أبرز بنود خطة أوكرانيا للسلام.. لماذا تأخر الرد الروسي؟
بعد تجاهلها لنحو شهرين، علقت الرئاسة الروسية للمرة الأولى على خطة سلام أوكرانية طرحها الرئيس فولوديمير زيلينسكي قبل نحو شهرين.
وفي زيارته الأخيرة إلى واشنطن قبل أيام، كرر الرئيس الأوكراني في تصريحات خلال مؤتمر سفراء أوكرانيا في كييف التأكيد على تنفيذ صيغة السلام الأوكرانية، كشرط لأي مفاوضات محتملة مع موسكو.
وكان زيلينسكي قد أوجز خطته للسلام المكونة من عشر نقاط خلال خطاب افتراضي لقادة العالم بقمة مجموعة العشرين في إندونيسيا المنعقدة خلال نوفمبر/تشرين الثاني.
وبحسب نص خطابه، حدد زيلينسكي لقادة أكبر اقتصادات العالم خطوات عشر من أجل إطلاق مفاوضات سلام مع روسيا وهي:
- السلامة الإشعاعية والنووية، واستعادة الأمن حول محطة زابوريجيا النووية، وهي الأكبر في أوروبا والتي تخضع حاليا للسيطرة الروسية.
- الأمن الغذائي، بما فيه حماية وضمان صادرات الحبوب الأوكرانية.
- أمن الطاقة، وبالخصوص ما يتعلق بقيود الأسعار على موارد الطاقة الروسية بالإضافة إلى مساعدة أوكرانيا في إصلاح وتأهيل البنية التحتية للكهرباء.
- الإفراج عن كل السجناء والمُبعدين وأسرى الحرب والأطفال الذين تم ترحيلهم لروسيا.
- إعادة وحدة الأراضي الأوكرانية (والمقصود بها أربع مناطق شرق أوكرانيا إلى جانب شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014) وهو أمر وصفه زيلينسكي إنه "غير قابل للتفاوض".
- سحب القوات الروسية ووقف العمليات القتالية وإعادة الحدود بين أوكرانيا وروسيا لسابق عهدها.
- تحقيق العدالة، عبر تأسيس محكمة خاصة لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب من روسيا.
- منع إبادة البيئة الطبيعية والحاجة لحماية البيئة بالتركيز على إزالة الألغام وإصلاح منشآت معالجة المياه.
- منع تصعيد الصراع وبناء هيكل أمني في الفضاء اليورو-أطلسي بما يتضمن ضمانات لأوكرانيا.
- تأكيد انتهاء الحرب من خلال توقيع وثيقة من كافة الأطراف المعنية.
واعتبر الكرملين اليوم الأربعاء أنه يرفض المبادرة ما لم تأخذ بالاعتبار "حقائق اليوم"، في إشارة إلى الوضع الميداني والتفوق الروسي به.
والتعليق المتأخر للكرملين على المبادرة التي سبق وعلقت عليها دول أخرى، يشير إلى مزيد من الاستعداد الروسي للجلوس لحل القضية في أقرب وقت.
كما يأتي في خضم حديث أطلقه الرئيس الروسي قبل أيام عن استعداده للتفاوض من أجل السلام وإنهاء الحرب. وفي مقابلة مع التلفزيون الحكومي حول الحرب في أوكرانيا، قال بوتين: "نحن مستعدون للتفاوض مع كل المعنيين بشأن الحلول المقبولة، لكن الأمر متروك لهم، لسنا نحن من يرفض التفاوض، هم كذلك".
لكن تسوية الأزمة "في أقرب وقت" لا تؤشر لوضع كل من الجيشين الروسي والأوكراني على الأرض. أي أنها لا تعني بالضرورة تفوق الجيش الأوكراني لتحقيقه بعض المكاسب الميدانية الأخيرة كما تروج وسائل إعلام غربية، بل أن العرض الروسي للتفاوض قد يمكن النظر له من زاوية أخرى… فهل يكون الريح التي تسبق العاصفة مثلا؟
وفي خضم التطورات الميدانية واحتدام القتال، تحدث وزير الخارجية الأوكراني أيضا قبل يومين عن تطلع بلاده لعقد قمة من أجل السلام بحلول فبراير/ شباط القادم، حين تتم الحرب عامها الأول.
ومهما يكن فإن حديث كوليبا عن المفاوضات يأتي مغايرا للتشدد المعهود للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن أي مفاوضات، حيث يكرر دوما أن كييف "لن تهدأ حتى يتم طرد كل جندي روسي من كل أراضيها".
وكانت روسيا ضمت في سبتمبر/ أيلول الماضي، أربعة أقاليم شرق أوكرانيا وهي دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا، وهي مناطق يتولى إدارتها مسؤولون موالون لموسكو، أشرفوا على استفتاءات نجح فيها تأييد الصف الروسي.