لوهانسك ودونيتسك.. كل ما تريد معرفته عن أحدث جمهوريات العالم

مع اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جانب واحد بـ"لوهانسك ودونيتسك" كجمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، سيزداد المشهد تأزمًا.

خطوة من المتوقع أن تُحدث تغييرًا في المشهد الاقتصادي العالمي، نظرًا لما يتمتع به هذان الإقليمان الانفصاليان بمنطقة دونباس شرقي أوكرانيا بثقل كبير على صعيد الغذاء والطاقة في وقت تئن فيه قارة أوروبا تحت وطأة أزمة طاقة متشعبة ومتصاعدة.

لوهانسك ودونيتسك.. وسلة للصناعة والغذاء

يطلق مصطلح إقليم دونباس على مقاطعتي لوهانسك ودونيتسك بشرق أوكرانيا، إضافة إلى منطقة محايدة يطلق عليها دونباس الروسية.

• اعتراف بوتين يشعل أسعار النفط.. البرميل على قمة 7 سنوات
  

ويعد اسمه اختصارًا لكلمتي "دون" من دونيتسك، و"باس" من باسين بالروسية، أي "حوض دونيتسك"، وجاء اسمها من حوض الفحم الذي اكتُشف في عام 1721 والذي تمت تسميته على اسم نهر دونيتس العابر في المنطقة، بحسب موقع "بريطانيكا". وبدأ استغلال حوض دونيتسك في أوائل القرن الـ19، وبحلول عام 1913 كان يُنتج 87% من الفحم الروسي.

هذا الإقليم يقع على مساحة تقدر بنحو 52.3 ألف كلم مربع، ويتاخم الحدود مع روسيا.

ويعتبر حوض دونباس السلة الغذائية لأوكرانيا، إذ فيه يتركز جزء كبير من ثرواتها الطبيعية ومنطقها الصناعية ومحطات توليد الطاقة والتدفئة. كما يعد طريقًا سالكًا لبلوغ "بحر أوزوف" الاستراتيجي، ما يعني اقتطاع معظم أراضي "نوفوروسيا" التاريخية، ويوصف الإقليم بـ"سلة الصناعة والغذاء" في أوكرانيا، لما فيه من ثروات طبيعية وصناعات ثقيلة ومساحات زراعية، إضافة إلى غناه بمناجم الحديد والفحم المستخدم في المصانع ومحطات توليد الطاقة والتدفئة.

مجتمع الإقليم يضم -رسميًا- نحو 4 ملايين نسمة، 56.8% منهم أوكرانيون، ونحو 38.2% من أصول روسية، لكن اللغة السائدة فيه كانت -ولا تزال- الروسية. ولهذا كان الإقليم (مع القرم) عاملًا رئيسيًا في وصول الموالين لموسكو إلى سدة الحكم قبل أحداث 2014 وما تبعها.

لوهانسك ودونيتسك.. معلومات عامة

تقع جمهوريتا لوهانسك ودونيتسك، الانفصاليتان المواليتان لروسيا في حوض دونباس الناطق بالروسية في شرق أوكرانيا، وهي منطقة محتلة من قبل الانفصاليين المدعومين من روسيا منذ عام 2014، حيث أودى النزاع بين الانفصاليين والقوات الحكومية الأوكرانية بحياة أكثر من 14 ألف شخص.

وتؤكد موسكو أن هذه المنطقة، يسكنها ناطقون باللغة الروسية على غرار جزء كبير من شرق أوكرانيا، وترى أنه ينبغي حمايتهم من القومية الأوكرانية.

• دونيتسك ولوهانسك.. قرار أمريكي مرتقب بحظر الاستثمار والتجارة
  

ويعود وجود ناطقين بالروسية في تلك المنطقة إلى إرسال عمال روس إليها بعد الحرب العالمية الثانية خلال الحقبة السوفييتية.

يحتوي حوض دونباس المتاخم لروسيا على الشاطئ الشمالي للبحر الأسود، على احتياطات ضخمة من الفحم.

ويبلغ سكان دونيتسك (ستالينو سابقاً)، مليوني نسمة، وتشتهر كونها المدينة الرئيسية في حوض التعدين دونباس وأحد المراكز الرئيسية لإنتاج الصلب في أوكرانيا.

أما لوهانسك (فوروشيلوفغراد سابقا) فهي مدينة صناعية يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة.

وقد بدأت الأزمة بين القوات الأوكرانية والانفصاليين في لوهانسك ودونيتسك في عام 2014، وذلك عقب قرار روسيا ضم شبه جزيرة القرم، في وقت رفض المجتمع الدولي الاعتراف باستقلالهما الذي أُعلن بعد استفتاءات.

ويترأس دينيس بوشيلين الذي انتخب عام 2018 في انتخابات ندّدت بها كييف، "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة ذاتيًا، فيما يقود ليونيد باسيتشنيك "جمهورية لوهانسك الشعبية" المعلنة ذاتيًا أيضًا.

واستغنت المنطقتان الانفصاليتان عن العملة الأوكرانية (هريفنيا) مقابل الروبل الروسي الذي أصبح العملة الرسمية لهما.

كما أُقرت المناهج الدراسية الروسية بدلًا من نظيراتها الأوكرانية في المدارس المحلية الآن.

وفي 12 يونيو من العام الماضي 2021، احتفلت جمهورية دونيتسك الشعبية (بيوم روسيا)، وهو يوم وطني روسي يحيي ذكرى إعلان روسيا الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي.