عش الجواسيس.. حرب دبلوماسية على أخطر مكان بالعالم
لطالما اشتهر أحد المجمعات السكنية في العاصمة البولندية وارسو بأنه "عش الجواسيس" خلال حقبة السبعينيات.. فما قصته؟
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية كشفت في تقرير لها عن المكان المسمى "سبايفيل"، موضحة أن الدبلوماسيين السوفيت غادروا المجمع السكني الضخم الواقع في وارسو قبل أكثر من 30 عاما.
لكن بعض الروس ظلوا مختبئين في المجمع الذي آواهم حتى بداية الألفينيات، خلف سياج تعلوه أسلاك شائكة، بعد أن تحولت وارسو إلى منطقة معادية وهدف مهم للاستخبارات بعد أن كانت جزءا من إمبراطوريتهم.
وقال رئيس بلدية وارسو، رافال ترزاسكوفسكي، خلال مقابلة مع الصحفية الأمريكية: "لطالما كان يسمى سبايفيل.. نعم كثير من هؤلاء الرجال كانوا جواسيس".
وبعدما سئم رئيس البلدية من رفض روسيا التنازل عن المبنى بالرغم من أحكام المحكمة التي تفيد بعدم أحقيتها في المكان، استعاده وأعلن أنه يريد تقديمه للأوكرانيين بدلًا من ذلك.
وأشار إلى تراجع أعداد الدبلوماسيين الروس في وارسو منذ عقود، حيث سرع من ذلك "طرد 45 جاسوسا مشتبه فيهم مؤخرًا".
وتابع: "لا يحتاجون لمثل هذه البنية التحتية الكبيرة لكنهم أرادوا الاحتفظ بالمبنى.. لهذا كنا نحاربهم لاستعادته".
وبني المبنى نهاية السبعينيات لإيواء طاقم السفارة السوفيتية عندما كانت بولندا لا تزال عضوا بحلف وارسو، وتم إخلاؤه رسميًا من الدبلوماسيين وعائلاتهم عندما انهارت الإمبراطورية السوفيتية نهاية الثمانينيات، لكنه ظل في أيدي موسكو.
وأقيم كذلك ملهى – مفتوح فقط للروس وضيوفهم – لبعض الوقت لكن كان المجمع في الغالب مرتبطا بالتجسس.
ووجد المستكشفون البولنديون الذين تسللوا إلى المبنى صحفا روسية تعود إلى 2005، بعد فترة طويلة على مغادرة الروس، مما عزز سمعة المجمع كملاذ للتجسس.
وكان المكان الذي يحاوطه الغموض موقعا صغيرا وغير مرحب به من مفهوم "العالم الروسي"، الذي استخدمه بوتين لتبرير الحرب على أوكرانيا، وتأكيد أن البلد جزء لا يتجزأ من موسكو.
وطبقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، تمتد فكرة أن روسيا لديها حق – سواء لأسباب تتعلق باللغة أو تاريخية أو غيره – للسيطرة على أراضٍ أجنبية بما يتجاوز أوكرانيا لتشمل عددا لا يحصى من الأماكن التي يعتبرها الكرملين ملكه.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن بوتين قاوم التخلي عن أي شيء لا تزال تملكه روسيا بالخارج، مما عرقل المطالب البولندية، المدعومة بقرارات المحكمة، بإعادة "سبايفيل"، المعروف بـ"عش الجواسيس".
وبعدما سئم رئيس بلدية وارسو من رفض موسكو تسليم المكان، الذي استأجرته رسيو بموجب اتفاقية من العهد السوفيتي، دخل ترزاسكوفسكي المجمع الشهر الماضي للمرة الأولى، حيث لم يبد حراس الأمن الذين عينتهم السفارة الروسية وممثل عن السفارة أي مقاومة.
ولاحقا، شكا سفير موسكو في وارسو، سيرجي أندريف، لوسائل الإعلام الروسية أن رئيس البلدية "احتل" بشكل غير قانوني مكان دبلوماسي.
ونفذ رئيس البلدية قرارات المحكمة في 2016 مرة أخرى الشهر الماضي، والتي تجاهلتها موسكو.
وقال رئيس البلدية: "أقرت المحكمة أن العقار أجرته بولندا وأن عقد الإيجار انتهى. إذا كنت تستأجر عقارا ولم تستخدمه منذ حوالي 20 عاما، هذا بالطبع يعني أنك لم تعد بحاجة إليه."
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg جزيرة ام اند امز