معركة قيادة الإخوان.. حسين يرفع ثلاثية التنصل والشرعية وتمرير الرسائل
في أول ظهور إعلامي له بعد تنصيب نفسه قائما بأعمال المرشد، سعى القيادي الإخواني والأمين العام السابق للتنظيم الإرهابي وزعيم ما يعرف بـ"جبهة إسطنبول" محمود حسين، إلى توجيه رسائل للداخل والخارج وكذلك التأكيد على شرعيته.
وبعد أيام من الترويج للقاء، انتظر المتابعون أن تجيب الحلقة عن أسئلة الانشقاق والخلافات الداخلية وورؤيته لسبل إنهاء الأزمة مع السلطات المصرية، إلا أنه على مدار ساعة لم يستطع أن ينطق بإجابة شافية واضحة، بل كان كلما أراد أن يوضح الموقف زاده غموضا وتشابكا.
إلا أنه على مدار الستين دقيقة حاول هو ومقدم البرنامج التأكيد على أمر واحد، وهو أنه القائم بالأعمال الشرعي وفق المادة الخامسة من اللائحة، وأنه جاء عبر تكليف من مجلس شورى الإخوان بالداخل والخارج.
ورغم حرصه على أن تكون هذه هي الرسالة الأهم وأن تصل للجميع، إلا أنه لم ينجح في إقناع المتابعين أنه ممسك بتلابيب التنظيم أو أنه بالفعل قادر على إدارة الجماعة مستقبلا، ولا أن يثبت أن مجموعة إبراهيم منير قليلة وضعيفة وغير مسيطرة، حيث بدا وكأنه غير واثق من سيطرته على مفاصل الجماعة.
خطة حسين لوضع يده على الجماعة
تزعم جبهة إسطنبول أنها تملك 90% من قوة الجماعة، وأن أغلب المكاتب الإدارية تحت أيديهم، وأنهم هم الجماعة وغيرهم هم الأقلية المنشقة، وبالمقابل يزعم أتباع جبهة لندن والتي كان يتزعمها الراحل إبراهيم منير أنهم أحبطوا مخطط حسين لوضع يده على الجماعة، بالتواصل مع الداخل عبر أفراد من خارج المكاتب الإدارية وقد حددتهم صفحات قريبة من جبهة لندن بالاسم.
كما تتهمه تلك الصفحات بأن خطته تقوم على أربعة أركان، الأول: التواصل مع الأفراد سرا وبعيدا عن قيادات الداخل، الثاني: تقديم رشاوى مالية على شكل هبات ومعونات ورعاية أسر وهذا لمؤيديه فقط، الثالث: بث الشائعات والأكاذيب حول إبراهيم منير ومجموعته، الرابع: تصعيد المؤيدين درجات وتحويلهم إلى قيادات في الجماعة، وهم ليسوا أصحاب حيثيات تنظيمية توجب تصعيدهم أو التواصل معهم، وذلك بالمخالفة للوائح والقيم وسلوكيات التنظيم، وتسريع ترقيتهم في المستويات التنظيمية لمجرد الولاء لشخصي لمحمود حسين ومجموعته، كما قاموا بتزييف المعلومات وتصدير خطابات مخالفة لكل ما يتم الاتفاق عليه إلى الداخل الإخواني.
رسائل حسين المعلنة والسرية
حاول محمود حسين أن يبدو هادئا وأكثر اتزانا، وقد استعد جيدا للقاء ووضع على ساقه أوراقا مكتوبا فيها الإجابة النموذجية لأسئلة المحاور، وحمل اللقاء الكثير من الرسائل المعلنة والسرية، للناس وللصف الإخواني، سواء من كان في الخارج أو الداخل.
دعاهم إلى الاستمرار في العمل تحت قيادته، لامتلاكه الشرعية التنظيمية واللائحية كونه عضو مكتب إرشاد ويحق له بناء على المادة الخامسة من اللائحة أن يكون القائم بالأعمال، وأن هذا تكليف ليس تشريفا وأنه قدم مقترحا في وقت سابق قبل الأزمة لتعليق العمل بالمادة الخامسة من اللائحة، ولكن أعضاء مجلس الشورى هم من ضغطوا عليه وأصروا أن يحملوه المسؤولية.
وردت عليه بعض الحسابات الإخوانية بأن مقترحه بتعليق العمل بالمادة الخامسة لم يكن الغرض منه إلا إيقاف تكليف إبراهيم منير من الأصل.
التنصل من المسؤوليات
تنصل من جميع أزمات الصف الإخواني في كافة أقطار العالم، وأنه منذ 2015 لم يصدر أي قرار تسبب في خسارة للجماعة، وتنصل من تحمله مسؤوليات، وأنه لم يدر أي ملف تسبب في أي مشكلة في الإخوان سواء بالداخل أو الخارج، وتنصل من القرارات التي أقرها مكتب الإرشاد باستخدام العنف لإسقاط السلطات المصرية، وأنه لم يكن مسؤولًا عن طرد الإخوان الفارين في السودان من شققهم منتصف الليل، ولا هو المسؤول عن القرارات التي زجت بالإخوان في معركة وجود أمام القوات المسلحة المصرية.
أنا القائم بالأعمال
وأكد حسين أن الجماعة منضبطة وسليمة وتؤيده، ولا وجود للمنشقين لأنهم أقلية، وأن إخوان الداخل لهم قيادة تابعة له، وأنه بصدد تطوير مؤسسات الجماعة، وسينشئ كيانا جديدا غير الرابطة التي تدير شأن الإخوان بالخارج، وسيقوم بتكوين هيئة جديدة للإخوان المسلمين وهي ليست بديلا حسب قوله عن مكتب الإرشاد، ستكون مجرد هيئة استشارية.
الرسالة الرابعة
تعمد فيها أن ينال من مجموعة منير بالغمز واللمز، زاعما أنهم سيتخلون عن العمل السياسي من أجل وضع حل للأزمة الإخوانية، في حين أن المتورطين في جرائم العنف والسلاح هم من أتباع منير، وأنه -أي حسين- حارس الثوابت وقيم السلمية وقيم الشورى، والاستماع للرأي والرأي الآخر في الجماعة والتنظيم.
رسائل لتركيا وقطر
الرسالة الأولى كانت لتركيا، زاعما أن الأتراك من حقهم تحسين العلاقات مع العالم العربي ومع مصر خاصة، بل زعم أن هذا التقارب يسعد الإخوان، ويسعون له منذ أمد بعيد، وكانت الرسالة الثانية لدولة قطر، قدم خلالها التهنئة على نجاح تنظيم المونديال.
أما الرسالة الثالثة فكانت للسياسيين ومضمونها أنتم بغير الإخوان لن تنجزوا أي تغيير على الساحة، ثم الرسالة الأخيرة غير المعلنة للحكومة المصرية بضرورة تقديم تنازلات ملموسة وجادة، ووقتها سينظر مجددا في العروض ويناقشها مع مجلس شورى الجماعة أو المعنيين بالأمر.
وعقب وفاة إبراهيم منير نائب المرشد نصّب محمود حسين الأمين السابق للجماعة قائما بالأعمال، رغم أنه مفصول من قبل جبهة منير التي تلكأت في تسمية خليفة له، مما سمح لمحمود حسين بأن يتقدم بضع خطوات عليهم، وإن كانت الجماعة ستظل في انشقاق وانقسام وصراعات لفترة ليست قليلة، وفق محللين.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE3MSA= جزيرة ام اند امز