مصرية تحول الأدوات المنزلية إلى قطع فنية ذات طابع تراثي
الفنانة المصرية إيمان قطب تعقد كثيرا من الورش لتدريب الفتيات على الرسم، وتساعدهن لتحقيق حلمهن ببدء مشاريعهن الخاصة
أبدعت الشابة المصرية إيمان قطب، مجموعة من القطع الفنية الفريدة، تتسم بطابع وروح وأصالة بلدها، مستخدمة في ذلك الأدوات المنزلية التي تستخدمها يومياً، من أكواب وأطباق، وكذلك الإكسسوارات.
تخرجت إيمان قطب في كلية الآداب قسم مكتبات ومعلومات، وقررت إتقان موهبتها التي لازمتها منذ عمر الـ5 سنوات.
تقول: "خلقت لكي أرسم، كنت أقوم بالرسم داخل كتبي الدراسية، وأيضاً خلال فترة الامتحانات".
لم ترغب إيمان صاحبة الـ32 عاما، أن تكون مجرد فنانة تستطيع الرسم، بل أصرت أن تكون لها شخصية مختلفة وفريدة وخاصة بها، فقررت إتقان فن البورتريه، والتحقت بالدراسات الحرة بكلية الفنون الجميلة، وتعلمت على يد فنانين تشكيليين كبار في هذا المجال.
تضيف: "وصلت إلى شخصيتي الفنية والروح التي بنيت عليها تصميماتي بعد 7 سنوات من العمل والتدريب، وبدأت برسم الطبيعة الصامتة والحية، ولكن لم أتكيف إلا مع ملامح الوجه، فهي أداة تواصل، فتأثرت بالشخصية لأن فيها روحا مني، فهي شخصيتي أنا، وأيضاً هي روح مصرية".
وتابعت: "أعمل على شخصيتي، وأنقل لها الطابع التراثي، كالنوبي أو الإسكندراني، كل بمواصفاته الطبيعية، ومن خلال الألوان والإكسسوارات المضافة أخرج بالمكان أو التراث الذي أتحدث عنه من خلال العمل".
واشتهرت إيمان بأعمالها الفنية، والرسم على الأكواب" المج"، مستخدمة ألوان البورسلين في نقل الشخصية الفنية التي تبدع في تصميمها.
وأوضحت إيمان: "إنتاجي الأكثر في المجات (الأكواب)، وبالنسبة لي خامة البورسلين مزعجة ولكني أحب الفكرة، خصوصا أن لدي شغفا بالأكواب".
وعن طريقة الرسم قالت إنه في حالة التصميم الجاهز يستغرق الأمر 5 ساعات، أو يومين في حالة التصميم المختلف "البورتريه".
وأضافت: "أقوم بمسح الكوب أولاً بمادة الكحول أو الأسيتون، لإزالة الأتربة التي من الممكن أن تأخذ من اللون، ثم أرسم التصميم على الورق، وأنقله على ورق (كلك)، وهو شبيه بورق الزبدة".
وتابعت: "أنقله بعد ذلك للكوب عن طريق الكربون، ثم أبدأ التلوين الذي يأخذ 4 مراحل، بين كل منها 15 دقيقة حتى يختفي لون الكوب الأساسي وتظهر الرسمة وتفاصيلها، بإدراج الظل والنور لها، ثم تدخل إلى الفرن على درجة حرارة 150 لمدة نصف الساعة لتثبيت الألوان".
وجمعت إيمان كل أعمالها تحت سقف واحد حمل اسم "دكان زمان"، وعن رمزية الاسم قالت: "كنت أرغب في ربط التراث المصري القديم الذي لا نلتفت إليه، وأعمل على هذا الجزء الأصيل الخاص، فنحن نمتلك جوانب مختلفة من التراث، ليس فقط الفرعوني، لذلك جاء اسم دكان زمان".
ويضم "دكان زمان" الذي أنشأته إيمان بمنزلها منذ 6 سنوات، أعمالاً فنية أخرى، تضم الكتب المفكرة، وإكسسوارات مصنوعة من الجلد والأخشاب، التي تقوم بالرسم عليها باستخدام ألوان الأكريليك.
هذا إلى جانب إحياء الأشياء القديمة ببث الروح فيها مرة أخرى بعد الرسم عليها، خصوصا الملابس أو الأحذية.
وقالت إيمان: "حصلت على دبلومة تصميم أزياء، وخلال التصميم أقوم بالرسم على الملابس أيضاً".
ولا تكتفي إيمان باحتضان فنها، ولكنها تقوم بتعليم الآخرين، وتعقد كثيرا من الورش، وتدرب الفتيات على الرسم والفن التشكيلي، حتى يحققن حلمهن ببدء مشاريعهن الخاصة.
وتطمح إيمان إلى نقل مشروعها من على صفحات السوشيال ميديا إلى الواقع، وأكدت: "أحلم بأن أمتلك دكانا حقيقيا، يضم كل أعمالي، ويشاهد العالم تصميماتي".