موقف حرج.. شركة أمريكية تمون الجيش الروسي تسعى لمخرج
بات مصنع "سمارا ميتالورجيك" جنوب غرب روسيا، حجر زاوية في الصناعة الروسية، لما يحظى به من سمعة تجارية وعسكرية.
وهذا المصنع الروسي أكبر مورد لمنتجات الألومنيوم التجارية والصناعية في البلاد، ومصدر أيضا لقطع الغيار بالغة الأهمية للطائرات الحربية والصواريخ الروسية التي تنتشر في أوكرانيا الآن.
ويعلو المبنى اسم مكتوب بحروف كبيرة زرقاء اللون، هو اسم مالك الشركة الأمريكي "أركونيك"، التي تتخذ من بيتسبرج مقرا لها، ومدرجة ضمن قائمة فورتشن لكبرى الشركات بالولايات المتحدة.
كما تعتبر إحدى أكبر شركات المعادن الأمريكية حتى بعد انفصالها عن العملاق "ألكوا" عام 2016، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وبالرغم من أن "أركونيك" لا تصنع أسلحة، تأتي مطارقها المتطورة بين مجموعة من الآلات في روسيا التي يمكنها تشكيل معادن خفيفة وتحويلها إلى قطع غيار بمجال الطيران.
وبموجب اتفاق مع الحكومة الروسية، طُلب من الشركة قانونا، من بداية عملها في "سمارا" عام 2004، التوريد لقطاع الدفاع في البلاد، وذلك باعتباره شرطا لتشغيل المصنع الذي أثبت إنتاجه غير العسكري أنه مربح للغاية.
وحتى مع تحويل روسيا لجيشها نحو غايات أكثر عدوانية في شتى أنحاء العالم وتوتر علاقة الولايات المتحدة والكرملين، حافظت "أركونيك" على تشغيل "سمارا"، بالرغم من التعقيدات السياسية والقانونية المتنامية للعمل هناك.
لكن الآن، ومع الحرب الروسية على أوكرانيا، وجدت قيادة أركونيك أن عملها في سمارا، أخيرًا، غير مستدام.
ورغم عدم وجود مؤشر على أن "أركونيك" تنتهك أي عقوبات أمريكية أو غربية، صعبت تلك الجزاءات مواصلة عمل المصنع وإمداداته.
لكن وقف الإنتاج بالمصنع قد يعرض الموظفين للسجن بموجب القانون الروسي المتعلق بالحفاظ على الإنتاج الاستراتيجي. وحرمت روسيا بالفعل أركونيك من الوصول إلى أرباح "سمارا".
وقال المدير التنفيذي في أركونيك، تيموثي مايرز، خلال بيان مكتوب، الجمعة: "الصراع في أوكرانيا جعل استمرار وجودنا في روسيا لا يطاق، مما أدى لقرار البيع".
وكشفت وثائق الشركة التي حصلت عليها "نيويورك تايمز"، إلى جانب ملفات مالية، عن معاناة أركونيك لمواصلة تشغيل المصنع. وقدم أحد الموظفين، الذين اعترضوا على استمرار عمل أركونيك في روسيا حتى بعد الحرب على أوكرانيا، تلك الوثائق للصحيفة.
ويوم الأربعاء، في اليوم الذي تلا تواصل الصحيفة مع أركونيك بشأن عملها في روسيا، وافق مجلس إدارتها على خطة كانت قيد الدراسة الداخلية لأسابيع؛ لبيع المصنع كاملا. وأعلنت الشركة هذا القرار، الخميس.
لكن تظل أي عملية بيع افتراضية؛ إذ لم تجد الشركة مشتريا بعد، وسيتطلب العثور على واحد موافقة الجهات الرقابية من أعلى المستويات من كل من الولايات المتحدة وروسيا.
والآن، أثبت الطلاق الذي طال أمده، وسرعته الحرب في أوكرانيا، أنه مكلف للغاية، حيث وجد مستهلكو الطاقة الأوروبيون وشركات مثل أركونيك، أنفسهم عالقين بين قوى معادية الآن.
aXA6IDE4LjIxNi4xNzQuMzIg جزيرة ام اند امز