روسيا على خط سد النهضة.. هل تنجح في حل الأزمة؟
سد النهضة أحد الملفات الأفريقية بامتياز والشائكة منذ سنوات طويلة أيضا، ما يجعله يفرض نفسه على أجندة مباحثات القمة الروسية - الأفريقية.
وبعد لقاءت جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أمس الأربعاء، في سان بطرسبورغ، قبل يوم من القمة، أثيرت تساؤلات حول إمكانية حدوث وساطة روسية في ملف سد النهضة.
تأتي القمة الروسية الأفريقية بعد ما يقرب من أسبوعين من عقد قمة دول الجوار السوداني بالقاهرة، وما تخللها من لقاء جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اتفقا خلاله على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتسوية قضية سد النهضة.
دور مهم
ويرى المحلل والباحث الروسي بجامعة الصداقة والشعوب، ديمتيري بريجع، أن روسيا قد تلعب دورًا مهمًا في الوساطة بين مصر وإثيوبيا لحل أزمة سد النهضة.
المحلل والباحث الروسي أوضح في حديث لــ"العين الإخبارية" أن روسيا مهتمة بالنجاح في ذلك الملف بعد نجاحها في وقف إطلاق النار بسوريا، رغبة منها في تحقيق التواصل بين البلدين الأفريقيين اللذين تربطهما علاقة قوية بموسكو.
وشدد على أن روسيا ترغب في إنهاء ذلك الملف الذي يهم مصر ويمثل دعمًا لاقتصاد وأمن، ذلك البلد الذي تربطه بموسكو علاقة قوية، ولرئيسها صداقة قوية مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي.
وعن تقبل الجانب الإثيوبي الوساطة الروسية خاصة بعد فشل المحاولة الأمريكية، يعتقد ديمتيري، أن أديس أبابا لن تعارض الأمر، خاصة في ظل وجود تفاهمات واتفاقيات حول العلاقات بين البلدين منذ عام 1943، بالإضافة إلى أن العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين روسيا وإثيوبيا، تشهد ذروتها الآن.
حلحلة؟
الخبير الروسي قال إن لقاء الرئيس المصري ونظيره الروسي، وما تلاه من لقاء بوتين ورئيس الوزراء الإثيوبي، يمكن أن يدفع باتجاه حالة من الحلحلة في الملف، خاصة مع قرب بداية الملء الرابع للسد.
واتفق مع المحلل الروسي، الخبير بالعلاقات المصرية الروسية، والمحلل السياسي، أحمد رفعت الذي قال إن احتمالية وساطة روسية في ملف سد النهضة كبيرة.
رفعت رجح في حديث لــ"العين الإخبارية" نجاح الوساطة الروسية بين إثيوبيا ومصر، نظرا للعلاقات القوية بين البلدين وموسكو، واهتمامها بأفريقيا.
ولفت إلى أن العلاقات القوية بين إثيوبيا وموسكو في تصاعد وتقارب كبير منذ خمسينات القرن الماضي، مشيرًا إلى أن هناك رغبة روسية في لعب دور "كبير" بأفريقيا، عبر حل مشكلات القارة السمراء، وزيادة التعاون المشترك.
وأوضح أن نجاح الوساطة معتمد أكثر على استعداد الجانب الإثيوبي للتعاون، مشيرا إلى أن مصر عٌرض عليها الوساطة قبل ذلك وفضلت الولايات المتحدة والبنك الدولي لنظرة فنية، لكن اليوم ستقبل الوساطة الروسية لقدرة الأخيرة على حل الأزمة.
تأكيدات سابقة
السفير الروسي في القاهرة جيورجي بوريسينكو، أكد في تصريحات تلفزيونية سابقة، أن بلاده مستعدة للتدخل والوساطة في إيجاد حل لملف سد النهضة، إذا كان هناك رغبة من قبل أطراف الأزمة.
وأشار إلى أن روسيا من الممكن أن تستخدم الأقمار الصناعية الخاصة بها لمتابعة الموقف الفعلي على أرض الواقع في سد النهضة، ويمكن تصوير السد من قبل الأقمار الصناعية.
ولفت إلى أنه بدون رغبة من الأطراف، فإن روسيا لا تستطيع أن تقوم بهذا الحوار وإقناع الشركاء الإثيوبيين ونقل المخاوف التي يشعر بها المصريون.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، شدد في مؤتمر صحفي سابق مع نظيره المصري، سامح شكري، في وقت سابق، على أن بلاده معنية بحل ذات الملف الشائك والعالق منذ سنوات.
وتتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا، منذ 2011، للوصول إلى اتفاق حول ملء سد النهضة وتشغيله، إلا أن جولات طويلة من التفاوض بين الدول الثلاث لم تثمر حتى الآن اتفاقا.
ورغم أن مصر والسودان حضّا إثيوبيا مرارا على تأجيل خططها لملء خزان السد إلى حين التوصل لاتفاق شامل، فإن أديس أبابا أعلنت في 22 يونيو/حزيران الماضي استعدادها لإطلاق المرحلة الرابعة من ملء خزان السد الذي نبلغ سعته نحو 74 مليار متر مكعب من المياه.
لكن البيان الصادر قبل أيام عقب لقاء القاهرة بين السيسي وآبي أحمد، حمل توضيحا بـ"التزام إثيوبيا أثناء ملء السد خلال العام الهيدرولوجي 2023-2024، بعدم إلحاق ضرر ذي شأن بمصر والسودان، بما يوفر الاحتياجات المائية لكلا البلدين".
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjE1OCA= جزيرة ام اند امز