روسيا تتجاوز أحداث 1918.. سددت ديونا بالدولار
في الوقت الذي أعلنت فيه واشنطن أنها لن تسمح بسداد أي مدفوعات ديون بالدولار من حسابات الحكومة الروسية، كشفت موسكو عن تسديد مدفوعات بالدولار.
وتخلفت روسيا عن سداد مديونات لمرتين طوال تاريخها الأولى منذ أكثر من 100 عام، والثانية منذ نحو 20 عاما.
أعلنت روسيا الجمعة أنها سددت ديونا لها بالدولار، في وقت تواجه البلاد عقوبات غربية بسبب غزوها أوكرانيا أثارت مخاوف من احتمال تخلّف موسكو عن السداد.
وفرضت الولايات المتحدة عدة حزم من العقوبات على موسكو منذ بدء حربها في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، بما في ذلك استهداف أكبر المليارديرات في البلاد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه.
بينما يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض حزمة سادسة من العقوبات، بعد 5 حزم سابقة استهدفت العديد من القطاعات الروسية.
وقالت وزارة المال في بيان اليوم إنها سددت مدفوعات بالقسائم بقيمة إجمالية تصل إلى 650 مليون دولار على سندين يستحقان في عاميْ 2022 و2042 "بعملة إصدار سندات اليوروبوندز، أي الدولار الأمريكي".
ومطلع أبريل/نيسان، حاولت موسكو أن تسدد بالروبل ديونا بالدولار، إذ إن وزارة الخزانة الأمريكية لم تعد تسمح لها بتسوية هذه الديون بواسطة مبالغ بالدولار مجمدة في المصارف الأمريكية.
ووفقا لـ"فرانس برس"، خفضت وكالة التصنيف المالي "إس إند بي غلوبال رايتينغز" (S&P Global Ratings) تصنيف روسيا على صعيد المدفوعات بالعملات الأجنبية إلى مستوى "التخلف عن السداد الانتقائي"، غير أن الروبل يحافظ على مستوى مرتفع بعدما تراجع في مرحلة أولى.
وأشارت "إس إند بي غلوبال رايتينغز" إلى أنها أوقفت تصنيفها لروسيا، مثلما فعلت وكالتا "فيتش رايتينغز" Fitch Ratings و"موديز" Moody's.
وصرحت حاكمة المصرف المركزي الروسي ايليفرا نابيولينا الجمعة للصحفيين "لا يمكننا الحديث عن تخلّف عن السداد"، معترفةً بأن موسكو تواجه "صعوبات في المدفوعات".
وآخر مرة تخلفت فيها روسيا عن سداد ديونها بالعملة الأجنبية كانت عام 1918، عندما رفض زعيم الثورة البولشفية فلاديمير لينين الاعتراف بالالتزامات المترتبة على نظام القيصر المخلوع.
كما تخلفت الحكومة الروسية عن سداد ديون محلية بالروبل عام 1998 في غمرة الأزمة المالية العالمية.