روسيا تناور بـ"الغاز" في آسيا الوسطى.. "الثلاثي" يثير مخاوف الغرب
عندما طرحت روسيا فكرة إقامة اتحاد غاز ثلاثي مع كازاخستان وأوزبكستان أواخر العام الماضي، لم تتحرك الخطة بالشكل الذي رسمته موسكو.
خبراء الطاقة في العالم اعتبروا الخطوة محاولة من موسكو لاكتساب نفوذ سياسي واقتصادي في آسيا الوسطى.
في حينها، قال نائب وزير الخارجية في كازاخستان رومان فاسيلينكو إن بلاده "لن تسمح باستخدام أراضيها للالتفاف على العقوبات".
أما جورابيك ميرزامودوف، وزير الطاقة في حكومة أوزبكستان، فقال في ديسمبر/كانون الأول: "إذا استوردنا الغاز من دولة أخرى فإننا نتعاون فقط على أساس عقد تجاري للبيع، ولن نوافق أبدا على الشروط السياسية مقابل الغاز".
ماذا تغير في موقف كازاخستان وأوزبكستان؟
ردود فعل كازاخستان وأوزبكستان في هذا التوقيت حملت بعض الاعتراضات على الخطة الروسية، إلا أن الصورة تغيرت بعض الشيء الآن، حيث وقعت الحكومتان اتفاقيات تعاون جديدة مع شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم، مما عزز الشراكات مع موسكو، وهو ما يثير مخاوف أوروبا.
تم توقيع خارطة طريق على أساس ثنائي بين شركة غازبروم والحكومتين، مما يشير إلى أن فكرة الاتحاد الثلاثي قد تكون غير مطروحة على الطاولة، على الأقل في الوقت الحالي.
موقع Neftegaz.ru الروسي لتقارير الطاقة قال إن "المحادثات حول هذا (الاتحاد الثلاثي) استمرت بشكل ثنائي على مستوى شركة غازبروم والوزارات والحكومات ذات الصلة في الدول الثلاث"، وألمح إلى أن روسيا تتابع خططها.
ما هي تفاصيل الاتفاقيات التي تم توقيعها؟
بغض النظر عن الأسئلة المتعلقة بالاتحاد، وماذا سيعني ذلك بالضبط، توضح الاتفاقيات كيف تدفع روسيا طموحاتها في مجال الطاقة في آسيا الوسطى، حيث تسعى موسكو إلى أسواق جديدة للغاز تتجنبها أوروبا الآن بسبب حرب روسيا في أوكرانيا.
في الوقت الحالي لا يُعرف الكثير عن محتوى الاتفاقيات بين البلدين وروسيا، بخلاف أن كليهما يغطي صادرات الغاز من روسيا إلى البلدين.
مؤخرا وقع جورابيك ميرزامودوف وزير الطاقة في حكومة أوزبكستان وأليكسي ميلر رئيس غازبروم خارطة طريق للتعاون في قطاع الغاز"، وفقا لبيان مقتضب أعلنته الشركة في 24 يناير/كانون الثاني.
استخدمت غازبروم نفس الصياغة للإعلان عن خارطة الطريق مع كازاخستان في 18 يناير/كانون الثاني لكن حكومة كازاخستان عرضت المزيد من التفاصيل، وإن كانت قليلة، وفقا لـ"oil price".
وقالت كازاخستان إن الوثيقة غطت مسائل من بينها معالجة إنتاج كازاخستان من الغاز في محطة أورينبورغ للغاز الروسية و"إمكانية إمداد كازاخستان بالغاز الروسي".
وكشف بيان صادر عن وزارة الطاقة الأوزبكية في 25 يناير/كانون الثاني أن اتفاقها يشمل أيضا إمدادات الغاز الروسي إلى أوزبكستان.
وأضافت أن خارطة الطريق تحدد "الإجراءات الفنية اللازمة لنقل الغاز على طول خط أنابيب وسط آسيا"، الذي يربط روسيا بكازاخستان وأوزبكستان.
هل هناك تعاون سابق في قطاع الغاز بين أوزبكستان وكازاخستان وروسيا؟
تستورد كازاخستان وأوزبكستان المنتجتان للغاز بالفعل بعض الغاز من روسيا، وقالت موسكو الشهر الماضي إنها تجري محادثات مع البلدين بشأن زيادة الصادرات، حيث تطالبان بإمدادات إضافية وسط أزمة طاقة شتوية في آسيا الوسطى.
كما تصدر كازاخستان الغاز إلى روسيا، بينما لا تصدر أوزبكستان.
عادة ما يرسل البلدان الجزء الأكبر من صادراتهما إلى الصين، لكن آستانة وطشقند تقولان إنهما أوقفتا صادرات الغاز هذا الشتاء للحفاظ على الإمدادات للاستخدام المحلي.
التزمت أوزبكستان بوقف الصادرات تمامًا بحلول عام 2025، وتفكر كازاخستان في وضع حد للصادرات في أقرب وقت من هذا العام.
aXA6IDMuMTI5LjI0OS4xNzAg جزيرة ام اند امز