أمريكا وروسيا والقطب الشمالي.. عندما ترفع «الملائكة» حرارة الجليد
نطاق المواجهات بين أمريكا وروسيا لم يقتصر على اليابسة والبحار، بل هناك، في أقصى نقطة متجمدة شمالا، لم ينجح الجليد في خفض حرارة التوتر.
والأسبوع الماضي، أرسلت واشنطن وموسكو قاذفاتهما القادرتين على إطلاق أسلحة نووية إلى شمال أوروبا وشمال شرق آسيا.
وشاركت في التدريبات 5 مجموعات من الطائرات في 3 أيام وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
ويعد التنافس في القطب الشمالي جزءًا من المنافسة بين القوى العظمى حيث تواجه الولايات المتحدة كلا من الصين وروسيا في وقت واحد.
وأرسل تحالف البلدين قاذفات نووية لتطويق الساحل الأمريكي قبالة ألاسكا في يوليو/تموز الماضي.
ومنذ بداية المناورات الروسية "المحيط 2024" في 10 سبتمبر/أيلول الجاري، والتي انتهت يوم الإثنين الماضي، أبلغت قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية عن 4 حوادث لطائرات عسكرية روسية تعمل في منطقة تحديد الدفاع الجوي في ألاسكا.
وهذه المنطقة الجوية دولية حيث يتطلب فيها تتبع وتحديد هوية الطائرات لأغراض الأمن القومي.
ووقعت الحوادث الأربع في أيام 11 و13 و14 و15 سبتمبر/أيلول الجاري، وشملت طائرتين عسكريتين روسيتين على الأقل، بما في ذلك طائرات الاستطلاع البحري والمضادة للغواصات Tu-142 "Bear F" وIl-38 "May".
استعراض قوة
قالت قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية إن الأنشطة العسكرية الروسية في منطقة الدفاع الجوي في ألاسكا كانت تحدث بشكل منتظم.
ولم يُنظر لتلك الأنشطة على أنها تهديد، حيث ظلت الطائرات داخل المجال الجوي الدولي، ومع ذلك نفذت طائرات مقاتلة أمريكية تابعة للقيادة عملية اعتراض خلال الحادث الأول.
وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الروسية قبل يومين أن قاذفتين من طراز "تو-95 إم إس" و"بير-إتش" وقاذفتين من طراز "تو-160"و "بلاك جاك"، وكلاهما قادران على حمل رؤوس نووية، حلقت فوق بحر تشوكشي وبحر سيبيريا الشرقي على التوالي، خلال المناورات.
وردًا على النشاط العسكري الروسي المتزايد بالقرب من ألاسكا، حلقت قاذفتان من طراز B-52H "Stratofortress" تابعتان للقوات الجوية الأمريكية فوق منطقة المحيط المتجمد الشمالي بالقرب من ألاسكا خلال اليومين الأخيرين.
وما بين 10 و16 من الشهر الجاري، نشرت القوات الجوية الأمريكية طائرتي استطلاع من طراز "كوبرا بول" من طراز RC-135S في قاعدة إلمندورف الجوية في ألاسكا وهما طائرتان متخصصتان في جمع البيانات البصرية والإلكترونية.
وكانت الطائرتان في حالة تأهب لجمع القياسات في حال اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات روسي قادم إلى شبه جزيرة كامتشاتكا في الشرق الأقصى، ومع ذلك، لم يعلن الجيش الروسي بعد عن إطلاق تجريبي لصاروخ باليستي عابر للقارات.
كما تم نشر نوعين من الطائرات ذات الأغراض الخاصة في قاعدة إلمندورف الجوية في 10 سبتمبر/أيلول الجاري وهما الطائرة RC-135V "Rivet Joint"، القادرة على اكتشاف الإشارات وتحديدها وتحديد موقعها الجغرافي، والتي طارت إلى الساحل الشمالي الغربي لألاسكا بعد 3 أيام، والأخرى هي الطائرة WC-135R "Constant Phoenix" التي قامت برحلة ذهابًا وإيابًا إلى إلمندورف وتُستخدم هذه الطائرة في المقام الأول لأخذ عينات الهواء وجمعها للكشف عن الانفجارات النووية وتحديدها.
«ملائكة»
وعلى الأرض، تم نشر 3 وحدات من الجيش الأمريكي في 12 سبتمبر/أيلول الجاري بجزيرة شيميا في ألاسكا، وهي جزيرة نائية تقع على بعد 280 ميلاً من أقرب جزيرة مملوكة لروسيا في المنطقة.
وشمل الانتشار الفرقة المحمولة جواً الـ11 وفرق المهام متعددة المجالات الأولى والثالثة وعمل الجيش مع القوات الجوية لنقل جنوده ومعداته إلى الموقع البعيد في شمال المحيط الهادئ.
وقال اللواء جوزيف هيلبرت، القائد العام للفرقة المحمولة جواً الـ11، إن العملية كانت ردًا على التدريبات العدائية المتزايدة حول ألاسكا وفي جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك دورية القاذفات المشتركة التي نفذتها روسيا والصين.
وتدافع الوحدة المتمركزة في ألاسكا، والمعروفة أيضًا باسم "ملائكة القطب الشمالي"، عن المنطقة التي أصبحت أكثر تنافسية.
وبالنسبة لفرق المهام متعددة المجالات، فقد أنشأها الجيش لمعالجة التهديدات الروسية والصينية للأمن القومي الأمريكي بشكل أفضل.
وهذه الفرق قادرة أيضا على العمل في بيئات جوية وبرية ومائية وفضائية وسيبرانية ومجالات معلوماتية من خلال استخدام مفاهيم وتقنيات وأسلحة تشغيلية جديدة.