"مينسك".. العالم يراهن على اتفاق فشل مرتين لعبور الفخ الأوكراني
مع احتدام التوترات بين روسيا وأوكرانيا، تطل اتفاقيتا مينسك إلى الواجهة، لتكون بمثابة "حجر الزاوية" الذي تبنى عليه تجاوز الأزمة.
والثلاثاء، عادت الاتفاقية التي أدخل عليها تحسينات بعد فشلها في احتواء الأزمة، من جديد وللمرة الثالثة لتكون أساسا لوأد الصراع، مع تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، تعهدهما بالالتزام باتفاقيات مينسك.
يأتي هذا على خلفية مخاوف من غزو روسيا لأوكرانيا إثر حشدها أكثر من 100 ألف جندي على حدود كييف فيما تنفي موسكو نيتها القيام بذلك.
فما هي اتفاقية مينسك؟
هي اتفاقية لوقف النزاع في شرق أوكرانيا بين الحكومة والانفصاليين في الأقاليم المتاخمة للحدود الروسية المدعومين من موسكو، وجاءت على وقع محاولة الانفصاليين بشرق أوكرانيا، الاستقلال والانضمام إلى روسيا التي ضمت جزيرة القرم عام 2014.
وتم توقيع ما يطلق عليه اتفاقية مينسك الأولى في 5 سبتمبر/أيلول 2014، بمشاركة ممثلين من أوكرانيا، وروسيا، وجمهورية دونيتسك الشعبية، وجمهورية لوغانسك الشعبية، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بعد محادثات مكثفة في مينسك ببيلاروسيا، تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون.
وينص اتفاق مينسك على وقف الأعمال العسكرية بين الانفصاليين والجيش الأوكراني وتنفيذ خارطة طريق تقضي بإيجاد حل سياسي للنزاع في شرق أوكرانيا.
ولم يفلح الاتفاق في تنفيذ وقف كامل لإطلاق النار في شرق أوكرانيا، وعلى إثر ذلك اجتمع قادة أوكرانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، في فبراير/شباط 2015 في نورماندي غربي فرنسا، واتخذوا سلسلة إجراءات لإنهاء الحرب بشرق أوكرانيا، فيما أطلق عليه اتفاق "مينسك 2".
أطراف الاتفاق
ووقع على الاتفاق الأول في 2014 الدبلوماسية السويسرية وممثلة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا هايدي تاجليافيني، والرئيس السابق لأوكرانيا والممثل الأوكراني ليونيد كوتشما، وسفير روسيا في أوكرانيا والمندوب الروسي ميخائيل زورابوف، والمتمردان ألكسندر زاخارتشينكو وإيجور بلوتنيتسكي.
فيما انضم للتوقيع على اتفاقية "مينسك 2" في فبراير/شباط 2015، إلى جانب تلك الأطراف، زعماء فرنسا وألمانيا.
بنود الاتفاق
شمل اتفاق "مينسك 1"، على 9 نقاط أبرزها إنشاء منطقة عازلة مساحتها 30 كيلومترا (15 كلم من كل جانب) لفصل القوات الحكومية عن المقاتلين الموالين لموسكو.
كما شمل سحب "جميع المجموعات المسلحة وكذلك التجهيزات العسكرية والمقاتلين" إلى الحدود الخارجية للمنطقة العازلة، وعدم استعمال الأسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة.
إضافة إلى منع المقاتلات والطائرات المسيّرة من التحليق فوق منطقة أمنية تحت مراقبة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وعقب فشل الاتفاق في وقف القتال في دونباس، تبعته حزمة جديدة من الإجراءات سميت بـ"مينسك 2"، وتتألف من 12 بندا لضمان وقف فوري لإطلاق النار الثنائي، وضمان المراقبة والتحقق من وقف إطلاق النار من قبل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وتشمل الاتفاقية على لا مركزية السلطة في أوكرانيا، من خلال اعتماد القانون الأوكراني "بشأن النظام المؤقت للحكم الذاتي المحلي في مناطق معينة من ولايات دونيتسك ولوغانسك".
كما تشترط إنشاء مناطق أمنية في المناطق الحدودية لأوكرانيا والاتحاد الروسي، والإفراج الفوري عن جميع الرهائن والمحتجزين بشكل غير قانوني.
وضمت الاتفاقية وضع قانون يمنع مقاضاة ومعاقبة الأشخاص فيما يتعلق بالأحداث التي وقعت في بعض مناطق دونيتسك ولوغانسك، بالإضافة إلى مواصلة الحوار الوطني الشامل، واتخاذ التدابير اللازمة لتحسين الوضع الإنساني في شرق أوكرانيا.
وتضمن الاتفاقية كذلك إجراء انتخابات محلية مبكرة وفقًا للقانون الأوكراني، بشأن النظام المؤقت للحكم الذاتي المحلي في مناطق معينة من دونيتسك ولوغانسك.
كما تنص على سحب الجماعات المسلحة غير الشرعية والمعدات العسكرية وكذلك المقاتلين من أراضي أوكرانيا، وكذلك تبني برنامجا للإنعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار لمنطقة دونباس، وتوفير الأمن الشخصي للمشاركين في المشاورات.
ورغم انهيار هذا الاتفاق وفشله في وقف القتال بشكل دائم، لكنه يظل الأساس لأي حل مستقبلي للنزاع، بحسب ما تم الاتفاق عليه في اجتماع نورماندي.
aXA6IDE4LjExNy4xMS4xMyA= جزيرة ام اند امز