"الآلاف قد يموتون".. مقاتلة بريطانية تحث على دعم الأكراد السوريين
البريطانية ريناس واحدة بين عدد قليل من المقاتلات اللاتي يقاتلن إلى جانب وحدات حماية المرأة الكردية في سوريا لمواجهة "العدوان التركي".
آخر مرة رأت ركين ريناس صديقتها آنا كامبل عندما كانتا متوجهتين إلى عفرين الواقعة شمال سوريا؛ للمساعدة في الدفاع عن المدينة ضد الهجمات التركية.
وقالت ريناس (26 عاما)، بريطانية الأصل: "عندما توقفنا من أجل الراحة شاهدتها تأكل بذور عباد الشمس تحت أشعة الشمس، وعندما سألتها عما تخطط لفعله قالت إنها ستقاتل"، بحسب ما نقلته صحيفة "الجاردريان" البريطانية.
- أردوغان وأكراد منبج.. هل تتدخل واشنطن لمنع مصير عفرين؟
- القوات التركية في عفرين.. سلب ونهب وتدمير للحضارة
بعدما اقتربت عفرين من الوقوع في أيدي القوات المدعومة من تركيا، سمعت ريناس أن قادتها يسحبون المقاتلات من أجل سلامتهن، وقالت: "أخبرتها بهذا الأمر لكنها ضحكت وقالت سنرى عندما نصل هناك. لكنها ماتت بعد أسبوع، كانت واحدة من أشجع النساء اللاتي قابلتهن في حياتي".
أصبحت آنا كامبل (26 عاما) من منطقة لويس الواقعة في شرق ساسكس البريطانية، أول بريطانية تموت أثناء القتال إلى جانب القوات الكردية في سوريا، عندما تعرضت القافلة التي كانت تسافر معها لغارة تركية في 16 مارس/آذار.
تعد ريناس واحدة بين عدد قليل من المقاتلات البريطانيات اللائي يقاتلن إلى جانب وحدات حماية المرأة الكردية في سوريا، وقد حثت المقاتلة بريطانيا على فعل المزيد من أجل دعم الأكراد السوريين في دفاعهم عن أراضيهم ضد الهجمات التركية وإلا "الآلاف قد يموتون"، حسبما حذرت.
وقالت ريناس: "هناك حاجة لمزيد من الضغط الدولي لوقف التوغل التركي إلى روج آفا. ثورة روج آفا مهددة بالتعرض للإخماد تمامًا من جانب تركيا. نحتاج إلى دعم الحكومة، نحتاج الدعم المدني. لا يجب أن يبقى العالم صامتًا تجاه ما يحدث هنا".
وأوضحت من قاعدتها العسكرية بالمدينة الكردية القامشلي، أن القصف كان كثيفًا للغاية، خاصة قبل سقوط المدينة، مشيرة إلى أن الهجوم طال مستشفى "وكان الناس يهربون، كنت أقدم المساعدة في المستشفى، وكانت الجثامين تصل يومًا بعد يوم. رؤية النساء يصرخن ويفقدن الوعي. الأمهات اللاتي فقدن أبناءهن، والبنات اللاتي فقدن آباءهن. كانوا مدنيين وليسوا جنودا. كان الوضع مدميًا للقلوب".
أوضحت ريناس أنها توجهت في البداية إلى سوريا بعد مشاهدة الأعمال الوحشية التي كان داعش يرتكبها ضد المدنيين في العراق وسوريا، قائلة: "عائلة والدتي من العراق، ومشاهدة محاولة داعش لتدمير الشام ومهاجمة أوروبا أيضا أغضبتني بشدة. شعرت بأنه يتعين عليّ فعل شيء".
لكن بدلا من التوجه إلى العراق، اختارت السفر إلى شمال سوريا، حيث تأثرت بالثورة النسوية وأسلوب المساواة الذي بزغ من بين حطام الحرب الأهلية في سوريا.
وقالت: "بنوا نظاما قائما على الديمقراطية المباشرة والمساوة في قلب الشرق الأوسط. عانت المنطقة من الحرب والظلم لعقود، لكن الحياة مختلفة تمامًا في روج آفا. الناس هنا يختبرون الشعور بالحرية لأول مرة، ليس فقط الأكراد لكن أيضا العرب".
كانت ركين ريناس قد وصلت إلى روج آفا في سبتمبر/أيلول، حيث انتهت من فترة تدريبها العسكرية التي يتعلم خلالها المجندون الأساليب الأساسية الكردية المتعلقة بالسلاح والقتال.
aXA6IDE4LjExNy43NS41MyA= جزيرة ام اند امز