"روسيا والعالم الإسلامي".. إشادة واسعة بدور الإمارات لتعزيز التقارب
بنيامين بوبوف يقول إن الشعب الإماراتي يعمل كثيرا وله أفكار إبداعية مستقبلية جيدة ويشجع المبادرات والإبداعات الثقافية والعلمية.
أشادت شخصيات روسية وعربية ودولية، مشاركة في الاجتماع الدوري بمجموعة الرؤى الاستراتيجية "روسيا والعالم الإسلامي"، المنعقد في العاصمة الداغستانية محج قلعة، الأحد، بدور الإمارات ومبادراتها لتعزيز التقارب ليس بين العالم الإسلامي وروسيا فحسب، وإنما أيضا مع الدول الأخرى.
وأعرب عدد منهم، في تصريحات لمراسل "العين الإخبارية"، عن أملهم في مشاركة الإمارات في مثل هذه التجمعات الدولية لإغنائها بالأفكار والمبادرات التي تميزت بها خلال الفترة الحالية لإيجاد السبل الكفيلة التي من شأنها أن تعزز عمل المجموعة، سواء في تنشيط العلاقات الثقافية والعلمية والاتصالات الدينية، إضافة إلى تطوير العلاقات الاقتصادية بين الدول الإسلامية وروسيا.
وقالوا إن روسيا والعالم الإسلامي يمتلكان مقومات كبيرة ومشتركة لمحاربة التطرف الديني بكل أشكاله، باعتبار أن الإسلام عنوان للسلام والمحبة ولا يمت للإرهاب بصلة، من خلال المشاريع العلمية والثقافية والاقتصادية والتي من شأنها أن تحصن الشباب وتعيد من غرر بهم إلى جادة الصواب.
وقال بنيامين بوبوف، منسق مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا العالم الإسلامي، إن دولة الإمارات العربية المتحدة مهمة بالنسبة لنا، وموسكو وأبوظبي وقعتا هذا العام اتفاقا كبيرا للشراكة الاستراتيجية.
وأضاف: "الشعب الإماراتي يعمل كثيرا، وله أفكار إبداعية مستقبلية جيدة، ويشجع المبادرات والإبداعات الثقافية والعلمية، ودولة الإمارات أطلقت مؤخرا القمر الصناعي "خليفة سات"، وتستعد لإرسال رواد فضاء، لذلك نحن حريصون على توسيع التعاون مع الإمارات".
وتابع بوبوف: "أنتجنا فيلما عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بمناسبة ذكراه المئوية، وكان فيلما رائعا، وسنستمر في مثل هذه النشاطات".
وأكد بوبوف أن "العالم اليوم يمر بتطورات مهمة في القضايا الدولية، ومن هذا المنطلق نعمل من أجل التعاون بين روسيا والعالم الإسلامي، وهذا بالطبع يعتمد على العديد من الأسس، ونحاول تطوير التعاون في مجالات عدة".
وعن التعاون في المجال الثقافي، قال "نعمل على توسيع أنشطة طباعة الكتب من وإلى اللغتين العربية والروسية، وعقد المؤتمرات ودعوة الصحفيين ورجال الدين لمثل تلك اللقاءات".
وواصل بوبوف حديثه قائلا "الاجتماع يسهم في تقريب وجهات النظر بين روسيا والعالم الإسلامي، وبمشاركة ٣٠-٥٠ شخصية دينية واجتماعية من حكومات إسلامية مختلفة نستطيع إطلاق أفكار ومشاريع مشتركة، ومن أهمها إنشاء مدارس القيادة الشبابية في روسيا والعالم الإسلامي".
من جانبه قال الدكتور محمد بشاري، الأمين العام للمجلس العلمي للمجتمعات المسلمة، إن المؤتمر يؤكد نهج دولة الإمارات العربية في سياق تأصيل الحوار مع كل الفضاءات السياسية الاقتصادية والإنسانية.
وأضاف أن "المؤتمر يدل على الحكمة التي تقود دولة الإمارات في إيجاد وتجسير الهوة الثقافية بين المنظومات الفكرية (الصينية، الغربية، الروسية) مع العرب والمسلمين".
وأكد أن "مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، في الاتفاق الاستراتيجي روسيا-العالم، روسيا-الإمارات تهدف لإيجاد حوار جاد وبناء شراكة فعالة بين روسيا والمكونات العربية والإسلامية".
وتابع أن مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان فتحت قناة حوار وتعاون على أساس من الشراكة الدائمة بين المكونات الاجتماعية المسلمة، ثم مع روسيا الفضاء الكبير الذي يجمع بين طياته وبنيته السكانية من المسلمين وغير المسلمين"، كما أن المبادرة تؤصل لمبدأ الحوار المبني على الشراكة والاعتراف بالآخر واحترام الخصوصيات.
وقال مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، إن هناك تطورا متصاعدا بين روسيا والشعوب الإسلامية، مشيراً إلى أن المؤتمر فرصة لتبادل الآراء والرؤى المشتركة بين الدول الإسلامية وروسيا لدعم القضايا العادلة للعالم العربي.
وأضاف "ننظر إلى المؤتمر كفرصة ممتازة بالنسبة للقضية الفلسطينية، حيث يشارك ممثلون لكل دول المنطقة، كما أنه فرصة لتوثيق العلاقات مع روسيا وحشد الدعم والتأييد للقضية العربية والفلسطينية، وفرصة لتبادل الخبرات بالنسبة للمشاركين".
وتابع "أعتقد أن التواصل مع دول كروسيا والصين والهند مهمة للغاية حتى يكون هناك توازن في العلاقات الدولية".
ومن جانبه قال رياض حسين خوخار، وزير الخارجية الباكستاني الأسبق، إن لدولة الإمارات العربية المتحدة إسهامات كبيرة في باكستان لا سيما في قطاعي الصحة والتعليم.
وأعرب خوخار عن بالغ امتنانه للقيادة الحكيمة لدولة الإمارات وحكومتها، مشيراً إلى أن الإمارات تفعل الكثير لبلدان إسلامية وتلعب دورا مهما في منطقة الشرق الأوسط.
ونوه وزير الخارجية الباكستاني الأسبق بأن المؤتمر فرصة متميزة لتقديم النصح إلى الحكومة الروسية حول سبل تعزيز علاقتها مع العالم الإسلامي، لافتاً إلى أنه "من المهم أن تعمل الدول الإسلامية على مواجهة الكثير من الدعاية ضدها".