«بدأت الآن».. خريطة تظهر «الحرب السرية» بين روسيا والغرب
مع السماح لأوكرانيا باستهداف الداخل الروسي، تخشى وكالات الاستخبارات الأوروبية تعرض أراضيها لهجمات تخريب روسية.
وترى هذه الوكالات، وفق صحيفة "تليغراف" البريطانية، أن الحوادث المريبة التي شهدتها أوروبا مؤخرا، مثل تحطم طائرة شحن في ليتوانيا، إلى تهديدات بالقنابل في لندن، والطائرات دون طيار التي شوهدت تحوم بالقرب من قواعد القوات الجوية الأمريكية في المملكة المتحدة.
والانفجار الذي وقع في منشأة لتصنيع الأسلحة في ويلز في أبريل/نيسان. وقطع كابلات اتصالات في بحر البلطيق، والمحاولات الناجحة للتدخل في عمل شركات السكك الحديدية التشيكية.
إضافة إلى هجوم الفدية الإلكتروني الذي استهدف أحد مقدمي خدمات هيئة الصحة الوطنية في يونيو/حزيران. والأقمار الصناعية التلفزيونية التي تعرضت للتخريب، تشكل صورة أكثر وضوحًا لمحاولة روسيا تصعيد حملتها ضد الغرب مما زرع شعورًا أكبر بعدم الاستقرار في القارة لم تشهده منذ الحرب الباردة.
تكتيكات التخريب والهجوم بالوكالة
وفقًا لخبراء، طورت روسيا استراتيجيتها في أعقاب عمليتها العسكرية بأوكرانيا في فبراير/شباط 2022. حيث أصبحت تعتمد بشكل أكبر على التعاقد مع عناصر محلية، من مجموعات أو أفراد ساخطين في الدول المستهدفة لتنفيذ العمليات، ما يوفر لروسيا إمكانية الإنكار ومرونة أكبر، وفق الخبراء.
وتشمل هذه الحملة أدوات متعددة، منها تخريب البنية التحتية، والتجسس، والهجمات السيبرانية، والاغتيالات. وقد أشار تقرير للمعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) إلى أن روسيا تستغل هذا النهج بفاعلية، حيث يتم دفع مبالغ زهيدة مقابل أعمال تخريب مثل الحرائق أو الاغتيالات.
تُظهر حالات مثل الحريق المتعمد الذي استهدف شركة مملوكة لأوكرانيين في لندن، أو المؤامرات لإشعال حرائق في طائرات شحن، اتساع نطاق التخريب الروسي ليشمل أدوات الحرب "الهجينة"، التي تجمع بين الأعمال المباشرة وغير المباشرة.
ويرى المؤرخ كالدير والتون أن تكتيكات التخريب الروسية مستوحاة من حقبة الحرب الباردة، لكنها باتت الآن أكثر تطورًا وشمولاً.
رد الغرب: تحرك أم تراخٍ؟
وترى الصحيفة أنه في الوقت الذي تتزايد فيه جرأة روسيا في تنفيذ عملياتها، يتفاوت الرد الغربي بين الاعتراف بالخطر والتحرك المتأخر.
الحوادث الأخيرة دفعت مسؤولين وخبراء إلى التشديد على ضرورة تطوير استجابة موحدة ومنسقة للتصدي للتهديد الروسي، ونادوا بإنشاء منصة دولية شبيهة بالتي تأسست خلال "الحرب على الإرهاب" للتعامل مع الإرهاب الإسلامي في أوروبا، وأحد هؤلاء هو أوليكساندر دانيليوك، مستشار الاستخبارات الأوكراني السابق.
لكن الخطر الأكبر يكمن في التباطؤ أو عدم اتخاذ إجراءات كافية في الوقت المناسب، خاصة مع مواصلة روسيا اختبار صبر الغرب.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4yMzEg جزيرة ام اند امز