3 طرق للإفلات.. هل كتبت أزمة أوكرانيا شهادة وفاة عصر العقوبات؟
فيما دخلت الحرب الأوكرانية شهرها الحادي عشر دون أن تضع أوزارها بعد، حملت تلك الأزمة في طياتها العديد من الدروس المستفادة للكثير من الدول، التي اكتوى بعضها بنيرانها، فيما بات الآخر يشاهد عن كثب.
أحد تلك الدروس المستفادة من الأزمة الأوكرانية، كيفية التعامل مع سلاح العقوبات الأمريكية والغربية، والذي يعد السلاح المفضل لواشنطن، باعتباره أداة شائعة لدى صانعي السياسة، يملؤون بها الفجوة بين التصريحات الدبلوماسية الفارغة والتدخلات العسكرية المميتة.
ومع اعتماد واشنطن بشكل متزايد على العقوبات، بدأت العديد من الدول المتنافسة في تشديد اقتصاداتها وتعزيز مقاومتها لمثل تلك العقوبات، التي لا زالت سلاحًا قوي الأثر، بحسب مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية.
وبحسب "فورين أفيرز"، فإن عدة أحداث كانت بمثابة جرس إنذار للدول بشأن ضرورة التحوط من سلاح العقوبات؛ أبرزها:
- عام 2022.. فرضت الدول الغربية عقوبات على روسيا جراء الحرب الأوكرانية.
- عام 2017.. بدأت واشنطن حربًا تجارية مع بكين، والتي سرعان ما امتدت إلى القطاع التكنولوجي.
- عام 2014.. فرضت الدول الغربية عقوبات على روسيا بعد أن ضمت شبه جزيرة القرم.
- عام 2012.. قطعت الولايات المتحدة إيران عن نظام "سويفت" للتحويلات المالية العالمي.
تلك الحلقات من العقوبات الغربية، أدت إلى بزوغ فجر ظاهرة جديدة، تتمثل في مقاومة العقوبات عبر ثلاثة إجراءات، وهي:
- اتفاقيات مبادلة العملات.
- بدائل لنظام سويفت.
- العملات الرقمية.
وأوضحت صحيفة "فورين أفيرز"، أن دولا عديدة عقدت اتفاقيات على مقايضات بالعملات الثنائية، والتي تسمح لها بتجاوز الدولار الأمريكي؛ بينها الصين التي تبنت هذه الأداة بحماسة، بتوقيع اتفاقيات مبادلة العملات مع أكثر من 60 دولة بقيمة إجمالية تقارب 500 مليار دولار.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الأمر لا يقتصر على الدول المتنافسة مع أمريكا بل إن حلفاء الولايات المتحدة يبرمون أيضًا صفقات مبادلة العملات؛ ففي عام 2019، اشترت الهند صواريخ S-400 للدفاع الجوي من روسيا باستخدام مزيج من الروبل والروبية الهندية، مما جنبها العقوبات الأمريكية التي كان من الممكن أن توقع عليها لوقف الصفقة.
وتقول "فورين أفيرز"، إن قطع وصول أي بلد إلى نظام "سويفت" تمامًا هو الخيار النووي في ترسانة العقوبات الأمريكية، مشيرة إلى أنه تم استخدامه مرة واحدة فقط ضد إيران.
بدائل روسية صينية
يأتي ذلك، فيما تعمل الصين وروسيا بنشاط على إعداد بدائلهما الخاصة لنظام المراسلة في حالة ما إذا قررت الدول الغربية قطعها أيضًا، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إن البديل الصيني، المعروف باسم نظام الدفع عبر الحدود بين البنوك، ليس مطابقًا لنظام "سويفت" حتى الآن.
وفي عام 2021، عالجت CIPS ما لا يزيد عن 12 تريليون دولار في المعاملات، وهو ما يعادل ما تقوم به "سويفت" في أقل من ثلاثة أيام، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إن "سويفت" تعتبر جزءًا لا يتجزأ من الشبكات المالية العالمية، فيما من غير المرجح أن تتخلى المؤسسات المالية عن نظام يعمل لصالح نظام جديد ومسيّس.
العملة الرقمية
الأداة الثالثة التي يستخدمها خصوم الولايات المتحدة للإفلات من العقوبات هي العملة الرقمية، بحسب "فورين أفيرز"، التي قالت إن الصين تقود الدول في هذا المجال؛ في أكثر من 20 مدينة، بما في ذلك بكين وشنغهاي وشنتشن، مشيرة إلى أنه يتم إصدار هذه العملة الرقمية من قبل البنك المركزي الصيني ويتم تخزينها على الهواتف المحمولة للمواطنين الصينيين. وتشير التوقعات إلى أن مليار شخص سيستخدمون الرنمينبي الرقمي بحلول عام 2030.
وتقول الصحيفة الأمريكية، إنه في غضون عقد من الزمن، قد يكون للعقوبات الأمريكية أحادية الجانب تأثير ضئيل، وحينها قد تكون الإجراءات المتعددة الأطراف، المدعومة من اليابان والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والقوى الأخرى ذات التفكير المماثل، البديل الأفضل.
aXA6IDMuMTcuNzkuMTg4IA== جزيرة ام اند امز