أزمة قره باغ.. أردوغان يشعلها بالمرتزقة وروسيا "قلقة" وتحذر
الرئيس الروسي ورئيس وزراء أرمينيا يعربان عن "قلقهما البالغ" إزاء استمرار تدفق المرتزقة الموالين لأردوغان في ناغورني قره باغ.
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الجمعة، عن "قلقهما البالغ" إزاء استمرار تدفق المرتزقة، الموالين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في المعارك بناغورني قره باغ.
وقال الكرملين، في بيان، عقب محادثة هاتفية بين الزعيمين، إن "لدى الجانبين قلقا بالغا على خلفية معلومات واردة بشأن انخراط مقاتلي جماعات مسلّحة غير شرعية من الشرق الأوسط في الأعمال الحربية".
وأضاف الكرملين أن "بوتين كرر القول بضرورة وقف إطلاق النار فورا".
وفي سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرجي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف تحدثا وعبرا عن القلق لمشاركة مقاتلين سوريين وليبيين في صراع ناغورنو قره باغ.
ورغم أن الموقف الروسي يبدو مفهوما، إلا أن الموقف الإيراني يبدو متناقضا مع تصرفات إيران بالمنطقة، حيث تنشر طهران مليشيات موالية لها في اليمن وسوريا ولبنان، وانخراطها في إذكاء الصراعات في منطقة الشرق الأوسط.
رغبة في السلام
وأكدت أرمينيا أنها ستتعاون مع روسيا والولايات المتحدة وفرنسا بشأن تجديد وقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ، مع استمرار زيادة حصيلة القتلى بعد 6 أيام من القتال المتعلق بالمنطقة التي تقع في جنوب القوقاز.
ولم ترد أذربيجان، التي تشتبك مع قوات من أصل أرميني في ناغورني قره باغ، على دعوة، الخميس، لوقف إطلاق النار وجهتها الدول الثلاث التي تشارك في رئاسة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والتي تلعب دور الوساطة في الأزمة.
لكن رئيس أذربيجان إلهام علييف، المدعوم من تركيا، استبعد، الثلاثاء، إجراء محادثات مع أرمينيا بشأن قره باغ.
وانعكس هذا الموقف في الهجوم التركي على المساعي الدولية للسلام في قره باغ، مؤكدة أن "القوى الثلاث ينبغي ألا يكون لها دور في تحقيق السلام".
واندلعت الاشتباكات، الأحد، بين أذربيجان وقوات من أصل أرميني في ناغورني قره باغ، والتي تعد الأخطر منذ الحرب التي اندلعت في التسعينيات وأسفرت عن مقتل 30 ألفا وعززت المخاوف بشأن الاستقرار في جنوب القوقاز، المنطقة التي تنقل النفط والغاز من أذربيجان إلى الأسواق العالمية.
واتهمت أرمينيا، الجمعة، القوات الأذربيجانية بقصف المدينة الرئيسية في إقليم ناغورني قره باغ.
إصرار تركي على دعم الإرهاب
واتهمت فرنسا تركيا بإرسال مرتزقة سوريين إلى قره باغ، فيما عبرت روسيا عن مخاوفها بشأن النشر المحتمل لمقاتلين من سوريا وليبيا.
وتأكيدا على ذلك أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، مقتل 28 من المرتزقة الموالين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذين نقلهم إلى أذربيجان، لدعمها في حربها ضد أرمينيا في ناغورني قره باغ.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، في تصريحات صحفية، إن "28 مسلحا سورياً موالين لأنقرة على الأقل قتلوا وهم يقاتلون مع القوات الأذربيجانية في ناغورني قره باغ، منذ بدء المواجهات مع أرمينيا".
وأضاف عبدالرحمن أن "القتلى هم من بين أكثر من 850 مقاتلا سوريا نقلتهم تركيا إلى المنطقة المتنازع عليها منذ الأسبوع الماضي".
مساعي فرنسية أممية للحل
وفي إطار المساعي المطردة لحل الأزمة، تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، وجدد دعوته لوقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ.
وبحسب بيان لقصر الإليزيه، فقد كرر ماكرون الدعوة لوقف إطلاق النار وبدء مسار ومنهجية يسمحان باستئناف المفاوضات في إطار مجموعة مينسك، موضحا أن "الجهود ستبدأ من هذه الليلة".
وفي سياق متصل، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس دعوته الجمعة لـ"وقف فوري للأعمال العدائية" في ناغورني قره باغ حيث تتصاعد المعارك
وقال، في بيان، إنه "يأسف بشدة لمواصلة الطرفين عملياتهما العسكرية رغم النداءات القوية والمتكررة للمجتمع الدولي لوقف إطلاق النار".
وأضاف "لا حل عسكريا لهذا النزاع"، معتبرا أن "تواصل الأعمال العدائية لن يؤدي سوى إلى مفاقمة المعاناة الإنسانية. الحوار هو السبيل الوحيد للوصول إلى حل مستدام للنزاع".
aXA6IDMuMTM1LjIwOS4xMDcg جزيرة ام اند امز