بـ«أعداد ضخمة».. روسيا تهاجم «ثغرات أوكرانيا» في أفدييفكا
أزمة ذخيرة متفاقمة ونقص حاد في الجنود حركا أزمة كبيرة على الجبهة الأوكرانية، تلعب روسيا على أوتارها عبر مهاجمة مدينة محاصرة منذ فترة.
إذ أعلن رئيس بلدية أفدييفكا فيتالي باراباخ أن القوات الروسية، التي عملت منذ أشهر على محاصرة المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا، تهاجمها اليوم "بأعداد كبيرة جدا"، وفق ما نقلته "فرانس برس".
وقال باراباخ عبر التلفزيون "العدو يضغط علينا من كل الجهات، لا يعرف أي جزء من مدينتنا الهدوء، إنهم يهاجمون بأعداد كبيرة جدا".
ووصف باراباخ القتال بأنه "محتدم وصعب للغاية"، مشيرا إلى أن "الوضع على بعض المحاور غير معقول بكل بساطة".
وقال إن أقل من 950 شخصا ما زالوا في البلدة الواقعة على خط الجبهة من بين سكانها ما قبل الحرب، الذين كان عددهم يبلغ نحو 33 ألف نسمة.
وأطلقت موسكو مساعيها في أكتوبر/تشرين الأول للسيطرة على البلدة التي شهدت معارك منذ عام 2014، عندما سقطت لمدة وجيزة في أيدي الانفصاليين المدعومين من موسكو.
ومن شأن السيطرة على أفدييفكا أن تهدي نصرا مهما لروسيا مع اقتراب الذكرى الثانية لبداية الحرب في أوكرانيا نهاية الشهر الجاري وانتخابات الرئاسة الروسية في مارس/آذار.
وتقع أفدييفكا في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، التي يصر الكرملين على أنها تابعة لروسيا، إضافة إلى أربع مناطق أوكرانية أخرى أعلنت موسكو ضمها.
وتتشابه قصة أفدييفكا وقصة باخموت، إذ إن المدينتين لا تتمتعان بأهمية استراتيجية كبيرة، لكن مسار الحرب ورغبة كل طرف في تحقيق انتصارات على الأرض تحلحل الجمود الحالي، منح المدينتين أهمية سياسية كبيرة.
وبصفة عامة، يأتي الهجوم الروسي في وقت يواجه فيه الجيش الأوكراني نقصا حادا في عدد المشاة، مما يؤدي إلى الإرهاق وانخفاض الروح المعنوية على خط المواجهة، حسب ما قال عسكريون في الميدان هذا الأسبوع، وهي ديناميكية جديدة محفوفة بالمخاطر لكييف بعد مرور عامين تقريبا على الحرب الدموية الطاحنة مع روسيا.
وفي مقابلات عبر خط المواجهة في الأيام الأخيرة قال ما يقرب من عشرة جنود وقادة لصحيفة "واشنطن بوست" إن العجز في الأفراد هو المشكلة الأكثر أهمية الآن، حيث استعادت روسيا المبادرة الهجومية في ساحة المعركة وتكثف هجماتها.
وقال أحد قادة كتيبة في لواء ميكانيكي يقاتل في شرق أوكرانيا، إن وحدته تضم حاليا أقل من 40 جنديا من المشاة، وهم الجنود المنتشرون في خنادق الخطوط الأمامية الذين يصدون الهجمات الروسية. وللمقارنة قال القائد إن الكتيبة المجهزة بالكامل تضم أكثر من 200 جندي، لتقوم بأدوارها.
في المقال، يثير تعثر الكونغرس الأمريكي في اعتماد حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة 60 مليار دولار، مخاوف على الوضعية التسليحية للجيش الذي يعاني بالفعل نقصا في الذخيرة.
ووفق نيويورك تايمز، يقر المسؤولون الأمريكيون بأنه لا يوجد شيء في الأفق يمكن أن يضاهي قوة مخصصات الكونغرس الجديدة البالغة 60 مليار دولار، والتي من شأنها منح كييف دفاعات جوية معززة، والمزيد من الدبابات والصواريخ، وتدفق هائل من الذخيرة، وجميعها تفتقدها أوكرانيا بشدة.