رونالدو وتين هاج.. علاقة متوترة أم محاولات جادة لتقديم يد العون؟
خلال 781 دقيقة لعب بمختلف المسابقات، وبـ3 أهداف فقط وأسيست وحيد في 13 مباراة، تُعد انطلاقة موسم 2022/2023 أضعف البدايات للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في مسيرته الاحترافية.
خلال 781 دقيقة لعب بمختلف المسابقات، وبـ3 أهداف فقط وأسيست وحيد في 13 مباراة، تُعد انطلاقة موسم 2022/2023 أضعف البدايات للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في مسيرته الاحترافية.
أجواء متوترة تسود علاقة النجم البرتغالي مع مانشستر يونايتد منذ قدوم المدير الفني الهولندي إيريك تين هاج في بداية هذا الموسم.
ربما سبب التوتر لا يتعلق بالمدرب الهولندي بشكل مباشر، ولكن للنهاية الضعيفة التي ختم بها الفريق الموسم الماضي، والفشل في التأهل لدوري أبطال أوروبا.
رونالدو أو "سيد دوري أبطال أوروبا" كما يلقب، يطمح في الحفاظ على أرقامه القياسية، ويُعد ذلك دافعًا كافيًا للبحث عن ناد مشارك في المسابقة الأكبر للأندية، في ظل وجود الغريم الأبدي ليونيل ميسي مع باريس سان جيرمان وتعزيز سجله التهديفي في البطولة.
مسلسل طويل من محاولات الخروج من مسرح الأحلام في الصيف الماضي باءت بالفشل، ليستمر النجم البرتغالي في تعاقده الذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي.
أحداث أجلت انضمام رونالدو للفريق وجعلته يتخلف عن معسكر الفريق الإعدادي بقارة آسيا، لينضم متأخرًا قبل أيام قليلة من مباراة برايتون الافتتاحية بالبريميرليج.
وثمة عوامل لم تجعل النجم البرتغالي في خيار الأفضلية عند اختيار التشكيل الأساسي لغالبية المباريات، في ظل تفضيله للاعبين الأجهز الذين شاركوا في الفترة الاعدادية بالكامل.
رغم ذلك، يُكن تين هاج الاحترام للنجم البرتغالي في كل مناسبة وتصريح رسمي قبل وبعد المباريات، ويؤكد دائمًا عن تطلعه للعمل مع رونالدو ومدى أهميته للفريق.
استقبال رونالدو لتين هاج عند تعيينه كان بإيجابية شديدة، حين نشر قائد المنتخب البرتغالي رسالة مطولة عبر حساباته الرسمية، يُعرب فيها عن سعادته بالعمل مع مدير فني كفء، ويتطلع للعمل سويًا لتحقيق النجاحات في مسرح الأحلام.
ما بين استقبال مليء بالحفاوة، وتمرد أدى لعقوبة.. كانت الكثير من الأحداث في علاقة رونالدو بتين هاج.
"لم أُشرك رونالدو اليوم احترامًا لمسيرته الحافلة"
تصريح رُبما أراد به تين هاج أن يُظهر الاحترام لنجمه البرتغالي، ولكن يمكن كذلك ترجمته بمعنى أن الهداف التاريخي للمنتخبات لن يستطيع تقديم الإضافة، وذلك في أعقاب الهزيمة الثقيلة التي تلقاها مانشستر يونايتد أمام غريمه مانشستر سيتي.
هدأت الأمور حين شارك رونالدو في مباراة إيفرتون وساهم بإحراز هدف الفوز "الهدف رقم 700 في مسيرته مع الأندية"، ولكن الامور اشتعلت قليلًا بعدما تم استبداله في الدقيقة 70 أمام نيوكاسل، وكان التبديل الوحيد الذي أجراه المدير الفني الهولندي على مدار المباراة.
