بوساطة إماراتية ناجحة، تبادلت روسيا وأوكرانيا نحو 200 أسير، بعد أسبوع من تحطم طائرة عسكرية قالت موسكو إنها كانت تقل جنودا أوكرانيين، واتهمت كييف بإسقاطها.
ونجحت جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في إتمام صفقة التبادل، لتواصل الإمارات القيام بدورها بوصفها راعياً للسلام في العالم، وليس فقط في منطقة الشرق الأوسط.
وأعلنت وزارة الخارجية الإماراتية عن نجاح وساطة جديدة لدولة الإمارات بشأن تبادل أسرى الحرب بين روسيا الاتحادية وجمهورية أوكرانيا.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن بيان للوزارة قوله إن "نجاح الوساطة الجديدة يعكس المكانة العالمية لدولة الإمارات كشريك موثوق به على المستوى الدولي ولا سيما من جانب روسيا الاتحادية وأوكرانيا، ما ساهم في نجاح الجهود، والتي أدت إلى الإفراج عن أسرى الحرب من الجانبين".
وأعربت وزارة الخارجية عن تقديرها لحكومتي روسيا وأوكرانيا على تعاونهما واستجابتهما لجهود الوساطة الإماراتية لإنجاح عملية تبادل الأسرى.
وأكدت وزارة الخارجية التزام دولة الإمارات بمواصلة الجهود الهادفة إلى إيجاد حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، مؤكدة موقفها الثابت المتمثل في الدعوة إلى الدبلوماسية والحوار وخفض التصعيد، وسعيها لدعم جميع المبادرات التي من شأنها التخفيف من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الأزمة.
تجدر الإشارة إلى أن جهود الوساطة الإماراتية نجحت مطلع يناير الجاري في الإفراج عن أسرى حرب بين روسيا وأوكرانيا، علاوة على وساطة أخرى في ديسمبر 2022، للإفراج وتبادل مسجونَين اثنين بين الولايات المتحدة وروسيا.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن بيان لوزارة الدفاع الروسية قوله: "إن دولة الإمارات قامت بدور الوسيط في عملية تبادل الأسرى التي جرت اليوم بين روسيا وأوكرانيا".
وأضاف البيان أنه "قدمت الإمارات العربية المتحدة وساطة إنسانية لعودة الجنود الروس من الأسر".
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم تبادل "195 جنديا روسيا" مقابل العدد نفسه تقريباً من الجنود الأوكرانيين.
وأوضح البيان أنه سيتم تسليم العسكريين المفرج عنهم لموسكو، حيث ستحملهم طائرات نقل عسكرية للعلاج وإعادة التأهيل في المؤسسات الطبية التابعة لوزارة الدفاع الروسية.
ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعودة "207" أوكرانيين كانوا محتجزين لدى الروس.
وكتب زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً إن "جنودنا عادوا إلى البلاد"، متعهداً بإعادة كل الأسرى "سواء كانوا مقاتلين أو مدنيين".
وهذه خامس عملية تبادل من هذا النوع، كما أعلن مفوض حقوق الإنسان الأوكراني دميترو لوبينيتس، مضيفا أن ما مجموعه 3035 أوكرانياً تمكنوا من العودة إلى ديارهم
طائرة بيلغورود
والأسبوع الماضي، تحطمت طائرة عسكرية روسية بمنطقة بيلغورود قرب الحدود الأوكرانية في ظروف غامضة، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها.
وتؤكد موسكو أن كييف أسقطت الطائرة التي كانت تقل 74 شخصا، من بينهم 65 أسير حرب أوكرانياً كان من المقرر تبادلهم.
ولم تؤكد أوكرانيا أو تنفي تورطها، لكنها شككت في وجود جنودها على متن الطائرة.
في المقابل أكدت أنه كان من المقرر تبادل أسرى في يوم الحادث لكن ذلك لم يحدث في نهاية المطاف.
وفي أوكرانيا، أيقظت المأساة ألم أقارب أسرى الحرب، الذين لا يعرف الكثير منهم أي أخبار عن أبنائهم أو أزواجهم أو أشقائهم الأسرى.
وتقول كييف إن أكثر من ثمانية آلاف أوكراني، بينهم أكثر من 1600 مدني، محتجزون لدى الروس.
ورغم الكر والفر الدائريْن حول تحطم طائرة بيلغورود، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، أن موسكو "لن نوقف عمليات تبادل الأسرى مع أوكرانيا".
واتهم أوكرانيا بـ"إسقاط الطائرة التي تقل أسرى أوكرانيين"، معتبراً أن العملية جرت "بنظام باتريوت أمريكي".