تاتيانا شيفتسوفا.. امرأة واحدة بين "رجال بوتين"
لوقت طويل، جرى تصوير دائرة صنع القرار في روسيا، على أنها تفيض بالذكورية، ولا تسمح لعنصر نسائي بالاقتراب منها.
لكن نائبة وزير الدفاع، تاتيانا شيفتسوفا (٥٢ عاما)، التي ظهرت وحيدة في اجتماع قادة وزارة الدفاع الرجال، اليوم السبت، تعد استثناء عن هذه القاعدة الروسية.
واليوم، جرى بث مقطع فيديو يظهر فيه وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، خلال اجتماع مع مجموعة من قادة الجيش الروسي، في إجراء هو الأحدث واعتبر بمثابة حسم نهائي لكل ما تعلق بـ"اختفاء سيرغي".
وفي هذا المقطع، ظهرت شيفتسوفا مرتدية بذة عسكرية سوداء، كامرأة وحيدة على منضدة تعج بالرجال من القيادات الرفيعة، ما أثار أسئلة قوية حول هوية هذه السيدة.
وولدت شيفتسوفا عام 1969 في منطقة كوزيلسك، في الاتحاد السوفيتي السابق، وتخرجت لاحقًا من معهد لينينغراد للمالية والاقتصاد في عام 1991.
ومنذ ذلك العام، عملت شيفتسوفا في جباية الضرائب بدائرة الضرائب الفيدرالية في الاتحاد الروسي.
وكان عام 2014 فارقا في عملها، إذ جرى ترقيتها إلى منصب نائب مدير دائرة الضرائب الفيدرالية، وكانت تتولى الفحص والتفتيش على وحدة مختصة بأكبر دافعي الضرائب في البلاد.
وفي 4 مايو/آب 2010، جاءت النقلة الأكبر، إذ جرى تعيينها كمستشارة لوزير للدفاع في الاتحاد الروسي، ثم نائبة لوزير الدفاع بعد ٣ أشهر فقط، بموجب مرسوم رئاسي أصدره الرئيس فلاديمير بوتين.
ووفق ما جرى إعلانه في وقت لاحق على هذه التعيينات، فإن شيفتسوفا تتولى الإشراف على الأعمال الاقتصادية وتمويل القوات المسلحة، من خلال منصبها في وزارة الدفاع.
لكن نائبة وزير الدفاع تظهر في الاجتماعات الرسمية للوزارة بزي عسكري أسود اللون، إلى جانب الظهور في بعض الأحيان بملابس مدنية. كما ظهرت في أحيان أخرى، ببذة رمادية مرصعة بالنياشين العسكرية، وهو لا يتناسب مع دورها المعلن في الوزارة كمسؤولة عن الشؤون الاقتصادية.
وفي نوفمبر/تشرين ثاني 2012، كتب شيفتسوفا خطاب استقالة من منصبها بإرادتها الكاملة وفي ظروف غامضة، لكن سيرجي شويغو لم يقبله.
وفي عام 2013، وضعت مجلة فوربس الأمريكية، شيفتسوفا، في قائمة أغني القيادات الرسمية في الاتحاد الروسي، حيث احتلت المرتبة الـ13.
وعلى مدار عملها في دائرة الضرائب الاتحادية، حظت شيفتسوفا، بتكريمات مختلفة، بينها شهادة تقدير من مجلس الدوما التابع للجمعية الفيدرالية للاتحاد الروسي.