الروهينجا.. مأساة تغطية غربية "غير كافية"
الإعلام الغربي لا يغطي بشكل كامل مأساة الروهينجا في ميانمار، الأمر في ذلك يعود إلى عدة أسباب رصدتها صحيفة "الجارديان" البريطانية.
يعاني مسلمو الروهينجا من عملية التطهير العرقي التي تمارسها قوات الجيش والشرطة في ميانمار، إلا أن تلك المعاناة زادت وطأتها بسبب ضعف التغطية الإخبارية لتلك المجازر التي تأججها مجموعة "ما با ذا" المتطرفة ضد المسلمين هناك.
- زعيمة ميانمار تتجاهل مأساة الروهينجا.. وتهرب إلى "التضليل"
- ميانمار تقطع طريق عودة الروهينجا بألغام على الحدود مع بنجلادش
التغطية الإخبارية العالمية، وخصوصا في الغرب، لا تعتمد على التقارير الميدانية وإرسال مراسلين على الأرض كما حدث في معركة الموصل أو في سوريا، بل تعتمد على شهادات العيان وتصريحات الأطراف المتحاربة التي غالبا لا توفي المشهد حقه حول أهوال المجازر التي تحدث ضد المدنيين من الروهينجا.
وكشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن أن تداول صور مزيفة لمجازر الروهينجا قد تسببت في إشعال التوتر بشكل كبير بين المسلحين وجيش ميانمار، مما ولد حالة من عدم الثقة في المصادر باستثناء شهود العيان الذين يروون الوقائع التي حدثت لهم خلال المجازر التي تعرضوا لها.
إلا أن توثيق تلك الانتهاكات بشكل مهني غير متاح بشكل فعال، إما لعدم اهتمام الصحف الغربية بمأساة الروهينجا أو لعدم توافر قدرات لإرسال صحفيين استقصائيين أو لخطورة إرسال صحفيين إلى مناطق النزاع دون حماية، وذلك بحسب الصحيفة.
وقامت الأمم المتحدة بالإعلان عن أنها لن تقوم بنشر صور أو مقاطع فيديو في تقاريرها عن مجازر الروهينجا إلا تلك التي يقوم موظفو الأمم المتحدة بتصويرها بأنفسهم، وذلك نتيجة للصور المفبركة التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول أوضاع الروهينجا في ميانمار.
ونتيجة لهذا التخبط، رصدت مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية القصة الكاملة لصعود تيار البوذيين المتطرفين في ميانمار، إلا أنها لم تنشر أي صور أو مقاطع فيديو نظرا لعدم توافرها أو الشك في كونها حقيقية من الأساس، واكتفت بسرد شهادات لوقائع وشهود عيان حول ممارسات حزب "ما يا ذا" البوذي المتطرف تجاه الأقليات المسلمة في ميانمار.
وجدير بالذكر أن مسلمي الروهينجا يعانون من حرمان الجنسية وحرية التنقل والخدمات العامة والرعاية الصحية، حيث لا يتم اعتبارهم مواطنين من ميانمار بل لاجئين من بنجلاديش، ويعيش أكثر من مليون مسلم من الروهينجا في ولاية راخين بشمال غرب ميانمار.
وتسببت هجمات على مواقع لحرس الحدود في ميانمار في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي نفذتها الحركة المتمردة التي لم تكن معروفة من قبل في تفجير أكبر أزمة في العام الأول لحكم سو كي للبلاد مع فرار أكثر من 75 ألفا من الروهينجا إلى بنجلادش بسبب الحملة الأمنية التي أعقبت الهجمات.
وقال تقرير صادر عن الأمم المتحدة الشهر الماضي إن قوات الأمن في ميانمار ارتكبت عمليات قتل جماعية واغتصاب جماعي ضد أفراد من الروهينجا خلال الحملة ضد التمرد، مما قد يصل إلى حد اعتبارها جرائم ضد الإنسانية.
aXA6IDE4LjExOS4xMzMuMTM4IA==
جزيرة ام اند امز