حاكم الشارقة يمنح مؤسسة "عامل" جائزة مناصرة اللاجئين ومليون دولار
وصل عدد المستفيدين من برامج مؤسسة "عامل" الدولية، العام الماضي، إلى 100 ألف شخص نصفهم من الأطفال والنساء.
كرّم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبحضور قرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس مؤسسة "القلب الكبير"، المناصرة البارزة للاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الأربعاء، مؤسسة "عامل" الدولية ومقرها لبنان، الفائزة بجائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين في دورتها الـ3.
ونُظِّم حفل التكريم بأكاديمية العلوم الشرطية في الشارقة، بحضور أمين عوض مدير مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وسلّم حاكم الشارقة الجائزة، التي تشرف عليها وتنظّمها مؤسسة "القلب الكبير"، بالتعاون مع المفوضية الأممية، لمؤسسة عامل الدولية في لبنان، نظير جهودها الإنسانية الكبيرة والملموسة لصالح اللاجئين منذ تأسيسها عام 1979 حتى اليوم، حيث تسلّم درع وشهادة الجائزة الدكتور كامل مهنا رئيس المؤسسة.
وهنأ حاكم الشارقة، مؤسسة "عامل" الدولية اللبنانية، والجهات الداعمة والشريكة لها على ما بذلوه من جهود تخدم الإنسانية، مثمناً العمل المشترك والجهود التي تقدّمها مؤسسة "القلب الكبير" منذ إطلاقها حتى الآن، من خلال ما تقوده من مبادرات ودعمٍ يخدم الأطفال اللاجئين وذويهم، ويُسهّل عليهم حلّ مشكلات الحياة ومجابهة الظروف الصعبة.
وأعلن الشيخ سلطان القاسمي خلال الحفل عن تبرّعه بمبلغ مليون دولار أمريكي، إلى جانب قيمة الجائزة الأساسية (500 ألف درهم) بغية دعم مؤسسة "عامل"، واستكمالاً لمشاريعها الإنسانية الكبيرة وبرامجها المتكاملة التي ظلت تقدّمها للاجئين، بما يعزّز دورها الريادي ودور إمارة الشارقة على الصعيد الدولي، والتزامها الأعمال الخيرية ومساعدة المحتاجين في جميع أنحاء العالم.
وبذلت مؤسسة "عامل" الدولية جهوداً إنسانية كبيرة، إذ توسّعت أعمالها تجاه كثير من الفئات إلى خارج مقرّها الرئيس في لبنان، وأصبح لديها فروع بفرنسا وسويسرا والولايات المتحدة الأميركية، كما وصل عدد المستفيدين من برامجها، العام الماضي، إلى 100 ألف مستفيد، نصفهم من الأطفال والنساء.
وخلال كلمتها بالمناسبة، هنأت الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، مؤسسة "عامل" الدولية، وأكدت أن الإنسانية هوية واحدة لا تتجزأ، وأن الانتصار للاجئين ليس خياراً بل واجباً، مضيفةً أن التعاون سواء على صعيد المؤسسات أو الأفراد لم يعد رغبةً وخطة، إنما بات ضَرورةً.
وقالت الشيخة جواهر القاسمي: "العطاء والخير ومساعدة المحتاج، قيم أصيلة في ثقافتنا العربية والإسلامية، وجوهر رؤية الشارقة وقائد نهضتها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يؤمن بأن حق الإنسان في العيشِ الكريم لا يجب أن يُمسّ أو تغيّره ظروف".
وأضافت: "إن كلمة لجوء تحمل معناها واستحقاقها، فعندما يلجأ شخص إلى شخص آخرَ، فهذا يعني أنه اكتسب الحقّ في الحماية والرعاية، فكيف حين يلجأ إلى المجتمعِ الدولي والإنساني بقوّته وإمكاناته وأعرافه وقوانينه .. في هذه الحالة يصبح حقّه واجباً على كل فرد ومؤسسة ومجتمع، وهذا الحقُ لا يقتصر على توفير الاحتياجات الأساسية للحياة فقط، بل ببذل المزيد من الجهود لمنع تفاقم الأزمات لديهم، وتأهيلهم لبناء أنفسهم وأوطانهم حين عودتهم إليها".
وتابعت الشيخة جواهر القاسمي: "كلما تأخَرنا عن واجبنا تجاه اللاجئين، كلما خسرنا ملايين الطاقات والعقول التي تنتظر من يرسم لها درباً جديداً للأمل، وما دمنا قادرين على العطاء فإنه ليس أمامنا ما لا يمكن تجاوزه .. بالعطاء ننتصر لبقائنا وننتصر لإنسانيتنا، وبه نعمّر الأرض، فالعطاء هو الفعل الوحيد الذي لا ينتهي ولا يزول، وإنما يتجدّد مع أهله ولمن يستحقّه".
بدورها ذكرت مريم الحمادي، مدير مؤسسة "القلب الكبير": " نحن في المؤسسة نسعى بدعم لا محدود من حاكم الشارقة، والشيخة جواهر القاسمي، نحو ترسيخ ثقافة العمل الإنساني كمنهج لبناء العلاقات بين المجتمعات والمؤسسات، وأداة لترميم القيم السامية التي تأثرت سلباً بالأزمات والصراعات المستمرة حول العالم".
