هل يمتد ظل روسيا؟.. رئيس رومانيا يستقيل تحت ضغط اليمين

بينما اعتبر انتصارا لليمين وربما لروسيا أيضا، أعلن رئيس رومانيا كلاوس يوهانيس استقالته الإثنين.

وأتت استقالة الرئيس الروماني، بعدما أُطلقت إجراءات لعزله على خلفية الانتخابات الرئاسية العام الماضي، التي أُلغيت بسبب شبهات بتدخل روسي.

• رومانيا على أعتاب شغور رئاسي بعد إلغاء نتائج الانتخابات

وألغت المحكمة الدستورية الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في ديسمبر/كانون الأول إثر مزاعم عن تدخل روسي بعدما فاز مرشح أقصى اليمين غير المعروف كثيرًا كالين جورجيسكو من الدورة الأولى.

وزاد الضغط على يوهانيس المؤيد لأوروبا والذي سبق أن قال إنه سيبقى في منصبه حتى انتخاب خليفته في اقتراع جديد مقرر في مايو/أيار المقبل.

وأطلق نواب الإثنين إجراءات لعزل يوهانيس بعد محاولتين سابقتين من المعارضة لبدء العملية.

وقال يوهانيس: "من أجل تجنيب رومانيا والمواطنين الرومانيين أزمة. استقيل من منصب رئيس رومانيا. سأتنحى رسميًا الأربعاء".

وأضاف: "في غضون أيام قليلة، سيصوت البرلمان الروماني على عزلي وستدخل رومانيا في أزمة. سيكون لذلك تأثيرات داخلية وللأسف خارجية أيضًا"، مؤكدا أنه "لم يخرق الدستور قط".

انتصار لليمين

ورحّب اليمين المتشدد في رومانيا باستقالة يوهانيس، إذ نظّم المئات تجمعا في بوخارست تخللته صدامات مع الشرطة، حسب "فرانس برس".

واعتبر جورجيسكو استقالة يوهانيس " انتصارًا لشعب رومانيا"، وكتب على منصة "إكس": "حان الوقت للعودة إلى سيادة القانون".

كما رحب زعيم حزب "التحالف من أجل وحدة الرومانيين" (أور) اليميني المتشدد جورج سيميون باستقالة يوهانيس، ووصفها بأنها "انتصار للشعب".

وحصل اليمين المتشدد على ثلث الأصوات في الانتخابات التشريعية في ديسمبر الماضي، في نتيجة غير مسبوقة جاءت على وقع ارتفاع معدلات التضخم والمخاوف حيال الحرب في أوكرانيا المجاورة.

والشهر الماضي، تظاهر عشرات آلاف الرومانيين بدعوة من اليمين المتشدد ضد إلغاء الانتخابات وطالب بعضهم يوهانيس بالاستقالة.

ويتوقع أن يحل رئيس مجلس الشيوخ إيلي بولوجان (55 عاما) مكان يوهانيس.

روسيا حاضرة

ونادرا ما يتم إلغاء الانتخابات في دول الاتحاد الأوروبي. وأدخلت تلك الخطوة الدولة الواقعة في شرق أوروبا في أزمة، إذ اعتبر جورجيسكو أن القرار "انقلاب رسمي".

وستجري دورة أولى من الانتخابات الرئاسية يوم الرابع من مايو وثانية في 18 مايو، إذا لم يحصل أي مرشح في الدورة الأولى على أكثر من 50 في المئة من الأصوات.

وشغل يوهانيس (65 عاما) منصب الرئاسة منذ العام 2014 وشهدت البلاد في عهده عددًا من الأزمات السياسية.

وألغت المحكمة الدستورية الانتخابات بعدما كشفت وثائق استخباراتية نزع مكتب الرئاسة السريّة عنها عن "تحركات روسية عدائية هجينة" ضمنها هجمات إلكترونية.

كما فصلت الوثائق معلومات عن حملة ترويج ضخمة لجورجيسكو على وسائل التواصل الاجتماعي قبيل الانتخابات.

ونفى جورجيسكو أي علاقات له بموسكو، علما بأنه سبق أن عبر عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وانتقد حلف شمال الأطلسي وأعلن مؤخرا أنه مؤيد بشدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.