روحاني وخامنئي.. خلافات قديمة يجددها "صنع السلام مع العدو"
الرئيس الإيراني ربط بين إمكانية صناعة السلام مع العدو على أساس "إرادة الأغلبية" ما دفع رئيس تحرير صحيفة "كيهان" إلى مهاجمته.
شنت صحيفة ناطقة باسم مرشد إيران علي خامنئي، هجوما عنيفاً على الرئيس حسن روحاني لتلميحه عن إمكانية صناعة السلام فيما يخص الملف النووي لبلاده.
وربط الرئيس الإيراني بين إمكانية صناعة السلام مع العدو على أساس "إرادة الأغلبية"، ما دفع حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة "كيهان" المتشددة، إلى شن هجوم عليه في العدد الأخير للصحيفة.
شريعتمداري كتب في صحيفة المرشد، قائلا: "هذه ليست المرة الأولى التي يشوه فيها الرئيس حقائق التاريخ.. روحاني أساء استخدام المقارنات لإقناع الرأي العام بأهداف وأداء إدارته".
ويترأس شريعتمداري رئاسة تحرير صحيفة كيهان منذ 27 عامًا بالتعيين من قبل المرشد علي خامنئي.
وأبدى صحفي روحاني انزعاجه من حديث روحاني في اجتماع الحكومة، الأربعاء الماضي، عن أن الإمام الحسن حفيد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) والإمام الشيعي الثاني، تصالح سنة 661 مع الخليفة الأموي معاوية، بناء على رغبة "غالبية الناس".
وعلق على تصريحات الرئيس قائلا: "حديث روحاني عن سلام الإمام الحسن مرتبط بمصير المحادثات النووية".
يشار إلى أن رئيس تحرير صحيفة "كيهان" كان من أشد المنتقدين للمحادثات التي أدت إلى الاتفاق النووي عام 2015، أي بعد عامين من رئاسة روحاني.
وكان روحاني قد قال في اجتماع الحكومة، الأربعاء الماضي، إن الإمام الحسن اختار السلام بعد أن أدرك أن الغالبية العظمى من الناس يريدون السلام.
وتابع: "الإمام الحسن يعلمنا أن نكون رجال حرب وقت الحرب ورجال سلام وقت السلم.. يجب أن نقف ونحمل السلاح عند الضرورة ونصنع السلام عند الضرورة."
ويحاول نظام ولاية الفقيه تبرير تنازلاته باستمرار عبر استحضار فكرة "سلام الإمام الحسن"، وهو أمر متكرر في إيران.
وتحدث الرئيس عن القرار في مثل هذه الأمور يقع على عاتق خامنئي، لذلك يبدو أن روحاني كان يقدم رداً مستترًا على مزاعم خامنئي بالجبن التي أطلقها قبلها بيوم والتي شعر كثيرون أنها موجهة ضده.
وكان خامنئي قد قال في حفل التخرج العسكري يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول: "لا يحق للجبناء التحدث عن العقلانية لأن العقلانية تعني الحسابات الصحيحة.. العدو يحاول التلميح إلى وصف خاطئ للعقلانية وبعض الناس في البلاد يكررون عن جهل كلمات العدو".
ودخل روحاني وخامنئي في خلاف علني من قبل، في مايو /أيار 2016، حول تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس، وهو الأمر الذي لا يدعمه المرشد.
لكن ما يبدو غريباً أن مرشد إيران نفسه استحضر في عام 2013 فكرة "الإمام الحسن" لتبرير المحادثات الدولية بشأن برنامج إيران النووي.
آنذاك قال خامنئي في كلمة ألقاها لقادة الحرس الثوري: "أنا أؤمن بما أطلق عليه قبل سنوات مرونة بطولية.. المصارع الذي يقدم تنازلاً لأسباب فنية يجب أن لا ينسى من هو خصمه وعدوه".
وكان مصطلح "المرونة البطولية" إشارة إلى كتاب عن الإمام الحسن وسلامه الشهير الذي كتب عنه خامنئي منذ سنوات قبل أن يصبح مرشدًا.
وقد ساعد هذا القياس خامنئي على تهدئة أشباه شريعتمداري الذين عارضوا التنازلات للدول الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة، قبل أن تتخذ إدارة الرئيس دونالد ترامب إجراءات تصعيدية ضد طهران بسبب أنشطتها الإرهابية بالمنطقة.
aXA6IDMuMTQ1LjE3Ni4yMjgg
جزيرة ام اند امز