74 عاما على اغتيال النقراشي.. الغدر عقيدة إخوانية
في يوم شتاء بارد قبل 74 عاما اغتالت رصاصات الغدر رئيس وزراء مصر السابق محمود فهمى النقراشي "انتقاما" منه على أمر حل جماعة الإخوان.
رصاصات اخترقت ظهره بينما كان يستدير لدخول المصعد بوزارة الداخلية، أطلقها إخواني يرتدي زيا عسكريا لترديه قتيلا وتثقل سجل التنظيم بخطاياه وغدره.
حدث ذلك في مثل هذا اليوم من عام 1948 حين اغتيل النقراشي لكن صدى الغدر الإخواني ظل وصمة تلاحق التنظيم الذي يتخذ من الإرهاب والتطرف عقيدة على مر الزمن.
في ذلك اليوم، كان المصريون يحتفلون بأعياد رأس السنة، لكن الإخوان أبوا إلا أن يبتروا الاحتفالات بمخطط جهنمي استهدف رئيس الوزراء حينها، فاستهدفه بطلق ناري من شاب إخواني يدعى عبدالمجيد حسن، عند وصوله إلى مبنى وزارة الداخلية.
لم يكن من الصعب استيعاب سبب الاغتيال أو الطرف الكامن وراءه، فالغضب الإخواني كان حينها في أوجه عقب إصدار النقراشي -بصفته حاكما عسكريا- أمرا بحل الجماعة لما تمثله من خطر على الأمن المصري.
فعشرون يوما بدت فترة كافية للتخطيط والتنفيذ، حيث صدر الأمر في 8 ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام. فيما اغتيل النقراشي في الـ28 من الشهر نفسه، وما بينهما راكم التنظيم عقودا من الغدر والاغتيالات والتطرف.
ضابط مزيف
بعد التحقيقات، اتضح أن القاتل ضابط مزيف، وهو في حقيقة الأمر طالب بكلية الطب البيطري، ويتزعم شعبة الإخوان بالجامعة، أما البدلة التي كان يرتديها فاشتراها من أحد أسواق الملابس المستعملة بضواحي القاهرة.
كان الطالب يتردد باستمرار على مقهى قرب مقر وزارة الداخلية، واعترف بأن ذلك كان لرصد حركات النقراشي والحركة أمام وداخل الوزارة، ولم يكن وحده في الجريمة، بل كان له شركاء من الجماعة.
واستعراضا لتفاصيل ذلك اليوم الحزين، نشرت صحيفة الزمان المصرية حينها مقالا جاء فيه أنه "في تمام الساعة العاشرة من صباح اليوم، دخل ضابط بوليس - ملازم أول - وزارة الداخلية ووقف فى الطابق الأول كأنه ينتظر شيئا".
وأضافت الصحيفة أنه "عندما وصل النقراشي باشا أدى له التحية العسكرية فرد عليه النقراشي مبتسمًا، وعندما أوشك أن يدخل المصعد أطلق الضابط ثلاث رصاصات فى ظهر النقراشي فسقط قتيلا".
لجبنها، عجزت الجماعة عن تصويب نيران غدرها نحو صدر النقراشي فاستهدفت ظهره وكأنها تحتمي به من نظرات عينين تدرك أنهما يعريان فكرها الظلامي.