"JerseyEX" حملة لجمع قمصان كرة القدم لأطفال اللاجئين
المحامي الأمريكي صموئيل جيه فوكس يطلق حملة JerseyEX لتوفير قمصان كرة قدم لآلاف الأطفال السوريين المشردين والفقراء
بعد مشاهدته صورا لأزمة اللاجئين السوريين ولا سيما الأطفال منهم، شعر المحامي صموئيل جيه فوكس من لوس أنجلوس أن عليه القيام بشيء ما.
وأطلق فوكس حملة JerseyEX لتوفير قمصان كرة القدم، فضلا عن منح الأمل لآلاف الأطفال السوريين المشردين والفقراء، الذين لا يملكون إلا بضعة قمصان ممزقة؛ إذ يرى أن لعب كرة القدم يساعد على تخفيف التوتر الذي يعانونه داخل المخيمات.
بدأت القصة عام 1999، حين كان فوكس يعمل مع الفريق القانوني الذي يساعد الممثل الكوميدي الأمريكي جيف فوكسورثي في أعماله، ما فتح أمامه أبواب شهرة غير متوقعة. ومن بين هذه الأبواب مكالمة هاتفية من أحد اللواءات الأمريكيين الذي يعملون في الشرق الأوسط للعمل معهم، لبناء جسر رقمي مع الولايات المتحدة.
ذلك الجسر الرقمي أتاح لفوكس الاضطلاع على صور تظهر محنة السوريين الذين يعبرون الصحراء إلى الأردن هربا من العنف.
وفي مقابلة مع صحيفة "الجارديان" البريطانية، قال فوكس إن الصور كانت مروعة ولفتت انتباهه صورة كان فيها 3 أطفال يلعبون كرة القدم ويجرون حفاة على الصخور وهم يبتسمون. وأضاف أن هذه الصورة جعلته يرغب في الذهاب إلى مخيم لاجئين ورسم الفرحة على وجوه بعضهم، ومن هنا كانت البداية.
عثر فوكس على متجر في لوس أنجلوس يجمع القمصان القديمة وحصل منه على 180 قميصا، سافر بعدها إلى الأردن لزيارة مخيم الزرقاء؛ لا توجد كهرباء والمياه قليلة وعدد لا يقل عن 10 آلاف لاجئ. لكن بالرغم من هذا الجو الكئيب اصطف الأطفال فرحين للحصول على القمصان الجديدة.
وصلت أخبار فوكس وقمصانه إلى الأردني من أصل لبناني فادي غندور، مؤسس "أرامكس"، أكبر شركة شحن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فعرض على فوكس شحن القمصان إلى اللاجئين السوريين في الأردن مجانا، وحتى الآن تم إرسال 15 ألف قميص، وفي إحدى المرات التي كان فوكس وأنجلسون موجودين فيها بالأردن، نجحا في الحصول على تنازل عن الرسوم الجمركية المفروضة على أي شحنات للاجئين.
ولعبت الصدفة التي جعلت فوكس يصور فيديو قصيرا مع نجم سابق في الدوري الأمريكي للمحترفين، لإرشاد الأطفال حول أهمية غسل اليدين قبل الأكل، دورا كبيرا في التركيز أيضا على توفير الصابون للاجئين في الأردن. وبعدها تم تصوير عدد أكبر من الفيديوهات في الأردن بواسطة المخرجة وداد شفاكوج، ما أدى إلى شراكة أمريكية مع مفوضية شؤون اللاجئين.
وكانت الخطوة المنطقية التالية هي توفير الصابون للاجئين، وبالفعل تم الاتفاق على صفقة للحصول على الصابون من مركز "حياة" في الزرقاء الذي يعد ملاذا للسيدات والأطفال المتضررين من الحرب، حيث بدأ تصنيع المنتجات وبيعها لدعم أنفسهم. وتم الاتفاق على صفقة أخرى مع صناع صابون في مخيم الزعتري للاجئين، بالإضافة إلى تبرع آخر من شركة الصابون الأردنية ترينيتاي، ووزع فوكس وأنجلسون أكثر من 2000 قالب صابون خلال رحلتهم الأخيرة في الزعتري والزرقاء.
وفيما يتعلق بالخطط المستقبلية، يأمل فوكس أن يتعاون مع نوادي كرة القدم واللاعبين في خلق وسائل إعلام تركز على كرة القدم وتقدم رسائل تؤكد استمرارية الحياة. كما يريد فوكس أيضا الشراكة مع شركة صابون للحصول على عائد يمكنه من الاستمرار في دعم مفوضية شؤون اللاجئين؛ كل صابونة يتم بيعها يتم التبرع مقابلها بصابونة أخرى لعائلة لاجئة.
يقول فوكس: "لا تكمن القوة الحقيقية للرياضة على أرض الملعب، ولكن في حياة ملايين الأطفال الذين يشاهدونها ويلعبونها يوميا". وأضاف: "يمكن أن توصل هذه اللعبة الجميلة بعض الرسائل الجميلة حتى ولو كانت كل رسالة لا تتجاوز الـ7 ثوان".