أزمة أوكرانيا.. كيف رد "الناتو" على روسيا؟
أعلنت ألمانيا أنها تعتزم إرسال 350 عسكرياً إضافياً إلى ليتوانيا للمساهمة بتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريخت، الإثنين، إنه: "نحن نعزّز مساهمة قواتنا في الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي ونرسل إلى حلفائنا إشارة واضحة على عزمنا".
وأشارت إلى أنّ العسكريين الـ350 سيصلون "في غضون أيام قليلة" إلى ليتوانيا حيث يتمركز أساساً 500 عسكري ألماني في إطار قوة حلف شمال الأطلسي.
بدورها، أعلنت بريطانيا إرسال 350 عسكرياً إضافياً إلى بولندا في خضم التوترات حول أوكرانيا.
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم إن رئيس الوزراء يريد أن يطمئن روسيا بشأن دور حلف شمال الأطلسي لأنه تحالف دفاعي وينبغي أن يتاح الانضمام لعضويته لأي ديمقراطيات أوروبية.
وعلى صعيد اللقاءات الدولية لمناقشة الأزمة بين الغرب وروسيا، التقى وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الإثنين، نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك التي تقوم بزيارة إلى كييف لدعمها في الأزمة الراهنة بينها وبين موسكو.
واتهم وزير الخارجية الأوكراني، روسيا بالسعي إلى "دقّ إسفين" بين بلاده وحلفائها الغربيين، قائلا:"لن يتمكن أحد في روسيا مهما حاول من دقّ إسفين بين أوكرانيا وشركائها".
من جانبها، أعلنت بيربوك أنّ الغرب أعدّ عقوبات "قاسية" و"غير مسبوقة" ضدّ روسيا سيفرضها إذا ما قواتها أوكرانيا.
وأضافت بيربوك: "نحن مستعدّون أيضاً لأن ندفع، نحن أنفسنا، ثمناً اقتصادياً لأنّ أمن أوكرانيا على المحكّ".
وفي السياق ذاته، قال وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل في واشنطن الإثنين إن أوروبا تعيش "اللحظة الأكثر خطورة" على أمنها منذ انتهاء الحرب الباردة حتى لو بقي "ممكنا" التوصل إلى "حل دبلوماسي" مع روسيا.
وردا على سؤال حول تحذيرات الولايات المتحدة من غزو روسي وشيك لأوكرانيا، نفى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن تكون "تهويلا".
وأضاف أنتوني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بوريل قائلا: "هذا ليس تهويلا، إنه بكل بساطة حقائق".
وتطالب روسيا، التي انتزعت السيطرة على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، بضمانات أمنية، منها تعهد حلف الأطلسي بعدم ضم أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم جونسون: "عبرت روسيا عن مخاوف بشأن عدوان محتمل من قبل حلف شمال الأطلسي، لكننا أوضحنا أن تلك المخاوف لا أساس لها، إذ أن حلف الأطلسي تحالف عسكري في جوهره".
يأتي ذلك فيما قال رئيس اللجنة العسكرية بحلف شمال الأطلسي اليوم الإثنين، إن "الحلف يدرس زيادة وجوده العسكري في دول البلطيق وبولندا إذا أبقت روسيا قواتها في بيلاروسيا بعد انتهاء تدريبات عسكرية".
وأضاف الأميرال الهولندي روب باور، أن روسيا أرسلت 30 ألف جندي إلى بيلاروسيا الجارة الشمالية لأوكرانيا، لإجراء مناورات عسكرية مشتركة هذا الشهر، ليتجاوز إجمالي الانتشار العسكري الروسي على حدود أوكرانيا مئة ألف جندي.
من جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، إن "الحشود العسكرية الروسية قريبة جدًا من حدود الحلف وإعادة جدولة موسكو تمارينها النووية قد تكون تغطية لعمليات أخرى محتملة".
وأضاف ينس ستولتنبرج، قائلا: "لا نزال ملتزمون بالدفاع عن مصالح وأمن شركائنا"، مرحبا بإرسال مزيد من القوات الأمريكية إلى رومانيا وبولندا كرسالة تضامن واضحة مع حلفائنا.
وأرسلت الولايات المتحدة ثلاثة آلاف جندي إلى رومانيا وبولندا الأسبوع الماضي لطمأنة الحلفاء.
ونوه إلى أنه من الممكن نشر المزيد من القوات من أعضاء الحلف.
وأشار باور في مؤتمر صحفي في فيلنيوس، قائلا: "لدينا قوات في الحلف باستمرار، في الدول المختلفة الحديث بشأن ذلك هو نتيجة ما نحن فيه الآن. نعم، ننظر في الأمر. قد تكون هناك تغييرات في المستقبل نتيجة تلك التطورات".
وتنفي موسكو التخطيط لغزو أوكرانيا، لكنها قالت إنها قد تتخذ إجراءات عسكرية لم تحددها إذا لم يتم تلبية مطالب أمنية، تشمل تعهد حلف الأطلسي بعدم قبول عضوية كييف، وهو ما وصفته الولايات المتحدة والحلف بأنه غير مقبول.
والأحد، وجه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا رسالة للمواطنين مفادها ضرورة تجاهل "التوقعات المفزعة" عن غزو روسي وشيك.
وقال كوليبا على تويتر: " أوكرانيا تحظى بجيش قوي، ودعم دولي غير مسبوق، وإيمان الأوكرانيين ببلادهم... يجب على العدو أن يخشانا، لا أن نخشاه".