دعوة زفاف ملكية على قشر بيض نعام توثق تاريخ مهنة منقرضة
لم تعد حرفة الرسم على بيض قشر النعام بمصر ذائعة الصيت مثلما كانت في الماضي، حتى إنها أصبحت من الحرف المنقرضة، ولا تزال شاهدة على تاريخ تلك المهنة سوى بعض الصور، ومنها دعوة زفاف ملكية.
وقال أسامة غزالي، الباحث في التراث المصري على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، موثقاً لهذه الدعوة: "عندما تزوج الملك المصري فؤاد الملكة نازلي كانت دعوة زفافهما هي عبارة عن بيض نعام محفور عليه يدوياً صورتهما، حيث كانت تنتشر حرفة الرسم على قش بيض النعام في منطقة عين شمس بالقاهرة".
وأضاف غزالي أن مزارع النعام التي انقرضت من منطقة عين شمس الشرقية، كان يوجد بجوارها ورش تضم الحرفيين المتخصصين في الرسم على قشر بيض النعام، حيث كان السياح يقصدون تلك الورش أثناء جولتهم بالقاهرة.
وتعتبر منطقة عين شمس حيث كانت توجد تلك الورش منطقة أثرية مهمة بتاريخ مصر، فيوجد بها الكثير من الآثار المصرية والتراث العمراني المميز، وكانت مزارع النعام مملوكة للأثرياء الذين قطنوا تلك المنطقة، كما يوضح غزالي.
وأصبحت تلك المنطقة من المناطق الشعبية في مصر، غير أنها في الماضي كانت قريبة لقصر الأمير يوسف كمال وفيلا المطربة أسمهان وشقيقها فريد الأطرش، وبجوارها المنطقه الصحراوية، التي كانت بها ثكنات الجيش الإنجليزي التي أصبحت بعد الجلاء ثكنات للجيش المصري، وكان بها فيلا الشيخ والإمام محمد عبده وسمي بعد ذلك الشارع باسمه.
وإذا كانت الحرفة قد انقرضت بشكلها التقليدي، إلا أن هناك من يحاول استعادتها باستخدام التقنيات المعاصرة، ومنهم الفنانة مها شلبي، والتي قالت في تقرير نشرته "رويترز" قبل 5 أعوام، إن الموضوع بالنسبة لها هواية وليس حرفة كما كان في الماضي.
وأضافت أنها تواجه مشكلة لإشباع تلك الهواية، وهو ندرة مزارع النعام، التي يمكن الحصول منها على البيض، وهو ما يضطرها إلى التوجه إلى مزارع في أماكن بعيدة ومتطرفة للحصول عليه.
وتوضح أنها لكي تتمكن من الرسم على قشر بيض النعام، تقوم أولاً بتفريغه وتعقيمه خلال يومين، قبل أن تبدأ في الرسم والطلاء، مما يحوله إلى أعمال فنية.
aXA6IDE4LjExNy43OC4yMTUg جزيرة ام اند امز