ماذا يعني "تكتيك المحدلة"؟.. تستخدمه روسيا بالحرب الأوكرانية
مع دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها المائة، تحدثت تقارير إخبارية عن "تكتيك المحدلة" الذى تتبعه روسيا.
التكتيك اعتبرته التقارير أحد أهم أسباب نجاح روسيا حتى الآن في السيطرة على أغلب إقليم دونباس الشرقى.
ما هو تكتيك المحدلة؟
المحدلة في اللغة هي عربة ذات عجلات سميكة إسطوانية ثقيلة الوزن تستعمل في رصف الطرق وتسويتها، كما تطلق على أي شيء إسطوانى الشكل يستخدم في تسوية أو بسط سطح آخر.
ويعتمد هذا التكتيك على تكثيف القصف العنيف على منطقة بعينها بما يفقدها كل القدرة على المقاومة أو الدفاع الذاتي، وذلك قبل أن تتقدم في وقت لاحق القوات والجنود في طرقاتها وشوارعها.
ووفقا للخبير في مركز "تشاتام هاوس" البريطاني ماتيو بوليج فإن "المحدلة (الروسية) تتقدم بالطبع لكن بصعوبة"، ففي الوقت الحالي، حاليًا تقصف المدفعية الروسية بشكل متواصل المواقع الأوكرانية لإضعافها وقضم الأراضي.
أما عن استراتيجيتها العسكرية في أوكرانيا، فلم تكشف روسيا بشكل رسمي عن نمط تحرك جيشها في حربه، لكنها اكتفت بالبيان اليومي لوزارة الدفاع في موسكو الذى تعلن فيه عن خسائر الجيش الأوكراني في العملية العسكرية.
وتؤكد وزارة الدفاع الروسية على الدوام أنها تستخدم أسلحة وصواريخ عالية الدقة تطلق من الجو في عملية استهدافها لمقار عسكرية ومخازن سلاح ومنظومات دفاعية أوكرانية.
تحليل لوكالة الأنباء الفرنسية اعتبر أن استخدام روسيا لـ"تكتيك المحدلة" ساعدها كثيرا في الحصول على مكاسب ميدانية الواحدة تلو الأخرى، وأخر هذه المكاسب كان الإعلام اليوم عن شبه اكتمال سيطرة الجيش الروسي على مدينة سيفيرودونتسك، أحد آخر معاقل الجيش الأوكراني في منطقة دونباس.
تقليص الهدف العسكري
قبل نحو مائة يوم وفى بداية الحرب، فتحت موسكو ثلاث جبهات في الوقت نفسه، ما أدى إلى تشتت في القوات الروسية: شمالًا باتجاه العاصمة كييف، في الشرق وفي الجنوب.
وكان الجيش الروسي قد عدل في 22 مارس/آذار أهدافه للحرب بأنها تحرير "جمهوريات دونباس".
تكتيك "المحدلة" تحدثت عنه الخبيرة في الشئون العسكرية "حنا نوت" للإذاعة الألمانية "دويتشه فيله" وأوضحت أن الجيش الروسي يطبق مبدأ التسلسل في الحرب وهو أن يقوم بتركيز عملياته في منطقة بشكل أساسي دون غيرها، حتى اذا تمكن من هذه المنطقة وأخضعها لسيطرته ونجح في بسطها تماما وتحييدها من كل المقومات الدفاعية، انتقل الى منطقة أخرى تالية.
ووفقا للتقارير، فإنه مع تحول أغلب منطقة سيفيرودونيتسك إلى حطام بسبب القصف المدفعي الروسي، بدأت القوات الروسية بالدخول إلى شوارع المدينة. ولهذه المدينة أهميتها الإستراتيجية في المعركة.
ففي حال سيطرت روسيا على هذه المدينة وعلى ليسيتشانسك الواقعة على الضفة الغربية لنهر سيفرسكي دونيتس، فستكون بذلك قد سيطرت على لوهانسك، وهي واحدة من منطقتين تشكلان إقليم دونباس الذي تسعى موسكو للسيطرة عليه، وهو ما يمثل أحد أهداف الرئيس فلاديمير بوتين الرئيسية من هذه الحرب.