وأوضحت الحمادي أن عدد المهجّرين والفارين من بلدانهم نتيجة الصراعات والنزاعات والكوارث والفقر حول العالم، فاق 68 مليون شخص، من بينهم نحو 25 مليون لاجئ، ما يبرز حجم المهمة وقيمة المسؤولية المنوطة بعهدة منظمات العمل الإنساني.
وأضافت: "إن اقتناعنا بأهمية تغيير النظرة للاجئين وبالتالي تغيير طبيعة وغاية المشاريع المقدّمة لدعمهم، دفعت بمؤسسة القلب الكبير وشريكتها الدولية المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى استحداث مفهوم ذي قيمة مضافة، يرفع أثر المشاريع حتى تكون مستدامةً من ناحية، وتنمويةً من ناحية أخرى، فجاءت جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين، ومثّلت ملهماً ومُحفزاً للمؤسسات والمنظمات المجتمعية والقطاع الخاص بشركاته ومؤسساته ورواده".
وأكدت الحمادي أن القيمة المالية للجائزة تعدّ مساهمةً خاصة من "القلب الكبير"، ولا يتم احتسابها من إجمالي التبرعات التي تذهب بالكامل لمساعدة الفقراء واللاجئين والمحتاجين حول العالم.
من جانبه قال أمين عوض مدير مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "إن معاناة اللاجئين أصبحت الآن سمة العصر فالصراعات تفاقمت وتعمّقت، حيث أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تأثرت أكثر من غيرها، فنحو 40% من إجمالي النازحين واللاجئين في العالم يعيشون في هذه المناطق بسبب الصراعات، و5% فقط من سكان العالم موجودون في هذه المنطقة".
وأشار إلى أهمية التكاتف والتعاطف بين الدول المجاورة خصوصاً، ففي قضية اللاجئين السوريين، كان هناك ترحيب وضيافة للنساء والأطفال وكبار السن، إذ حظوا بالحماية لأن الدول المجاورة فتحت حدودها لهم، وهذا دليل على التكاتف.
وهنأ عوض مؤسسة "عامل" على فوزها بجائزة الشارقة الدولية لمناصرة اللاجئين، وإنجازاتها الرائعة.
من جانبه توجّه الدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة "عامل" الدولية، بالشكر إلى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لرعايته الجائزة، وإلى قرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس مؤسسة "القلب الكبير" على رعايتها "عامل" وجهودها الإنسانية.
وقال: "إن هذه الجائزة عنوان للتضامن في العالم العربي، مع الفئات المهمّشة والضعيفة، وأبرزها الشرائح التي لجأت إلى بلدان عدة".
وأوضح عوض أنه منذ عقدين، كان يوجد 10 ملايين نازح في أرجاء المعمورة، وبلغ العدد حالياً 65 مليون لاجئ ونازح داخلي، نصفهم في المنطقة العربية.
وتابع: "مؤسسة عامل الدولية اختارت أن تكون مدنية غير طائفية، تنطلق رسالتها من سؤال: كيف نعمل على تعزيز إنسانية الإنسان بمعزل عن خياراته السياسية أو الدينية أو الجغرافية".
وخلال الحفل، شاهد الحضور عرضاً مرئياً تناول تجربة مؤسسة "عامل" الدولية في مجال دعم اللاجئين، وتوفير فرص التعليم والتدريب لهم بغية مساعدتهم على تطوير مواهبهم، وتعلّم أعمال مفيدة تسهم في دعمهم نفسياً ومهنياً وتضمن لهم مع أسرهم الاستقرار والعيش الكريم.
كما قدّم الفنان السوري نزار علي بدر لوحات فنية تشكيلية، تروي حكايات اللجوء والمعاناة التي تواجه اللاجئين، من خلال توليف حجارة الصوّان الصلبة والمتنوّعة التي تتّخذ أشكالاً ملساء، جسّدت رحلة اللاجئين ومعاناتهم اليومية بأسلوب إبداعي باهر.
وتستهدف جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين تحفيز الأفراد والمؤسسات على تقديم مبادرات ومشاريع رائدة ذات تأثير تنموي بعيد المدى وملموس، للاجئين في قارة آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل خاص، وكافة الدول والمجتمعات حول العالم التي تعاني ظروفاً ناتجة عن الكوارث والنزاعات والفقر عموماً.
وتحظى الجائزة برعاية من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة "القلب الكبير".
حضر حفل التكريم الجائزة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام المبعوث الإنساني لمؤسسة "القلب الكبير"، والشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء وتنمية المجتمع.
وشهِده أيضاً اللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، والدكتور راشد الليم رئيس دائرة كهرباء ومياه الشارقة، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وعلي سالم المدفع رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، فضلاً عن عبدالله خليفة السبوسي مدير دائرة الأوقاف الإسلامية، وريم بن كرم مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، وعدد من مديري الدوائر والمسؤولين في المنظمات الإنسانية.