ما هو «أسطول الظل» الروسي الذي تطارده أمريكا؟.. ليس الوحيد عالميا
عجزت التحركات الأمريكية لمحاصرة عائدات النفط الروسية في تجفيف الموارد المالية لموسكو، بفضل أسطول الظل الروسي، فما هو هذا الأسطول؟
الحديث عن أسطول الظل الروسي برز بقوة خلال الأيام الماضية، بعد أن صرحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الخطط الأمريكية للحد من عمليات ناقلات النفط الروسية "أسطول الظل" غير مقبولة.
وتدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها فرض عقوبات إضافية على هذا الأسطول، وقد يتخذون إجراءات أخرى لزيادة تكلفة استخدام روسيا أسطول الظل من الناقلات لتجاوز السقف السعري الذي حددته مجموعة الدول السبع للنفط الروسي.
وفي تصريحات له، قال داليب سينغ، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي لشؤون السياسات الاقتصادية الدولية، إن أمريكا وشركاءها على استعداد لفرض عقوبات وقيود على التصدير بهدف منع تعزيز العلاقات التجارية بين الصين وروسيا، لما تشكله من تهديد للأمن الأمريكي في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا.
ما أسطول الظل الروسي؟
مصطلح "أسطول الظل" أطلق على ناقلات النفط التي تمتلكها شركات الشحن الروسية وتستخدمها بهدف إيصال النفط الروسي إلى الدول التي لا تفرض عقوبات أو حظرا على النفط الروسي مثل الصين أو الهند.
ووفقا لتقرير صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية في عام 2020 تقوم الناقلات التي تنتمي إلى "أسطول الظل" بتغيير الأعلام التي تحملها وإيقاف تشغيل أجهزة الإرسال لتجنب التتبع، بالإضافة إلى إرسال إشارات خادعة وتبادل النفط في البحر.
وأشار التقرير إلى أن بعض هذه الناقلات تغير اسم السفينة وتستخدم أسماء شركات وهمية أو تزور المستندات لإخفاء ملكية الناقلة، وغالبا ما تبحر دون تأمين حقيقي، بهدف البقاء بعيدا عن متناول السلطات البحرية.
وقدرت شركة الذكاء الاصطناعي البحري "ويندوارد" في أواخر عام 2023 أن "أسطول الظل" الروسي يضم نحو 1400 إلى 1800 سفينة، ما يعادل خُمس تجارة النفط العالمية، وفقا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وتدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها فرض عقوبات إضافية، ويمكن أن تتخذ إجراءات أكبر لزيادة تكلفة استخدام روسيا لـ"أسطول الظل" لتجنب الحد الأقصى المحدد من قبل "مجموعة الدول السبع" لسعر النفط الروسي، وفقا لما ذكرته وكالة "رويترز" للأنباء.
حرب تجارية على أسطول الظل
وفي تصريحاتها، أكدت المُتحدثة بإسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن رغبة الولايات المتحدة في التدخل في التجارة بين روسيا والصين تُعتبر جزءا من حرب تجارية تنتهك القانون، من خلال ممارستها ضغوطا على أسطول الشحن الروسي "أسطول الظل".
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي للشؤون الاقتصادية الدولية، داليب سينغ، يوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة وحلفاءها مستعدون لفرض عقوبات وقيود على التصدير لمنع تعزيز العلاقات التجارية بين الصين وروسيا، التي تشكل تهديدا للأمن الأمريكي في ظل الوضع الراهن خلال الحرب الجارية حاليا بأوكرانيا.
وأكد أيضا أن هذه الدول قد تعمل على تكبيد روسيا تكاليف أكبر نتيجة لاستخدامها "أسطول الظل" للتهرب من سياسات تحديد أسعار النفط التي وضعتها مجموعة الدول الصناعية السبع.
وفي ردِّها على بيان سينغ، أشارت زاخاروفا إلى أن الجهود الأمريكية المتواصلة لعرقلة التجارة بين روسيا والصين واستخدامها المتكرر وغير المنضبط لفرض العقوبات لم تُحقِق أهدافها فحسب، بل إنها تُضعف أيضا النظام المالي العالمي.
أبرز "أساطيل الظل" المعروفة في العالم
وهناك عدة دول أخرى إلى جانب روسيا تستخدم تكتيكات مشابهة لأسطول الظل، لتجنب العقوبات الدولية ونقل الموارد إلى الأسواق العالمية بطرق مخفية، وفيما يلي نظرة على بعض هذه الأساطيل:
أسطول الظل الإيراني
تستخدم إيران أساطيل الظل لنقل النفط الخام إلى الأسواق الدولية، إذ تغير الأعلام وتعمل على إيقاف أنظمة التعقب لتجنب العقوبات الأمريكي.
أسطول الظل الفانزويلي
تقوم فنزويلا بتشغيل شبكة سرية لنقل النفط إلى دول مثل الصين والهند، وتستخدم تقنيات مماثلة لتلك المستخدمة من قبل إيران.
أسطول كوريا الشمالية
تستخدم كوريا الشمالية أساطيل الظل لنقل الفحم ومواد أخرى إلى الصين ودول أخرى، مع استخدام تكتيكات مماثلة لتجنب العقوبات الدولية.
أسطول الظل الروسي
تستخدم روسيا أساطيل الظل لتصدير النفط والغاز والمواد الخام إلى أوروبا وآسيا، وتعمل على تغيير الأعلام وإيقاف أجهزة التعقب، واستخدام شركات وهمية للهروب من رقابة السلطات.
ويقول تقرير لوكالة بلومبيرغ عام 2023 إن استخدام روسيا هذه التكتيكات قد زاد من صعوبة تتبع الشركات والتجار التي ازدهرت أعمالهم بفضل ممارسات روسيا للاتفاف حول العقوبات، مما أدى إلى صعوبة تحديد مدى العائدات التي تحصل عليها موسكو من صادرات النفط.
aXA6IDE4LjExNy4xMDMuMTg1IA== جزيرة ام اند امز