بوتين و«سلاح الهجرة».. هجمة مرتدة تحصد «مكاسب» من الغرب
بعد تغيير موسكو لقوانين الهجرة، قبل عدد كبير من المواطنين في المملكة المتحدة عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للانتقال إلى بلاده.
ووفقا للسفارة الروسية في لندن، طلب ما لا يقل عن 34 شخصا الانتقال إلى روسيا منذ الأمر التنفيذي الذي أعلنه بوتين في 19 أغسطس/آب الماضي لتغيير قوانين الهجرة.
وكان بوتين قد أعلن أنه يريد "إنقاذ" المواطنين الذين يعيشون في الغرب لكنهم يتماهون مع "القيم الروحية والأخلاقية" الروسية، ولا يتماهون مع "المواقف الأيديولوجية النيوليبرالية المدمرة" في مجتمعاتهم، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "تليغراف" البريطانية.
وعلى عكس المعتاد عند تقديم طلبات الهجرة الدائمة إلى روسيا، لم يكن مطلوبا من البريطانيين الراغبين في الانتقال إلى موسكو إثبات قدرتهم على التحدث باللغة الروسية أو معرفة تاريخ وأساسيات التشريع الروسي.
واستخدم التليفزيون الروسي والسياسيين الروس، أعداد البريطانيين راغبي الهجرة إلى بلدهم، كدليل على رفض الناس في الغرب "للأجندة الليبرالية".
إذ قالت قناة "تسارغراد" التلفزيونية، المرتبطة بالكرملين "بدا الأمر وكأنهم كانوا ينتظرون فقط ظهور وثيقة بوتين.. لقد سئموا من الأجندة الليبرالية".
فيما قالت إيرينا فولك، من وزارة الداخلية الروسية، إن مثل هذه التحركات حدثت بعد "إلغاء القيم الأخلاقية والعائلية التقليدية في المجتمع الأمريكي، فضلاً عن انخفاض مستوى التعليم".
عائلة أمريكية
ولا يقتصر انتقال المواطنين إلى روسيا على المملكة المتحدة، إذ سمحت موسكو لعائلة أمريكية بالانتقال إلى البلاد.
وانتقل ليو ليونيل وشانتيل فيليس إلى روسيا من الولايات المتحدة مع أطفالهما، الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و14 و11 عامًا.
وقال ليونيل "شخصيًا، أود أن أشكر الرئيس بوتين للسماح لروسيا بأن تصبح مكانًا جيدًا للعائلات في هذا المناخ العالمي"، مضيفا "نعتزم استخدام هذه الفرصة لصالح عائلتنا.. أشعر وكأنني وُضعت في قوس أمان. وهذا مهم جدًا، شكرًا جزيلاً لك".
كما غادر أريند فينسترا منزله في أونتاريو بكندا للانتقال إلى روسيا مع زوجته وأطفالهما الثمانية، قائلا "لم نشعر بالأمان مع أطفالنا هناك وفي المستقبل".
وأضاف فينسترا "هناك الكثير من الأيديولوجيات اليسارية، والكثير من الأشياء التي لا نتفق معها والتي يدرسونها هناك الآن".
وتابع "أردنا الابتعاد عن ذلك من أجل أطفالنا.. ولكن أيضًا، لأسباب اقتصادية، شعرنا أن روسيا هي الأفضل".
مخاوف التجنيد
لكن هناك مخاوف لدى الغرب من أن يستخدم بوتين مخطط الهجرة الموسع كوسيلة لتجنيد الأجانب للقتال في أوكرانيا، حيث قال مارك جالوتي المدير التنفيذي لشركة ماياك إنتليجنس وأستاذ دراسات أوروبا الشرقية في جامعة كوليدج لندن، إنه "من المؤكد أن روسيا لن يكون لديها أي تحفظات بشأن السماح لأي من هؤلاء المهاجرين بالانضمام إلى الجيش".
وبالنسبة لجالوتي، فإن خطوة بوتين تتعلق أكثر بنشر الدعاية في جميع أنحاء روسيا من أجل جعل الروس يعتقدون أنهم لم يحظوا بمثل هذا القدر من الخير من قبل.
وفي مارس/آذار الماضي، جرى الكشف عن مغادرة البريطانيين بن ستيمسون وأيدن مينيس، للمملكة المتحدة للذهاب والقتال من أجل موسكو في أوكرانيا.
aXA6IDMuMTQ3LjQ3LjE3NyA= جزيرة ام اند امز