"الجزّار" يظهر.. روسيا تكشف مصير "جنرال يوم القيامة"
"أساليبه وحشية واستراتيجيته العسكرية الصارمة".. يوصف أحيانا بـ"المجنون"، وعرف بـ"جنرال يوم القيامة".. هذا هو سيرغي سوروفيكين.
ورغم كونه من القادة المخضرمين، وحضوره اللافت في الكثير من الحروب التي خاضتها موسكو، بدءا من الاجتياح السوفياتي لأفغانستان، مرورا بالتدخل العسكري في سوريا، وصولا إلى العمليات في أوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022، إلا أن ذلك لم يشفع له.
- اختفاء "جنرال يوم القيامة".. هل اعتقلت روسيا أشهر قادتها؟
- سيرجي سوروفيكين.. هل يضمد العسكري الميداني "جراح" روسيا في أوكرانيا؟
اختفاء ثم ظهور
وكان سوروفيكين، الذي شغل منصب قائد القوات الروسية في أوكرانيا، توارى عن الأنظار منذ ليلة تمرد صديقه يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر.
وفي 24 يونيو/حزيران، كان الظهور المثير للريبة الأخير لسوروفيكين، إذ ظهر في شريط مصوّر يحضّ مقاتلي فاغنر على التراجع.
وخلال الشريط وضع الجنرال حليق الرأس المعروف بتجهمه، بندقية على فخذه، وقال: "أتوجه إلى مقاتلي فاغنر وقائدها.. دمنا واحداً، نحن مقاتلون. أطلب منكم التوقف، ووضع حد للتمرد المسلّح قبل فوات الأوان".
وبعد أقل من 24 ساعة، عادت قوات فاغنر التي كانت في طريقها نحو موسكو، أدراجها منهية هذا التمرّد بعد اتفاق مع الكرملين بوساطة من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.
ومنذ ذلك الحين، غاب سوروفيكين عن الظهور بشكل علني، ما أثار تكهّنات بشأن توقيفه أو إقالته، خاصة بعد ظهور تقارير غربية وتأكيد مصادر بالاستخبارات الأمريكية، بأنه كان على علم مسبق بمخططات بريغوجين وأنه قد يكون اعتُقل.
لكن الكرملين نفى المعلومات، دون أن يلغي ذلك الغموض الذي يلفّ مصيره.
لكن يبدو أن تمرد بريغوجين كان القشة الذي قصمت ظهر البعير، إذ أطاحت بالجنرال من قيادة القوات الجوية الروسية في خضم الحرب.
وبعد أسابيع من الغموض والتكهنات بشأن مصيره، أكد الإعلام الرسمي الروسي الأربعاء أن سوروفيكين أعفي من منصبه.
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن مصدر لم تسمّه قوله "تم إعفاء القائد السابق للقوات الجوية الروسية سيرغي سوروفيكين من منصبه"، في إطار تغييرات في هيكلية الجيش.
علاقته بفاغنر
كان الجنرال سوروفيكين، أوثق حلفاء فاغنر في وزارة الدفاع، حتى حين كان بريغوجين يصعّد من انتقاداته العلنية للوزير سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف ويتّهمها بعدم الكفاءة في إدارة حرب أوكرانيا.
تمّ تعيينه في مايو/أيار وسيطا رسميا بين الجيش ومجموعة فاغنر في أعقاب اتهام بريغوجين للقيادة العسكرية بالإخفاق في تزويد مقاتليه بالذخيرة التي يحتاجونها للقتال في أوكرانيا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022، عيّن سوروفيكين قائدا للقوات الروسية في أوكرانيا، في خطوة لاقت ترحيب بريغوجين.
لكن هذه المهمة لم تدم سوى 3 أشهر، قبل أن يُعهد بقيادة هذه القوات إلى رئيس الأركان غيراسيموف.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وتحت إمرة سوروفيكين، انسحبت القوات الروسية من مدينة خيرسون والضفة اليمنى لنهر دنيبرو في جنوب أوكرانيا، في انتكاسة عسكرية ثقيلة لموسكو.
واختار سوروفيكين الجو للرد على خسارة الميدان، فخطط لحملة قصف جوي وصاروخي خلال الخريف والشتاء طالت بنى تحتية أوكرانية، وبقي حاضرا حتى بعد إبعاده من منصبه رسميا.
خبراته
هو قائد مخضرم بات من رموز الشراسة العسكرية الروسية، ولد في سيبيريا، والتحق بالقوات المسلحة الروسية منذ سنة 1982، وتخرج في الأكاديمية العسكرية لهيئة الأركان العامة، عام 2008، بالموازاة مع خدمته العسكرية الميدانية.
وله خبرة في قيادة العمليات العسكرية خارج حدود البلاد.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2013 شغل منصب قائد المنطقة العسكرية الشرقية، وتدرج في مراتب الجيش الروسي.
وبات قائدا مخضرما ومن رموز الشراسة العسكرية الروسية، إثر تراكم تجاربه الميدانية، منذ الغزو السوفياتي لأفغانستان، وحرب الشيشان الثانية مطلع القرن الحادي والعشرين، والتدخل في سوريا اعتبارا من العام 2015، ما أكسبه لقب "الجزّار".
وقبل تعيينه قائدا لمنطقة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، كان سوروفيكين المولود في سيبيريا، أحد قادة القوات الروسية في سوريا.
وهو معروف أيضا لدوره في الانقلاب الفاشل ضد ميخائيل غورباتشوف عام 1991 الذي أذِن ببدء سقوط الاتحاد السوفياتي.
وسُجن سوروفيكين بعدما قتلت مجموعة تأتمر به 3 متظاهرين، لكن أطلق سراحه بعد بضعة أشهر.
ووفقا لوثيقة صادرة عن مؤسسة جيمس تاون، مؤسسة فكرية في واشنطن، حُكم على العسكري الروسي في عام 1995م بالسجن مع وقف التنفيذ، بتهمة المتاجرة غير الشرعية بالسلاح، إلا أن الإدانة ألغيت لاحقا.
وفي 23 فبراير/شباط 2022، وضعه الاتحاد الأوروبي على قائمة العقوبات، بينما تم إدراجه كقائد أعلى للقوات الجوية الروسية.
aXA6IDMuMTMzLjEwNy4xMSA=
جزيرة ام اند امز