روسيا.. مركبات كيميائية قد تغير مستقبل علاج السرطان

نجح فريق من علماء جامعة نوفوسيبيرسك للكيمياء العضوية، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، في تحقيق طفرة في علاج السرطان من خلال دمج الببتيدات الدفاعية مع المركبات الطبيعية،
نُشرت نتائج هذه الدراسة في المجلة العلمية الرائدة "إنترناشونال جورنال أوف مولكيولار ساينس"، وسلطت الضوء على تقنية مبتكرة لاستهداف الخلايا السرطانية بفعالية أكبر.
في هذه الدراسة، قام الباحثون بربط نوعين من مشتقات حمض اليوسنيك بمركب ببتيدي يُعرف باسم " L-K6"، حيث تستهدف مشتقات الحمض إنزيما مهما لإصلاح الحمض النووي في الخلايا يُعرف باسم تيروسيل-دي إن إيه فوسفوديستيراز 1 (TDP1) في الوقت ذاته، يقوم الببتيد " L-K6 "بإلحاق الضرر بالحمض النووي في الخلايا السرطانية.
ويُعتبر حمض اليوسنيك مركبا طبيعيا يمتلك خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، وأظهرت الأبحاث قدرته الواعدة كمادة مضادة للسرطان، و في هذه الدراسة، ساهمت مشتقات الحمض في تعزيز فعالية الببتيدات المضادة للميكروبات، مما أدى إلى زيادة قدرتها على استهداف الخلايا السرطانية.
أما المركب الببتيدي " L-K6"، فهو ينتمي إلى فئة الببتيدات المضادة للميكروبات التي تلعب دورا محوريا في الجهاز المناعي الفطري، حيث تهاجم الميكروبات مثل البكتيريا والفيروسات، بالإضافة إلى ذلك، تبين أن بعض هذه الببتيدات تمتلك نشاطا مضادا للسرطان، حيث تهاجم الخلايا السرطانية بشكل انتقائي وتعمل على تدميرها.
وأظهرت النتائج أن المركبات المدمجة احتفظت بقدرتها على استهداف إنزيم " TDP1 " وإلحاق الضرر بالخلايا السرطانية، بما في ذلك خلايا ورم الدماغ (glioblastoma)، وفي بعض الحالات كانت هذه المركبات أكثر فعالية من مكوناتها الفردية، وهذا الاكتشاف قد يمهد الطريق لتطوير علاجات جديدة للسرطان تستهدف الخلايا السرطانية بدقة وفعالية أكبر.
وإنزيم " TDP1 " يلعب دورا رئيسيا في إصلاح الحمض النووي، وهو أمر حيوي للخلايا السرطانية التي تعتمد على إصلاح الحمض النووي المتضرر لتواصل النمو والبقاء، واستهداف هذا الإنزيم يعيق قدرتها على الإصلاح، مما يؤدي إلى تدمير الخلايا السرطانية.
وفي بيان صادر عن المكتب الإعلامي لجامعة نوفوسيبيرسك، أُشير إلى أن العمل استغرق عدة سنوات، حيث تمكن العلماء من إثبات النشاط العالي لهذه المركبات على مزارع الخلايا السرطانية. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت هناك فرصة لدراسة الآليات الجزيئية لتأثير هذه المركبات، وهو شرط أساسي لتسجيل أي دواء جديد مضاد للسرطان على المستوى العالمي.