بالنووي و"انعطافة الشرق".. بوتين يتوعد كييف ويرد على واشنطن
بتأكيد تطوير قدراتها العسكرية بما ذلك النووية وانعطاف استراتيجيتها بمجال الطاقة نحو الشرق تبعث روسيا برسائل مشفرة ومتعددة الأبعاد.
رسائل مشحونة بلهيب غضب عبرت عنه موسكو باستنكار وتحذير للمتحدث باسم رئاستها، قبل أن تمر إلى ردود غير مباشرة توعدت من خلالها كييف وردت بطريقتها على واشنطن.
غضب روسي يأتي على خلفية إعلان البيت الأبيض عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، وذلك خلال زيارة يجريها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، إلى واشنطن ويلتقي خلالها الرئيس جو بايدن.
ولئن لم يقدم البيت الأبيض تفاصيل إضافية عن المساعدات التي وصفها بـ"الكبيرة"، إلا أن مصدرا أمريكيا رفيعا، أوضح لوكالة "فرانس برس"، أن بايدن سيكشف خلال لقائه بزيلينسكي عن حزمة جديدة من المساعدة "بقيمة ملياري دولار" لأوكرانيا تشمل نظام صواريخ أرض-جو باتريوت.
واللافت في توقيت الزيارة الخارجية أنها تتزامن مع انعقاد الاجتماع العسكري المهم في موسكو، والذي يلتقي فيه بوتين كبار القادة العسكريين، ويشارك فيه نحو 15 ألف مسؤول بالجيش الروسي عبر تقنية الفيديو.
النووي والقدرات العسكرية
كما كان متوقعا، تضمن الاجتماع العسكري الروسي تأكيدات شكلت ردودا سريعة على المساعدات الأمريكية الجديدة لكييف.
وخلال الاجتماع، قال بوتين إن "القوات المسلحة والقدرات القتالية لقواتنا المسلحة تتزايد باستمرار وكل يوم. وهذه العملية بالطبع سوف تتطور".
وأضاف: "سنواصل الحفاظ على الاستعداد القتالي لقواتنا النووية وتحسينها" في مختلف المجالات.
كما أعلن أن الأسطول الروسي سيحصل، اعتبارا من مطلع يناير/ كانون الثاني المقبل، على صواريخ جديدة فرط صوتية عابرة من طراز "زيركون"، وهو سلاح من المجموعة الجديدة التي طورتها موسكو في السنوات الماضية.
وقال: "في مطلع يناير، ستكون الفرقاطة أميرال غورشكوف في الخدمة ومزودة بصواريخ زيركون جديدة لا مثيل لها في العالم".
وعلاوة على ذلك، تخطط روسيا لإقامة قواعد لدعم أسطولها في مدينتين ساحليتين بجنوب أوكرانيا سيطرت عليهما، حسبما أعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو الأربعاء.
وقال شويغو في تقرير خلال اجتماع بين الرئيس فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين العسكريين إن "الميناءين في برديانسك وماريوبول يعملان بكامل طاقتهما. نخطط لنشر قواعد فيهما لدعم السفن وخدمات إنقاذ في حالات الطوارئ ووحدات تصليح سفن البحرية".
انعطافة الشرق
في رسائله لكييف وواشنطن، لم يكتف بوتين بالجانب العسكري بما في ذلك النووي، وإنما تعمد أيضا توجيه ضربة للولايات المتحدة عبر الصين.
ففي يوم مشحون، اختار بوتين تدشين استغلال حقل غاز "كوفيكت" الضخم في سيبيريا، مما يسمح بزيادة الصادرات إلى الصين في أوج أزمة بين موسكو والغرب.
وقال الرئيس الروسي، خلال خطاب عبر الفيديو لقادة الدفاع الروسي بثها التلفزيون: "نطلق حقل كوفيكتا وهو الأكبر في شرق سيبيريا ... ابدأوا العمل"، مؤكدا أن هذه الخطوة ستعطي دفعة "تنموية حقيقية في المناطق الشرقية لروسيا".
وسيرفد حقل كوفيكتا خط أنابيب الغاز "قوة سيبيريا" الذي يغذي الصين، ويغذي الحقل الواقع قرب بحيرة بايكال في سيبيريا، خط أنابيب الغاز "قوة سيبيريا 1".
وبخفضها إمدادات الطاقة لأوروبا على خلفية العقوبات التي فرضتها القارة العجوز، توجهت روسيا إلى آسيا للتعويض عن ذلك، في انعطافة نحو الشرق قد تقلق أوروبا وأمريكا في الآن نفسه.
aXA6IDMuMTQzLjUuMTYxIA== جزيرة ام اند امز