أوكرانيا «تنزف» جنودا وأسلحة.. عجز يحرك سيناريو «الانهيار»
مع اقتراب الحرب بأوكرانيا من عامها الثالث، تبدو الحقائق على الأرض مختلفة؛ فكييف تعاني نقصا حادا في الجنود والسلاح وتخشى انسحابا مؤلما.
ويواجه الجيش الأوكراني نقصًا حادًا في عدد المشاة، مما يؤدي إلى الإرهاق وانخفاض الروح المعنوية على خط المواجهة، حسبما قال عسكريون في الميدان هذا الأسبوع، وهي ديناميكية جديدة محفوفة بالمخاطر لكييف بعد مرور عامين تقريبًا على الحرب الدموية الطاحنة مع روسيا.
وفي مقابلات عبر خط المواجهة في الأيام الأخيرة، قال ما يقرب من عشرة جنود وقادة لصحيفة "واشنطن بوست"، إن العجز في الأفراد هو المشكلة الأكثر أهمية الآن، حيث استعادت روسيا المبادرة الهجومية في ساحة المعركة وتكثف هجماتها.
وقال أحد قادة كتيبة في لواء ميكانيكي يقاتل في شرق أوكرانيا، إن وحدته تضم حاليا أقل من 40 جنديا من المشاة؛ وهم الجنود المنتشرون في خنادق الخطوط الأمامية الذين يصدون الهجمات الروسية. وللمقارنة، قال القائد إن الكتيبة المجهزة بالكامل تضم أكثر من 200 جندي، لتقوم بأدوارها.
وقال قائد آخر في كتيبة مشاة تابعة لواء آخر إن وحدته مستنزفة بالمثل.
وتأتي التقارير عن النقص الحاد في القوات في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس فولوديمير زيلينسكي لاستبدال قائده العسكري الجنرال فاليري زالوزني، مع وجود خلاف رئيسي حول عدد الجنود الجدد الذين تحتاج أوكرانيا إلى تعبئتهم.
وأخبر زالوزني زيلينسكي أن أوكرانيا تحتاج إلى ما يقرب من 500 ألف جندي جديد، وفقًا لشخصين مطلعين على الأمر، لكن الرئيس تراجع عن هذا الرقم سرًا وعلنًا.
وقال زيلينسكي إنه يريد المزيد من التبريرات من القيادة العسكرية الأوكرانية حول سبب الحاجة إلى هذا العدد الكبير من المجندين، كما أعرب عن قلقه بشأن كيفية دفع كييف أجور هؤلاء الجنود.
ووفق واشنطن بوست، لا يمكن استخدام المساعدات المالية المقدمة من الشركاء الغربيين لدفع رواتب الجنود، كما أن ميزانية أوكرانيا تتعرض لضغوط بالفعل، مع تعثر حزمة المساعدات التي اقترحها الرئيس بايدن بقيمة 60 مليار دولار في الكونغرس.
فيما وافق الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي على مساعدات بقيمة 54 مليار دولار تقريبًا بعد تأجيلها لأسابيع بسبب معارضة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.
إلى ذلك، أثار الجدل الدائر في كييف حول التعبئة - وإلى أي درجة ينبغي للبلاد تكثيفها - غضب الجنود على الخطوط الأمامية.
وقال أولكسندر، قائد كتيبة، إن الكتائب في وحدته يبلغ عدد أفرادها في المتوسط حوالي 35 بالمائة مما ينبغي. وقال قائد كتيبة ثانية من لواء هجوم، إن هذا أمر معتاد بالنسبة للوحدات التي تنفذ مهاما قتالية.
وردا على سؤال حول عدد الجنود الجدد الذين استقبلهم في الفترة الأخيرة، ولا يشمل أولئك الذين عادوا بعد إصابتهم، قال أولكسندر إن كتيبته استقبلت خمسة جنود خلال الأشهر الخمسة الماضية.
وقال هو وغيره من القادة إن المجندين الجدد يميلون إلى أن يكونوا سيئي التدريب، مما يخلق معضلة حول ما إذا كان يجب إرسال شخص ما على الفور إلى ساحة المعركة؛ لأن هناك حاجة ماسة إلى التعزيزات، على الرغم من أنه من المحتمل أن يصابوا أو يقتلوا لأنهم يفتقرون إلى المعرفة. .
قال أولكسندر: "أساس كل شيء هو الافتقار إلى القوة البشرية".، مضيفا "إلى أين نحن ذاهبون؟
قبل أن يجيب "لا أعرف. لا توجد توقعات إيجابية. لا شيء على الإطلاق. سينتهي الأمر بالكثير من الموت، وفشل عالمي. وعلى الأرجح، أعتقد أن الجبهة ستنهار في مكان ما مثلما حدث مع العدو في عام 2022، في منطقة خاركيف".
في المقال، يثير تعثر الكونغرس الأمريكي في اعتماد حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا، مخاوف على الوضعية التسليحية للجيش الذي يعاني بالفعل نقصا في الذخيرة.
ووفق نيويورك تايمز، يقر المسؤولون الأمريكيون بأنه لا يوجد شيء في الأفق يمكن أن يضاهي قوة مخصصات الكونغرس الجديدة البالغة 60 مليار دولار، والتي من شأنها منح كييف دفاعات جوية معززة، والمزيد من الدبابات والصواريخ، وتدفق هائل من الذخيرة، وجميعها تفتقدها أوكرانيا بشدة.
aXA6IDMuMTQ1LjYyLjM2IA== جزيرة ام اند امز