مفاجآت مدوية.. كيف كشفت استخبارات ألمانيا جاسوس روسيا؟
"زملاءنا الأعزاء في الاستخبارات الألمانية، لديكم تسريب.. موسكو تعرف ما تعرفونه".
رسالة غامضة وصلت الاستخبارات الخارجية الألمانية من جهاز استخبارات غربي، ولم تكن تحوي كثيرا من المعلومات، غير هذا العنوان العريض "هناك اختراق للجهاز".
وأعقب هذا التحذير المبهم، عملية مطاردة وبحث غير مسبوقة في صفوف جهاز الاستخبارات الألماني، انتهت في 21 ديسمبر/كانون الأول، عندما ألقت الشرطة الألمانية على الضابط بالجهاز، كارستن ل. في شقته في برلين، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة بيلد الألمانية.
لكن الفارق بين رسالة التحذير والقبض على كارستن ل. المتهم في أكبر قضية تجسس في تاريخ الجمهورية الاتحادية الألمانية، عدة أشهر، جرت فيها كثير من الأحداث، وفق ما نقلته الصحيفة عن مصادر استخباراتية.
وقالت المصادر: "تمت ملاحظة كارستن لعدة أشهر بعد ورود رسالة التحذير المبهمة من جهاز الاستخبارات الصديق، بصفته رئيس قسم في هيئة قيادة الاستخبارات الألمانية (الاستطلاع اللاسلكي).
وضمن مهام كارستن خلال عمله في الجهاز، المشاركة في "التقييم الفني" لمحادثات التنصت على المكالمات الهاتفية واعتراض المعلومات السرية، ما يحعله مطلعا على أهم ما يرد إلى الجهاز من معلومات.
وخلال عمله أيضا، تمكن كارستن المتزوج والأب لعدد من الأطفال، من الوصول إلى بيانات ومعلومات وصلت الجهاز الألماني من أجهزة غربية صديقة، ونقلها إلى موسكو.
في المقابل، علم الجهاز الغربي الذي أرسل رسالة التحذير بوصول هذه المعلومات للاستخبارات الروسية، من مصادره الخاصة هناك، وفق ما طالعته "العين الإخبارية".
ورغم القبض على المتهم، لا تزال حالة الإنذار معلنة في مقرات الاستخبارات الألمانية، وفي أجهزة بريطانيا وأمريكا وأوكرانيا، والتي تزود برلين بمعلومات سرية للغاية.
وفي هذا الإطار، قال الرئيس السابق للاستخبارات الألمانية، أوغست هاننغ: "في كل مكان يوجد توتر كبير.. يمكن أن تتحول هذه العملية إلى قضية خطيرة"، مضيفة "يمكن أن تتحول إلى صفعة في مكاتب الاستخبارات الغربية".
ونقلت بيلد عن المصادر في داخل الاستخبارات، أن كارستن قدم لموسكو أيضا، مواد وبيانات مهمة تسمح لهم باستخلاص استنتاجات حول المصادر الغربية وأساليب التجسس في الأجهزة الغربية، وفق ما رصدته "العين الإخبارية" في الصحيفة، اليوم الأربعاء.