«تعديلات العقيدة النووية».. بوتين يفتح باب «يوم القيامة»
رسائل ردع جديدة أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعادت شبح مخاوف العالم من السلاح النووي الروسي.
وألمح بوتين في تصريحات، الأربعاء، إلى إمكانية تعديل بلاده استراتيجية العقيدة النووية، ونقلت وكالة "رويترز" عن بوتين، تحذيراته من استخدام روسيا الأسلحة النووية حال تعرضها للهجوم من أي دولة.
وشدد الرئيس الروسي على أن "أي هجوم تقليدي على روسيا بدعم من قوة نووية سيعتبر هجوما مشتركا".
وأوضح بوتين في بداية اجتماع لمجلس الأمن الروسي حضره كبار المسؤولين، أن مقترحات قُدمت لإدخال تعديلات على العقيدة النووية الروسية، وأنه يود التأكيد على واحدة من التعديلات الرئيسية المقترحة، حسب رويترز.
وتمتلك روسيا أكبر ترسانة نووية يطلق عليها "أسلحة يوم القيامة"، كما تمتلك أنظمة الإطلاق الأكثر تقدماً على الإطلاق. ويقول اتحاد العلماء الأمريكيين إن لدى روسيا، منذ العام 2022، ما يقارب 5977 رأسا نووية، مقارنة مع 5428 لدى الولايات المتحدة.
وبحسب المعلومات، تم إخراج حوالي 1500 من هذه الرؤوس النووية من الخدمة، بينما يوجد في الاحتياط 2889 رأسا نووية، فيما يتم نشر 1588 كرؤوس نووية استراتيجية، وفق مواقع إعلامية.
وتشكل روسيا لجنة عليا تطلق عليها "اللجنة الدائمة للردع النووي" هي لجنة تابعة لمجلس الأمن الروسي، أنشئت عام 1998، وتكون قراراتها التي يوافق عليها الرئيس ملزمة لجميع السلطات التنفيذية الفيدرالية، حسب وسائل إعلام روسية.
هجوم مشترك "نووي"
وقال بوتين إنه "من المقترح اعتبار العدوان على روسيا من أي دولة غير نووية، ولكن بمشاركة أو دعم دولة نووية، بمثابة هجوم مشترك على روسيا الاتحادية"، وفق "رويترز".
وأضاف "شروط انتقال روسيا لاستخدام الأسلحة النووية محددة بوضوح أيضا"، وقال إن موسكو ستدرس هذه الخطوة إذا رصدت بداية إطلاق مكثف لصواريخ أو طائرات مقاتلة أو مسيرة نحوها.
وتعتبر روسيا استخدام الأسلحة النووية أحد استراتيجيتها العسكرية والدفاعية.
وبحسب تصريحات مسؤولين روس، فإن العقيدة النووية تعتمد على اعتبار الردع النووي سياسة دفاعية وليست للهجوم، ما يعني منع العدوان ضد روسيا وحلفائها.
وهناك حالات أخرى تحدثت عنها العقيدة النووية من بينها تعرضها لهجوم نووي أو هجوم بأسلحة دمار شامل أخرى ضدها أو ضد حلفائها.
وإذا واجهت هجومًا تقليديًا واسع النطاق يهدد وجود الدولة أو يهدد أمنها القومي واستقلالها.
في الوقت نفسه لا تلزم العقيدة النووية روسيا بمبدأ "عدم الاستخدام الأول" بشكل مطلق، فإنها تؤكد أن استخدام الأسلحة النووية سيكون فقط في ظروف قاهرة عندما يكون هناك تهديد حقيقي لوجودها كدولة.
الاعتداء على الحلفاء
إلى ذلك، نقلت "رويترز" عن بوتين تأكيده أن روسيا تحتفظ أيضا بالحق في استخدام الأسلحة النووية، إذا تعرضت هي أو روسيا البيضاء لأي عدوان، بما في ذلك الاعتداءات باستخدام الأسلحة التقليدية.
وكان منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي أعلن، أول أمس الإثنين، أن الولايات المتحدة مستعدة لاستئناف الحوار مع روسيا بشأن مراجعة اتفاقيات الأسلحة الهجومية الاستراتيجية "ستارت" وإبرام معاهدة جديدة.
ووقع بوتين على قانون تعليق مشاركة روسيا في معاهدة "ستارت" الجديدة في فبراير/شباط 2023، وردا على ذلك، أعلنت السلطات الأمريكية أنها لن تزود موسكو ببعض المعلومات حول قواتها النووية.