إيران وتركيا.. حماية قواتهم على أجساد السوريين
مع لجوء روسيا وإيران للمليشيات والحصار والمدفعية والقصف الجوي للحد من خسائرهم في سوريا، يدفع المدنيون الثمن.
تلجأ تركيا وإيران وروسيا كذلك إلى تكتيكات عسكرية لتجنب الخسائر في صفوفهم بسوريا، حتى ولو جاءت على أجساد السوريين.
فخلال نحو ما يزيد عن عامين من مشاركة روسيا في الحرب السورية، قتل أقل من 50 جنديا روسيا فقط بين أكثر من 4 آلاف منتشرين في سوريا.
ولا تتضمن خسائر روسيا العسكريين المتعاقدين أو المليشيات المسلحة التابعة لها المنتشرة في سوريا، فهذه ليست قوات رسمية للجيش الروسي.
ويشير تجنب روسيا للخسائر في سوريا إلى اتجاه أوسع يضم إيران وتركيا أيضا، فالأنظمة الاستبدادية التي كانت غير مبالية بخسائر الحرب يوما ما مثل زمن الاتحاد السوفيتي يبدو أنها غير مستعدة لذلك اليوم، لكن سعيها لحماية قواتها أدى إلى اتباع تكتيكات عسكرية جديدة تسفر عن خسائر جمة بين المدنيين.
ورغم عدم تردد الاستبداديين في زمن الحرب العالمية الثانية وما قبلها في إرسال قواتهم إلى المذابح، إلا أن الوضع اختلف اليوم في الحرب بالوكالة المستعرة في سوريا وتتضمن أنظمة استبدادية مثل النظام السوري والإيراني والروسي والتركي التي أظهرت حرصا على تجنب الخسائر البشرية حتى ولو على حساب المدنيين.
وجاء البديل باتجاههم لاستخدام نهج غير مباشر، معتمدين بشكل كبير على المدفعية الثقيلة والقصف الجوي والحصار، وهي أدوات لا تميز بين مسلح ومدني في الحرب، حسب تحليل لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
ويوضح هذا الاتجاه أيضا استخدام الدول الثلاث للمليشيات المسلحة في سوريا أو مناطق النزاع مثل أوكرانيا، والتي غالبا ما تتضمن قتالا بمخاطر مرتفعة يدور في مناطق حضرية يدفعهم للجوء إلى تأجير عسكريين متعاقدين، وهو تكيتيك ذو حدين، من ناحية يجنبهم اللوم إذا قتلت هذه المليشيات، ومن ناحية أخرى يتجنبون أيضا اللوم عندما يقتل العشرات من المدنيين.
وعلى النهج نفسه تسير إيران التي شهدت خسائر متصاعدة في النزاع السوري، لكن معظم المشاركين في الحملة الإيرانية لدعم الرئيس السوري بشار الأسد من المليشيات التي تتكون من أفغان وعراقيين وباكستانيين ومقاتلي حزب الله، وقلة فقط من صفوف الحرس الثوري الإيراني.
وعلى النقيض، شهدت خسائر تركيا العسكرية ارتفاعا بعد إطلاقها لغزو جوي وبري في شمال سوريا، إلا أن معظم هجمات الجيش التركي هناك تعتمد على ضربات لا تميز بين مدني ومسلح.