسؤالاً بين مرشحين متعددين.
وقد نشرت صحيفة «واشنطن بوست»، بالتعاون مع «إيه بي سي نيوز» و«إيبسوس»، استطلاع رأي مماثلا خلال عطلة نهاية الأسبوع، تفوقت فيه هاريس بثلاث نقاط على ترامب بين الناخبين المسجلين عندما يتم تضمين كينيدي، وأربع نقاط عندما تكون هي فقط ضد ترامب.
وشمل الاستطلاع عددا صغيرا من أنصار كينيدي (مرة أخرى، لأنه لا يتمتع بدعم كبير) لكنهم كانوا أكثر ميلاً إلى رؤية هاريس بشكل إيجابي (29%) من ترامب (15%). وكانوا أيضًا أكثر ميلًا إلى رؤية ترامب بشكل سلبي للغاية؛ 41% فعلوا ذلك.
وتقول الصحيفة الأمريكية إنه لا يوجد الكثير من مؤيدي كينيدي، فإذا حصل ترامب على نصفهم بالكامل، فإن هذا يضيف بضع نقاط إلى دعمه الوطني، ووفقا لمتوسط 538، ما يعني أنه لا يزال يتخلف عن هاريس.
ورغم ذلك فإن هذا القرار الذي يمثل خطوة جيدة بالنسبة لكينيدي، ما زال يتعين معرفة مدى نجاحه بالنسبة لترامب.