وصل التوتر لذروته حين تمرد رونالدو على قرار المدير الفني، الذي أراد إشراكه في الدقيقة 87 أمام توتنهام، وهو الأمر الذي لم يعجب اللاعب ليرفض المشاركة ويغادر الملعب قبل نهاية المباراة، في تصرف لاقى رفض الأغلبية ووُصف بمحاولة لتعكير الأجواء الإيجابية بعد انتصار مقنع على حساب الفريق اللندني، كأداء ونتيجة.
"الفريق أفضل بدونه.. عليه أن يتقبل الأمر. إنه في الـ37 من عمره الآن، ومن الصعب أن يكون أساسيًا في كل مباراة".. جاري نيفيل نجم الفريق السابق، وأحد الداعمين لعودة رونالدو في الموسم الماضي، فتح النيران على زميله السابق رافضًا تصرفه في مباراة توتنهام.
أما الأمر السيء بالنسبة لتين هاج هو أن التصرف قد تكرر في مناسبتين، ويقول هنا "تكرر الأمر مسبقًا في مباراة رايو فاييكانو الودية. وعندما يتكرر التصرف يتوجب أن نتخذ قرارًا صارمًا".
كنتاج لتصرف رونالدو، عوقب الأخير بالاستبعاد من تدريبات الفريق الأول وشارك مع الشباب، وبالتالي الاستبعاد من المواجهة الهامة ضد تشيلسي، وهو القرار الذي نال دعم الإدارة مع قناعتهم التامة بأهمية رونالدو الفنية للفريق.
مرت العاصفة، وتحدث الطرفان سويًا، في حديث أكد المدير الفني الهولندي أن تفاصيله ستبقى سرًا، ولكن النجم البرتغالي هدأ قليلًا واعتذر للمجموعة "حتى وإن لم يكن اعتذارًا علنيًا صريحًا"، ولكن على ما يبدو أن ردة فعله كانت مُرضية بالشكل الكافي لمدرب أياكس السابق.
مع خروج أنباء عن إخبار الإدارة لوكيل أعمال اللاعب بإيجاد مخرج لموكله في يناير/ كانون ثان المقبل، قد يساهم الهدوء في الأيام الأخيرة في فكرة استمرار اللاعب لنهاية الموسم على الأقل، حيث تظل الأولوية حيث المشاركة مع منتخب بلاده في المونديال بعد أقل من شهر واحد.
وفي ظل هذا التسلسل للأحداث، يتبقى السؤال: هل العلاقة بين الطرفين في ذروة توترها، أم أن المدير الفني الهولندي ينوي بالفعل مساعدة نجمه ورفع الضغوط عنه؟.
لو كان الأمر شخصيًا، لما استمر رونالدو إلى يومنا هذا لاعبًا في مانشستر يونايتد، ولما أشركه المدير الفني في وقت مبكر من الموسم رغم تغيبه عن التحضيرات، ولما عاد من جديد لصفوف الفريق بعد الموقف الذي حدث في مباراة توتنهام.
90 دقيقة خاضها نجم مانشستر يونايتد ضد شيريف تيراسبول المولدوفي، حاول فيها مرارًا وواجه سوء الحظ تكرارًا، قبل أن ينجح في تسجيل ثالث أهداف الفريق، ليستعيد جزءً من ثقته، مع تركيز الكاميرات على احتفال تين هاج بالهدف، واستياؤه من إلغاء آخر للنجم البرتغالي بداعي التسلل.
"لقد حاول بشكل مستمر خلال المباراة وتواجد في الأماكن المناسبة. أظن أن مسيرته كلها متعلقة بكفاءته في ذلك الأمر. لقد حاول بشكل جيد ومن الرائع أنه قد حصل على هدفه في النهاية".
هكذا أشاد المدير الفني الهولندي بلاعبه بعد المباراة الأوروبية الأخيرة، فهل تكون نقطة انطلاق لفصل جديد في العلاقة بين الطرفين، وربما الوصول لنهاية مثالية مع ختام الموسم الحالي؟.
aXA6IDMuMTI5LjM5Ljg1IA== جزيرة ام اند امز