5 تهديدات ترهب «العملاق المسلح».. هل ينتهي عصر حاملات الطائرات الأمريكية؟
في حين كانت حاملات الطائرات تشكل العمود الفقري للقوة الهجومية للبحرية الأمريكية لعقود من الزمن، باتت الأسلحة الجديدة، مثل الطائرات بدون طيار وأنظمة الصواريخ المتطورة، تهدد بإغراق دفاعاتها.
فبحسب صحيفة «ذا ناشيونال إنترست»، فإن دور حاملة الطائرات أصبح عتيقا في مواجهة هذه التهديدات، مما يشير إلى الحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجي لتجنب الخسائر المحتملة في الصراعات المستقبلية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التقنيات الناشئة مثل الصواريخ الأسرع من الصوت مثيرة للقلق بشكل خاص؛ لأنها يمكن أن تتحرك بشكل غير متوقع بسرعات عالية، مما يجعل من الصعب مواجهتها.
«إنها ضخمة، وبطيئة، ويصعب مناورتها في المعارك، كما يسهل تعقبها نسبيًا»، تقول الصحيفة الأمريكية، عن حاملات الطائرات، التي كانت بمثابة محور القدرات الهجومية للبحرية الأمريكية لمدة 80 عامًا.
ورغم أنها أصبحت اليوم أكبر حجماً وأكثر تعقيداً مما كانت عليه في أي وقت مضى، إلا أنها باتت أكثر عُرضة للتهديد من قبل لأعداء أمريكا المتزايدين ــ ولا سيما البحرية الصينية ــ مما أثار تساؤلات بشأن ما إذا كانت تكاليف صيانتها الباهظة تستحق كل هذا العناء؟
فما أبرز الأخطار التي تواجه الحاملات الأمريكية؟
تقول «ذا ناشيونال إنترست»، إن الخطر الأول الذي يواجه حاملات الطائرات الأمريكية، استهدافها باستخدام مركبة غير مأهولة تحت الماء، مشيرة إلى أنه يمكن استخدام الطائرات بدون طيار تحت الماء في العديد من المهام العسكرية المهمة.
ويمكن استخدامها -كذلك- لجمع البيانات بشكل سلبي عن تحركات أسطول العدو، بحسب الصحيفة الأمريكية التي أشارت إلى قدرتها على مساعدة القوات الأمريكية والقوات المتحالفة من خلال إجراء مسوحات الطقس الإقليمية في الوقت الفعلي.
لكن الأهم من ذلك، أن هذه «الشياطين الصغيرة» تحت الماء يمكن تجهيزها لحمل متفجرات عالية القوة ومطاردة فريستها المطمئنة بلا هوادة، بحسب «ذا ناشيونال إنترست».
وأشارت إلى أن البحرية الأمريكية وحلفاءها باتوا مضطرين إلى مواجهة هذه المسيرات المائية المتنامية في البحر الأحمر، وخاصة وأن المليشيات الحوثية ينشرون ضد سفن الشحن في تلك المنطقة.
وحذر خبراء بحريون، من أن «هذه المركبات غير المأهولة يصعب اكتشافها ومواجهتها بالنسبة للسفن السطحية، ما يعني رفع مستوى التهديد الذي تواجهه حاملات الطائرات الأمريكية».
المسيرات
حذرت الصحيفة الأمريكية، من الطائرات بدون طيار، والتي يمكن نشرها بالتوازي مع المركبات المائية غير المأهولة، لمهاجمة حاملة طائرات، وضربها من تحت سطح البحر ومن فوقه في وقت واحد، مما قد يؤدي إلى إغراق الدفاعات المتطورة لحاملة الطائرات المستهدفة (وكذلك مجموعة القتال التابعة لها).
ذلك التهديد الذي تشكله المسيرات بدا واضحًا في حادث تعرضت له حاملة طائرات كانت تعمل في المياه الدولية القريبة من الأراضي الإيرانية، بعد أن حلقت إلى جانبها طائرة عسكرية إيرانية بدون طيار، مما دفع القيادة المركزية الأمريكية إلى توجيه توبيخ طهران بشكل علني.
