إدلب تضع روسيا وتركيا على محك مواجهة غير متكافئة
الجيش الروسي أرسل فرقاطتين مزودتين بصواريخ كروز (موجهة) للمياه قبالة الساحل السوري، متهمة أنقرة بالمسؤولية عن مقتل جنودها في منطقة إدلب
من جديد تطل بوادر مواجهة عسكرية بين القوات الروسية ونظيرتها التركية على الأراضي السورية، وتحديدا في إدلب شمال غربي البلاد، وذلك بعد سقوط نحو 33 جنديا تركيا خلال قصف لمواقع المسلحين في المنطقة الواقعة بين "البارة وبليون" شمالي سوريا.
ومع تزايد حدة التوتر في المنطقة، أرسلت وزارة الدفاع الروسية سفينتين حربيتين مزودتين بصواريخ كروز (موجهة) قبالة الساحل السوري، متهمة أنقرة بالمسؤولية عن مقتل الجنود الأتراك في إدلب.
ويتواجد جنود أتراك في مناطق بإدلب بتنسيق بين موسكو وأنقرة حسب اتفاقية خفض التصعيد بين الجانبين، لكن روسيا قالت إن تركيا لم تبلغ عن وجود جنود لها في المنطقة التي استهدفت بالقصف السوري.
وأوضحت موسكو أنه ما كان ينبغي أن يكون الجنود الأتراك في المنطقة وفقا للمعلومات التي قدمتها تركيا، مشيرة إلى أن روسيا فعلت كل شيء لفرض وقف كامل لإطلاق النار من جانب الجيش السوري بعدما علمت بمقتل أتراك.
وأكدت روسيا، الجمعة، مجددا على حق دمشق في مواجهة التنظيمات الإرهابية على أراضيها، وحذرت من رد فعل تركي غير محسوب.
وتتبادل أنقرة وموسكو الاتهامات بالمسؤولية عن التصعيد في إدلب التي تعد آخر معقل للتنظيمات الإرهابية في سوريا.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد تصعيدا بين تركيا وروسيا بسبب الملف السوري، ففي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015 وصل التوتر بين الجانبين إلى حافة الحرب من إسقاط أنقرة مقاتلة روسية.
وخلال السطور التالية، ترصد "العين الإخبارية" مقارنة بين الجيشين الروسي والتركي وفقا لأحدث تصنيفات موقع "جلوبال فير باور" المهتم بقياس القدرات العسكرية للدول حول العالم:
ووفقا لترتيب "جلوبال فير باور"، يحتل الجيش الروسي المركز الثاني على العالم خلف الولايات المتحدة الأمريكية من بين 138 دولة، فيما يحل الجيش التركي في المركز الحادي عشر، بفارق كبير في الإمكانات والقدرات العسكرية.
وتمتلك القوات الأساسية بالقوات المسلحة الروسية أكثر من مليون مقاتل، مقابل 355 ألفا للجيش التركي، ويبلغ عدد القوات الاحتياطية بالجيش الروسي نحو 2 مليون جندي، في حين يبلغ عدد قوات الاحتياط بتركيا 380 ألف جندي.
وبالنظر إلى موازنة وزارتي الدفاع في البلدين، نجد أن روسيا تنفق سنويا نحو 48 مليار دولار وفقا لموقع "جلوبال فير باور" لعام 2020، أما الجيش التركي فتبلغ موازنته 19 مليار دولار.
وعلى مستوى القوات الجوية، يمتلك الجيش الروسي 4163 طائرة (873 طائرة مقاتلة، منها 742 مقاتلة هجومية)، كما تمتلك 424 طائرة نقل، و497 طائرة تدريب، و127 طائرة للبعثات العسكرية، ويضم الجيش الروسي 1522 طائرة هليكوبتر، منها 531 هليكوبتر هجومية.
في المقابل نجد أن الجيش التركي يمتلك (1055 طائرة)، (206 طائرات مقاتلة)، كما تمتلك 80 طائرة نقل، و276 طائرة تدريب، و18 طائرة للبعثات العسكرية، ويضم الجيش التركي 497 طائرة هليكوبتر، منها 100 هليكوبتر هجومية.
وبالنظر إلى القوات البرية، يمتلك الجيش الروسي 12950 دبابة، و27038 مدفعا، بالإضافة إلى 6083 مدفعا ذاتي الدفع، 4465 مدفعية ميدان، 3860 بطارية صواريخ.. في حين يضم الجيش التركي 2622 دبابة، و8777 مدفعا، بالإضافة إلى 1278 مدفعا ذاتي الدفع، و1260 مدفعية ميدان، و438 بطارية صواريخ.
وعلى صعيد القوات البحرية، يمتلك الجيش الروسي أسطولا هائلا يضم 603 قطع بحرية، كما يمتلك حاملة الطائرات العملاقة "أدميرال كوزنتوف"، بالإضافة إلى 62 غواصة، و16 مدمرة، و10 فرقاطات، و79 طرادا، و41 قطعة للدوريات الساحلية، و48 قطعة مضادة للألغام.
على الطرف الآخر، تضم البحرية التركية 149 قطعة، وصفر من حاملات الطائرات، و12 غواصة فقط، بالإضافة إلى صفر آخر من المدمرات، و16 فرقاطة وهي القطعة البحرية الوحيدة التي تفوق فيها الجيش التركي على نظيره الروسي، و10 طرادات، و35 قطعة لدوريات السواحل، و11 قطعة مضادة للألغام.
وفي محاولة لوقف لغة التصعيد بين موسكو وأنقرة، هرعت تركيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" طالبة عقد اجتماع على مستوى سفراء دول الحلف اليوم، الجمعة، لإجراء مشاورات بشأن التطورات في سوريا بموجب المادة 4 من معاهدة الحلف، وذلك بعد مقتل 33 جنديا تركيا في غارة جوية على إدلب.
من جانبه، قال مسؤول بالاتحاد الأوروبي إن هناك خطرا من الانزلاق إلى مواجهة عسكرية دولية مفتوحة في إدلب، عقب سقوط عدد كبير من الجنود الأتراك أمس الخميس شمال شرقي سوريا.
وفي محاولة لابتزاز الاتحاد الأوروبي، قال مسؤول تركي رفيع المستوى، الجمعة، إن بلاده اتخذت قرارا بعدم التصدي لمحاولات هجرة اللاجئين السوريين صوب أوروبا برا وبحرا.. وأوضح أنه صدرت تعليمات للشرطة التركية، وخفر السواحل، وقوات أمن الحدود بالانسحاب، وترك المجال مفتوحا أمام المهاجرين.
في المقابل، قررت اليونان تعزيز إجراءات المراقبة على الحدود البحرية والبرية مع تركيا بعد التطورات التي وقعت الليلة الماضية في إدلب السورية.. حيث تعد اليونان هي البوابة الرئيسية لمئات الآلاف من اللاجئين الذين تدفقوا من تركيا في نزوح جماعي عامي 2015 و2016 إلى أوروبا.
على الطرف الآخر، قال فلاديمير زباروف، رئيس لجنة الشؤون الدولية بالمجلس الأعلى للبرلمان الروسي "الدوما"، اليوم الجمعة، إن أي عملية عسكرية تركية واسعة النطاق في إدلب ستكون نهايتها سيئة لأنقرة نفسها.