كيف لعبت روسيا دورا في "تقزيم" السياسات الأمريكية دوليا؟
مركز دراسات أبحاث السلام الدولية بمعهد كارنيجي يكشف عن 3 أجندات اتبعها الكرملين لضرب السياسة الخارجية الأمريكية دوليا.
كشف مركز دراسات السلام الدولية بمعهد كارنيجي الأمريكي في دراسة له أن هناك 3 أجندات دولية تعمل على تحجيم و"تقزيم" السياسة الدولية الأمريكية، وقام المركز بطرح 4 تأثيرات لتلك الأجندات على السياسة الخارجية الأمريكية.
- رصاصة بوتين بانتخابات أمريكا.. انتقام الثعلب على الطريقة السوفيتية
- روسيا تجدد دعوتها للوساطة في محادثات بين كوريا الشمالية وأمريكا
وقال المعهد إنه منذ عام 2012، شنت روسيا حملة شرسة ومعقدة ومخططة بشكل جيد أثبتت نجاحها دولياً في فرض الإرادة الروسية على الساحة الدولية، حيث وضعت موسكو عدداً من الأهداف كان أهمها زعزعة تأثير واشنطن في عدد من المناطق الحيوية الدولية مثل الشرق الأوسط وأوروبا، تمهيداً لعودة روسيا كقوى عظمى على غرار الاتحاد السوفيتي.
وكشف المعهد عن النقاط التي هاجمتها روسيا في السياسة الخارجية الأمريكية، أبرزها تقسيم المؤسسات السياسة والأمنية الغربية، وترويج المصالح التجارية والعسكرية والطاقة الروسية في عدد من المناطق المحورية العالمية، حيث تمثل تلك النقاط الركائز الأساسية الروسية للعب دور أكبر وأكثر فعالية في الساحة الدولية.
أجندة الكرملين الدولية
أشار معهد كارنيجي إلى 3 أجندات دولية استطاعت موسكو كسر تفرد السياسة الدولية الأمريكية في العالم، وذلك عبر النقاط التي استطاعت الهجوم عليها، مشدداً على أنه لابد لحلفاء الولايات المتحدة الحكم جيداً بحسب الموقف على الخطى الروسية والرد عليها بما لا يقوض التوازن الدولي الحالي.
الأجندة الأولى تتمثل في الاعتماد على الأدوات الدبلوماسية والعسكرية والاستخباراتية والتقنية والتجارية والمالية غير المكلفة لنشر النفوذ الروسي وتوسيع رقعة التأثير الدولية، وكان ذلك جلياً في التدخل العسكري في الأزمة السورية إضافة إلى الحراك الروسي الدولي في عدد من القضايا مثل أزمة الصواريخ الباليستية الخاصة بكوريا الشمالية.
الأجندة الثانية تمثلت في اعتماد الكرملين على أخطاء السياسة الغربية بشكل عام والسياسة الخارجية الأمريكية بشكل خاص، وتمثل ذلك في سياسات معادية للمؤسسات في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص.
الأجندة الثالثة والأهم بالنسبة للكرملين تتمثل في ملء فراغ القوة الدولية التي نشأت بسبب سياسة "أمريكا أولا" التي اتبعها الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب في مواقف الولايات المتحدة على الصعيد الدولي، والتي أثرت على تأثير السياسة الخارجية الأمريكية بشكل خاص.
آثار "التقزم" في السياسات الخارجية الأمريكية
يشير معهد كارنيجي إلى أن السياسيين الأمريكيين فشلوا في بناء رد فعال على النشاط الروسي الدولي، حيث ظهرت تلك الآثار في 4 مجالات أشار إليها المعهد.
المجال الأول: هو نجاح السياسات الروسية في التأثير والإضرار بالمصالح الأمريكية في عدد من المناطق الحيوية الدولية، خصوصاً في الشرق الأوسط، حيث لم ينجح الساسة الأمريكيون في التفريق بين النجاح الروسي في بعض الملفات والنشاط الروسي في البعض الآخر، مما جعل السياسية الأمريكية الخارجية مؤخراً في حالة تخبط.
المجال الثاني: هو فشل الإدارة الأمريكية الحالية في موازنة نتائج التمدد الروسي العالمي وتقييم نتائجه، حيث أثبت استثمار روسيا في الشرق الأوسط نتائج أكبر من المتوقع وسط تجاهل أمريكي غير مفهوم، على عكس ما حدث في أوروبا عندما قامت الولايات المتحدة بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالتصدي للمد الروسي في أوروبا الشرقية.
المجال الثالث: هو نجاح روسيا في "استفزاز" الولايات المتحدة للقيام بسياسات اعتبرت مبالغة في رد فعلها، وهو تكتيك روسي ظهر جلياً في عدد من ساحات الاشتباك الدولية أبرزها سوريا، والأزمة في أوكرانيا، والتي قوبلت من قبل الإدارة الأمريكية بردود أفعال مبالغ فيها أدت إلى نجاح بسط روسيا سيطرتها في كل من الموقفين.
المجال الرابع والأخير: هو فشل الولايات المتحدة في إنتاج سياسات مضادة لسياسات التوسع الروسي، وكان لتجاهلها عدداً من الملفات الرئيسية في الشرق الأوسط، وبالأخص الأزمة الروسية خلال 2017، أثراً مدمراً على قوة تأثيرها في مسار سياسات الشرق الأوسط، وهو أمر أشار إليه المركز بأنه خطأ استراتيجي، نظراً لإهمال واشنطن الاعتماد على حلفائها لتدعيم سياساتها الخارجية.
aXA6IDMuMTIuMTIzLjQxIA== جزيرة ام اند امز