القرم تحت النار.. رسائل مشفرة على أجنحة مسيرات مفخخة
مسيرات مفخخة تتسلل مجددا إلى سماء أكبر مدن القرم وتحوم فوق ميناء سيفاستوبول مقر أسطول البحر الأسود الروسي، محملة برسائل مشفرة.
ومع أن البحرية الروسية أعلنت، صباح السبت، إحباط هجوم بمسيرة في ميناء المدينة الواقعة بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو قبل سنوات، إلا أن فاتورة الاعتداء تبدو هذه المرة أكبر، وإن من الناحية الرمزية.
ووصف حاكم المدينة ميخائيل رازفوجايف الهجوم بـ"الأكبر" منذ بدء العملية الروسية في الأوكرانية في فبراير/ شباط الماضي.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن رازفوجايف قوله: "وقع الليلة أكبر هجوم بطائرات مسيرة ومركبات سطحية موجهة عن بعد على مياه خليج سيفاستوبول في تاريخ" الصراع.
ولا يعتبر الهجوم مفاجئا، فلقد سبق أن حذر سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، من وجود مستوى عال من التهديدات الإرهابية في القرم على خلفية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وشدد باتروشيف، في تصريحات إعلامية أدلى بها مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، على ضرورة زيادة فعالية خطط مكافحة الإرهاب.
روسيا تتصدى
في حديثه عن الهجوم، قال رازفوجايف عبر تطبيق تليجرام، إن "أنظمة الدفاع الجوي في سيفاستوبول صدت على مدى عدة ساعات هجمات بمسيّرات، وتم إسقاطها جميعها".
وفيما أشار إلى أن أجهزة المدينة في حالة "تأهب"، أكد عدم تعرض أي "بنى تحتية مدنية" لأضرار، موضحا أن زجاج نافذة "انفجر" في سكن للطلاب في كلية للفنون تقع على مقربة من الميناء لكن "من دون أن يتسبب بأضرار".
ودعا سكان المدينة إلى عدم نشر تسجيلات مصورة عن الحادث على وسائل التواصل الاجتماعي، خوفا من وقوعها بأيدي "النازيين الأوكرانيين"، على حد وصفه.
لكن وزارة الدفاع الروسية لم تتأخر في الكشف عن الحصيلة الأولية، حيث أعلنت أن سفينة تضررت بهجوم المسيرات في سيفاستوبول.
كما اتهمت أوكرانيا وبريطانيا بتنفيذ الهجوم، قائلة عبر تطبيق تليجرام إن "التحضير لهذا العمل الإرهابي وتدريب عسكريين في المركز الأوكراني الـ73 للعمليات البحرية الخاصة، نفذهما متخصصون بريطانيون مقرهم في أوتشاكوف بمنطقة ميكولايف الأوكرانية".
وبحسب موسكو، فإن هذه السفن كانت تشارك في حماية قوافل تصدير الحبوب الأوكرانية.
رسائل مفخخة
الهجمات بمسيرات مفخخة تحولت بالآونة الأخيرة إلى الأسلوب المفضل لكييف لبعث رسائل مشفرة إلى موسكو.
وقبل يومين، أعلنت سلطات شبه جزيرة القرم استهداف محطة لتوليد الكهرباء بهجوم بطائرة مسيرة ليلا، مشيرة إلى أن المحطة لم تتضرر كثيرا.
وحينها، قال الحاكم رازفوزهاييف عبر تليجرام "اليوم خلال الليل حصل هجوم بطائرة بدون طيّار على محطة بالاكلافا لتوليد الطاقة الحرارية".
كما تعرض الأسطول الروسي المتمركز بالميناء، في يوليو/ تموز الماضي، إلى هجوم بمسيرة، في استهداف يرى خبراء أنه يرمي إلى تشتيت انتباه موسكو وشن حرب نفسية على سكان شبه الجزيرة التي تعتبرها كييف تابعة لها وضمتها موسكو بطريقة "غير شرعية" في 2014.
aXA6IDMuMTUuMTQ1LjUwIA== جزيرة ام اند امز