مصرية تحول بيض النعام إلى قطع فنية
هدى تتلقى الدعم من أهلها وأصدقائها الذين قاموا بتشجيعها على طرح أعمالها الفنية من خلال موقع التواصل الاجتماعي
لعشقها للفن، قررت الفتاة المصرية هدير ناصر البحث عن شغفها بين مخلفات الطبيعة لتجده في مزرعة والدها، بتحويل بيض النعام وقرون الغزلان إلى قطع فنية.
استطاعت الفتاة العشرينية، معلمة اللغة الإنجليزية بإحدى مدارس رياض الأطفال، تأسيس مشروعها الخاص الذي طالما بحثت عنه، وعن بداية الفكرة قالت لـ"العين الإخبارية": "لم أكن موهوبة بدرجة كبيرة في الرسم ولكني أحبه فقررت الاشتراك في دورات تدريبية خلال المرحلة الثانوية، وكان هدفي الالتحاق بكلية الفنون الجميلة ولكني لم أوفق، ثم التحقت بكلية التجارة".
وأضافت: "بعد الانتهاء قررت البحث عن شغفي وحصلت على تدريبات أخرى في رسم البورتريه ونفذت أعمالا يدوية كالشموع والإكسسوارات".
وتابعت: "بمحض الصدفة وجدت بيض النعام الفارغ أمامي في مزرعة والدي فبدأت بالتجربة فيه، ألتفت الكثير منه في البداية، ولكني استمررت في تعليم نفسي وتطويرها، خاصة أنه لا توجد دورات تدريبية لهذا النوع من الفن".
ولم يكن مشروع هدير منذ 3 سنوات سهلا، فقد تعرضت للعديد من الإصابات لصنع الزخارف على بيض النعام، لاستخدامها معدات حادة، موضحة: "استخدمت (شنيور) صغيرا كالذي يستعمله طبيب الأسنان مع الصاروخ الكهربائي وألوان أكريليك ودوكو للتلوين".
تسبق عملية الرسم والحفر مراحل عدة، وقالت هدير: "في البداية أحصل على البيض من المزرعة ويظل تحت الملاحظة لمدة 14 يوما للتأكد من أنه غير مخصب، ثم تأتي مرحلة التفريغ ووضعه في محاليل للتطهير والتنظيف، لتبدأ عملية الرسم بالقلم الرصاص أولا ثم مرحلة الرسم الكامل والحفر التي تستغرق يومين".
وتحتفظ هدير بالبيض على حامل مصنوع من الخشب أو النحاس تعده خصيصا له، ويتم طلاؤه بمواد معالجة قبل الدهان والصنفرة ثم تبدأ مرحلة الصبغة، ويليه الإضاءة الكهربائية في المرحلة الأخيرة التي تبرز ما صنعته.
وأضافت: "أحرص على تغليف الهدية بشكل مميز ومعها رسالة مكتوبة بخط اليد ومختومة بالشمع الأحمر".
ولا تكتفي هدير باستعمال البيض كقطعة فنية، ولكنها قررت تحويل قرون الغزلان التي تسقط كل عام بعد موسم التزاوج وتنمو من جديد إلى حامل للمجوهرات، وقالت: "بدأت أشعر بأن مخلفات المزرعة مسؤوليتي لذلك كان لقرن الغزلان نصيب وجذوع الشجر التي أرسم البورتريهات عليه، وكذلك ريش النعام والطاووس اللذين صنعت منها صائد الأحلام أو (دريم كاتشر).
وتتلقى هدير الدعم من أهلها وأصدقائها الذين شجعوها على طرح أعمالها الفنية التي تتراوح أسعارها من 200 إلى 2000 جنيه، من خلال موقع التواصل الاجتماعي.
وأضافت: "أنشأت صفحة deer gallery جاليري الغزلان لعرض أعمالي فبدأت أعرض على استحياء، ولكن ردود الفعل أبهرتني وكانت عكس ما توقعت".
وتبدأ هدير مواصلة عملها بمشروعها يوميا بعد الانتهاء من عملها بإحدى المدارس حتى تحقق طموحها، مؤكدة: "أحلم أن تكون علامتي التجارية إحدى العلامات العالمية وأقوم بالتصدير للخارج".