وبينما تعد حاملة الطائرات قادرة على التعامل مع طائرة بدون طيار واحدة، لكنّ سربًا منها يجعل الأمر صعبًا ومعقدا للغاية، بحسب الصحيفة الأمريكية.
قاتلة حاملات الطائرات
رغم أنه من الصعب إغراق حاملة الطائرات - وخاصة من الأسفل، إلا أن صواريخ «دونج فينج 21 دي» التي يطلق عليها «قاتلة حاملات الطائرات»، والتي طورتها الصين، تشكل تهديدًا جديًا لحاملات الطائرات الأمريكية، وخاصة وأن مداها يبلغ حوالي 1000 ميل، فيما النسخة المطورة منها والتي تعرف باسم «دونج فينج 26 بي (DF-، يبلغ مداها 2600 ميل.
هذه المنظومة الصاروخية والتي تمتلكها الصين، قادرة على تدمير قمرة القيادة الخاصة بأي حاملة طائرات في نطاق هذا النظام.
علاوة على ذلك، طورت الصين قدرات مراقبة متطورة لتتبع السفن الحربية الأمريكية، بدءاً من البالونات العائمة بشكل دائم حول أماكن مثل بحر الصين الجنوبي والتي تم تركيب أجهزة استشعار متطورة من إنتاج شركة هواوي عليها.
ويتم تخفيف هذه المستشعرات لتتبع آثار كل السفن العاملة في البحر، ومن ثم يمكن لمحللي الاستخبارات الصينية تحديد ما إذا كانت الآثار صادرة عن سفينة حربية أمريكية أم لا.
وعلى مستوى أكثر تطوراً، تمتلك الصين قمراً صناعياً متقدماً للاستشعار عن بعد، وقد ربطته بالذكاء الاصطناعي المتطور.
الصواريخ الفرط صوتية
تعد روسيا الدولة الرائدة فيالعالم في التطبيقات العملية للأسلحة الأسرع من الصوت، فيما الصين تحتل المرتبة الثانية، بعدهما تأتي الولايات المتحدة، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إن الأسلحة الأسرع من الصوت تمثل أعظم قفزة إلى الأمام في تكنولوجيا الصواريخ الهجومية.
وتعمل روسيا والصين على تطوير قاذفات استراتيجية قادرة على إطلاق صواريخ تفوق سرعة الصوت، مما يشكل تهديدا مباشرا لأي حاملة طائرات أمريكية.
ورغم إنفاق مئات الملايين من الدولارات على ضمان قدرة حاملات الطائرات على الدفاع عن نفسها ضد هجمات الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة المختلفة المضادة للسفن، إلا أن الأسلحة الأسرع من الصوت ترمي بكل ذلك خارج النافذة، لكونها تتحرك بسرعة وفي مسارات غير متوقعة في الوقت نفسه، مما يجعلها قادرة على إلحاق أضرار كارثية بحاملات الطائرات الأمريكية (أو إغراقها).
وتقول «ذا ناشيونال إنترست»، لا توجد حاليًا أي دفاعات قابلة للتطبيق ضد الأسلحة الأسرع من الصوت.
الأسلحة النووية
تأتي الأسلحة النووية في المرتبة الأخيرة بالنسبة للتهديدات التي تواجه حاملات الطائرات الأمريكية. وتتمتع كل من الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية بقدرات نووية إلى حد ما، وقد يقررون أن السبيل الوحيد لإنهاء التهديد الذي تشكله حاملة الطائرات هو قصف أقرب حاملة طائرات بالسلاح النووي، بعد أن تبدأ حرب مع أمريكا.
ورغم أن حاملات الطائرات تتمتع بحماية جيدة ضد أغلب أشكال الهجوم التقليدية، فإن توجيه ضربة نووية إلى حاملة طائرات لن ينتهي بخير بالنسبة لها أو لطاقمها، بحسب الصحيفة الأمريكية التي أكدت أن أيام حاملات الطائرات تقترب من نهايتها.