تصاعدت الحرب وفشلت السياسية.. حصيلة دامية لتدخل روسيا بسوريا
عام مر على التدخل الروسي في سوريا بناء على اتخاذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
مر عام على التدخل الروسي في سوريا بناء على اتخاذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد التصويت بالموافقة من قبل مجلس الدوما، أسفر عن تصاعد الحرب السورية بدلاً من تهدئتها، وفشل الجهود السياسية بدلاً من إيجاد تسوية.
وانطلقت الصواريخ الأولى من البوارج الروسية المتمركزة في بحر قزوين، في 30 سبتمبر/أيلول من عام 2015، حيث تم إطلاق 26 صاروخاً من نوع "كاليبر" استهدفت مواقع تابعة للمعارضة السورية.
وأشار بوتين، في خطاب له، إلى أن ذلك تم بناء على طلب القيادة السورية الشرعية، وأنه لا يخالف مبادئ القانون الدولي، معلناً عن وجود أكثر من 30 طائرة سوخوي من مختلف الوحدات الجوية في مطار حيميم السوري القريب من مدينة اللاذقية.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، نجحت روسيا في توسيع الفجوة بين تيارات المعارضة السورية خلال العام الماضي وخروج العديد منها من الائتلاف السوري المعارض، لا سيما عقب تشكيل "هيئة التفاوض العليا".
وتفوقت الدبلوماسية الروسية على المعارضة السورية بشأن تثبيت الرئيس السوري بشار الأسد وزج اسمه في حكومة وحدة وطنية، بدلاً من هيئة الحكم الانتقالية التي نص عليها اتفاق جنيف.
وعن نتائج الغارات التي تشنها المقاتلات الروسية منذ بدء تدخلها العسكري قبل عام في سوريا، فإن 9364 شخصاً بينهم 3804 من المدنيين قتلوا جراء تلك الغارات، بينهم 906 من الأطفال، كما قتل 2746 عنصراً من تنظيم "داعش" الإرهابي، و2814 عنصراً من الفصائل المعارضة بينها جبهة فتح الشام.
وتسببت الغارات الروسية، خلال عام، بإصابة 20 ألف مدني على الأقل بجروح، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما بلغ عدد المدن التي اندرجت تحت بند الهدنة بين الأطراف المتحاربة في سوريا 619 مدينة وبلدة وتوقيع اتفاقيات لوقف الأعمال القتالية في بعض المناطق السورية مع 69 فصيلاً مسلحا.
وسلمت روسيا ما يقارب من 1000 طن من المواد الغذائية والأدوية للمدنيين السوريين، ما يعني أن حجم المساعدات ضئيل للغاية في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب السوري.
كما نجحت روسيا في تعزيز تواجد الجيش السوري في بعض المناطق، حيث استرجع الغوطة الغربية بالكامل، وحاصر الغوطة الشرقية والسيطرة على داريا، وعزل تنظيم "داعش" الإرهابي في مخيم اليرموك والحجر الأسود، واستعاد مدينة تدمر التاريخية ومساحات شاسعة من ريف حلب الشرقي، وفك الحصار عن مطار كويرس العسكري.
وقام النظام السوري بمساعدة روسيا عقب عقد اتفاقيات "المصالحة الوطنية" لتهجير السوريين قسراً، عقب استهداف العديد من المدن وقصفها ومنع وصول المساعدات الإنسانية إليها مثلما حدث في مضايا.
وعن الخسائر الروسية في سوريا، فقد كشف معهد "أي أتش أس جاينز" البريطاني، عن أن روسيا تنفق 4 ملايين دولار يومياً في طلعاتها الجوية في سوريا، كما أسقطت تركيا مقاتلة "سوخوي 24" على الحدود السورية التركية، وأسقط "داعش" طائرة مروحية من طراز "مي 25" بريف حمص، كما تمكنت المعارضة من إسقاط طائرة مروحية من نوع "مي 8" في ريف إدلب، وتعرضت قاعدة "تي 4" الجوية لهجوم من تنظيم داعش في مايو الماضي، أدى إلى تدمير 4 مروحيات عسكرية و20 شاحنة، وتضرر طائرة مقاتلة من طراز "ميج 25"، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن وفاة الخبير العسكري فاديم كوستنكو منتحراً في قاعدة حيميم الجوية.