روسيا على حدود أوكرانيا.. تصاعد التوتر ومخاوف من "الغزو"
تحركات روسية على حدود أوكرانيا تؤجج مخاوف كييف وحلف شمال الأطلسي "الناتو" من شبح "الغزو" وترفع منسوب التوتر بين موسكو والغرب.
توتر يطفو إلى الواجهة في وقت تعثرت فيه محادثات السلام بين البلدين، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وفي عام 2014، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا – فيما تواصل دعم الانفصاليين الموالين لها بالجزء الشرقي من البلاد.
وتقول روسيا إنها تقلق من توسع "الناتو" شرقا تجاه ما تعتبره منطقة نفوذها، وجدد رئيسها فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحفي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، طلبه بأن يمنع الغرب أوكرانيا وجمهوريات ما بعد الاتحاد السوفيتي من الانضمام للحلف.
وحينها قال بوتين: "أخبرناهم بوضوح ودقة أن أي توسع جديد للناتو شرقا غير مقبول."
في المقابل، حذرت الولايات المتحدة أيضًا موسكو من "عواقب وخيمة" حال تعرض أوكرانيا للهجوم.
وخلال مكالمة هاتفية مع بوتين، أواخر الشهر الماضي، أوضح الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة وحلفاءها وشركائها سيردون بحزم حال غزت روسيا أوكرانيا، بحسب بيان للبيت الأبيض.
روسيا وأوكرانيا
يقول الخبراء في الشأن الروسي إن بوتين لم يقبل قط تفكك الاتحاد السوفيتي. وتحتل أوكرانيا أهمية خاصة في التاريخ الروسي، حيث شكلت مع بيلاروس إمارة "روس الكييفية" بالعصور الوسطى التي ادعت موسكو وكييف أنها وضعت حجر الأساس لبلادهم.
وخلال مقال نشر مؤخرًا، وصف بوتين الروس والأوكرانيين بـ"الشعب الواحد"، وكتب يقول إن "السيادة الحقيقية لأوكرانيا ممكنة فقط بالشراكة مع روسيا".
وقال ماثيو ساسكس، خبير الشأن الروسي بمعهد جريفيث آسيا، إن بوتين لطالما أراد "منطقة نفوذ" على دول الاتحاد السوفيتي سابقا، وله مصالح كبيرة في أوكرانيا، التي "من المرجح للغاية أن تنضم للناتو"، وفق الصحيفة الأمريكية.
وستعني عضوية أوكرانيا في الناتو وجود الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة على الحدود الغربية لروسيا.
وأضاف ساسكس أن المقال الأخير لبوتين "وجه إلى حد كبير نهج الكرملين تجاه أوكرانيا"، وهو ببساطة عدم معاملتها كدولة ذات سيادة.
غزو؟
خلصت الاستخبارات الأمريكية إلى أن الكرملين ربما يخطط لهجوم متعدد الجبهات في أقرب وقت بداية العام الجاري بمشاركة ما يصل إلى 175 ألف جندي، بحسب مسؤولين أمريكيين ووثيقة استخباراتية حصلت عليها "واشنطن بوست" في وقت سابق.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التعزيزات العسكرية الروسية قرب الحدود الأوكرانية، بالإضافة إلى دبابات ومدفعيات "وصلت حديثا".
وقال مسؤول أمريكي رفيع، طلب عدم كشف هويته لـ"واشنطن بوست"، إن عمليات التضليل الإلكترونية المتعلقة بأوكرانيا تزايدت أيضًا بنفس الطريقة التي حدثت بها قبل الغزو الروسي للقرم عام 2014.
لكن ينكر الكرملين التخطيط لهجوم، مشيرًا بدلًا من ذلك إلى ما يصفه بتحركات عدائية للقوات الأوكرانية.
بايدن-بوتين
قال ساسكس، الخبير بالشأن الروسي، إن "بوتين يعتقد أن بايدن ضعيف لأنه لم يتمكن من صياغة سياسة مترابطة بشأن روسيا، مشيرًا إلى أن بوتين قد يطلب من بايدن خلال المكالمة الهاتفية يوم الثلاثاء، الضغط على كييف لقبول ضياع القرم، إلى جانب جزء من شرق أوكرانيا.
وأمضى مسؤولون أمريكيون بارزون، من بينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الأيام الماضية في التحدث مع الشركاء الإقليميين لحشد الدعم.
وتدرس واشنطن تعزيز المساعدات العسكرية لأوكرانيا والعقوبات المحتملة أو الإجراءات الأخرى التي يمكن اتخاذها قبل الغزو أو بعده، بما في ذلك احتمال عزل موسكو عن النظام المالي العالمي.
ومن جانب آخر، واجهت روسيا بالفعل سنوات من العقوبات، ويريد بايدن كذلك العمل مع بوتين على الأولويات الملحة مثل التغير المناخي.
زيلينسكي وبوتين
وسط حشد القوات الروسية على الحدود، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الشهر الماضي، مجموعة من الروس والأوكرانيين بالتخطيط لانقلاب ضده.
ورفض الكرملين الاتهامات، ولم يقدم زيلينسكي أدلة تذكر، لكن يقول الخبراء إنه بالحديث صراحة عن مخطط الانقلاب المزعوم، أوضح زيلينسكي للغرب مدى جدية الوضع في أوكرانيا، على أمل حشد الدعم حال الغزو.
aXA6IDE4LjExOC4zMC4xMzcg جزيرة ام اند امز