حرب تصريحات.. برلماني روسي يرد على أوكرانيا
علق رسلان بالبك، نائب مجلس الدوما الروسي على تصريحات أوكرانية حول التدريب على خوض حرب ضد موسكو بأنها "وسيلة لكسب المال".
وقال رسلان بالبك، نائب مجلس الدوما " غرفة في البرلمان الروسي" إن تصريحات ممثل أوكرانيا في مجموعة الاتصال الثلاثية بشأن دونباس، أليكسي أريستوفيتش حول التدرب على خوض حرب ضد روسيا، "هي محاولة لسحب البطانية فوق نفسها وإظهار أهميتها حيث تؤكد أوكرانيا على كونها السبب في تشكيل الحلف والاستعداد لمحاربة روسيا على جميع الجبهات".
وأضاف، بحسب وسائل إعلام روسية، أن "حلف شمال الأطلسي" الناتو" هو آلة بيروقراطية ضخمة، وإجراء التدريبات العسكرية هو أيضًا وسيلة لكسب المال من خلال تخصيصها للقوات.. ومن السذاجة أن تعتقد كييف أن الحلفاء الأوروبيين سيقاتلون من أجل مصالح الرئيس زيلينسكي".
وتابع بالبك، قائلا: "تصريحات كييف حول المناورات التي من المقرر أن تجريها أوكرانيا مع حلف الناتو للتدرب على خوض حرب ضد روسيا
وأشار النائب أيضًا إلى أن إجراء التدريبات العسكرية ممارسة منتظمة لحلف الناتو.
وفي وقت سابق قال أريستوفيتش، بحسب وكالة "سبوتينك" الروسية إن هدف مناورات Defender Europe 2021 التي من المقرر أن تجريها أوكرانيا مع حلف الناتو في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران المقبلين.(وهي أكبر مناورات من نوعها منذ الحرب الباردة) يكمن في التدرب على خوض حرب ضد روسيا، مع التركيز على القرم والبلطيق.
وتصاعدت التوترات بين روسيا وأوكرانيا، الجمعة، إثر اتهام كييف موسكو بتكثيف وجودها العسكري قرب حدودها.
وحذّرت روسيا الغرب، من إرسال جنود إلى أوكرانيا، بعدما اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بحشد قواتها عند الحدود.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في تصريحات صحفية، الجمعة، "لا شك في أنه من شأن سيناريو كهذا أن يزيد التوتر قرب الحدود الروسية. بالطبع، سيستدعي ذلك إجراءات إضافية من قبل روسيا لضمان أمنها".
ورفض تحديد الإجراءات التي قد يتم اتّخاذها، لكنه شدد على أن روسيا لا تقوم بأي تحرّكات لتهديد أوكرانيا، مضيفا: "روسيا لا تهدد أحدا، ولم تهدد أحدا قط".
وأثارت أسابيع من المواجهات التي تجددت على الخطوط الأمامية المخاوف من احتمال تصاعد حدة النزاع في شرق أوكرانيا حيث تواجه القوات الحكومية انفصاليين موالين لروسيا.
وأعلنت روسيا، الجمعة، أن قواتها المسلّحة ستجري تدريبات عسكرية قرب الحدود مع أوكرانيا في جنوب البلاد للتدرّب على الدفاع في وجه الطائرات الهجومية المسيّرة.
وستشارك أكثر من 50 كتيبة مقاتلة تضم 15 ألف عنصر في هذه التدريبات، وستتدرّب على "التفاعل مع الحرب الإلكترونية ووحدات الدفاع الجوي"، وفق ما أفادت القيادة العسكرية الجنوبية.
يأتي هذا فيما تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، لنظيره الأوكراني، خلال اتصال هاتفي، بدعم واشنطن لسيادة بلاده.
وقال البيت الأبيض، في بيان، إنّ "الرئيس بايدن أكد دعم الولايات المتحدة الثابت لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها في مواجهة العدوان الروسي في دونباس وشبه جزيرة القرم".
وأثنى الرئيس الأوكراني على "الشراكة البالغة الأهمية" مع واشنطن، بعد إجرائه مباحثات هاتفية مع بايدن.
وكتب في حسابه عبر "تويتر"، بعد المحادثة التي تعهد خلالها بايدن، وفق البيت الأبيض، بالدعم الأمربكي الثابت للسيادة الأوكرانية، أنّ "الشراكة الأمريكية بالغة الأهمية بالنسبة للأوكرانيين".
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أن بلاده قلقة بشدة إزاء النشاط العسكري روسي يهدد أوكرانيا.
وقال راب على "تويتر": "لقد أكدت تأييد بريطانيا لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها في اتصالي الهاتفي مع (وزير خارجية أوكرانيا ديمترو كوليبا) اليوم".
وأضاف: "نحن قلقون بشدة من النشاط العسكري الروسي الذي يهدد أوكرانيا".
والخميس، حذّرت الولايات المتحدة روسيا من "ترهيب" أوكرانيا بينما اتصل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن بنظيريهما الأوكرانيين للتأكيد على دعم واشنطن لكييف، في حال قيام روسيا بأي "اعتداء".
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية هذا الأسبوع أن قوات الولايات المتحدة في أوروبا رفعت درجة تأهّبها بعد "التصعيد الأخير في الأعمال العدائية الروسية في شرق أوكرانيا".
ويخوض الجيش الأوكراني معارك في مواجهة انفصاليين موالين لروسيا في منطقتي دونيتسك ولوجانسك شرقا منذ العام 2014، بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم في أعقاب انتفاضة أطاحت بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش.
وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات هذا الأسبوع بالوقوف وراء ارتفاع منسوب العنف عند الخطوط الأمامية، ما قوّض اتفاقا لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في يوليو/تموز الماضي.
واتّهمت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية روسيا بالتحضير "لتوسيع تواجدها العسكري" في المناطق الخاضعة لسيطرة الانفصاليين.
ونفت روسيا مرارا أن تكون أرسلت قوات وأسلحة لدعم الانفصاليين بينما أشار الكرملين هذا الأسبوع إلى أن لموسكو حرية تحريك قواتها ضمن أراضيها.
وتم انتخاب زيلينسكي في 2019 على خلفية تعهّده إنهاء النزاع، لكن معارضين يشيرون إلى أن الإنجاز الملموس الوحيد الذي تحقق في عهده كان وقفا هشا لإطلاق النار.
وأودى القتال بحياة أكثر من 13 ألف شخص منذ عام 2014، بحسب الأمم المتحدة.