الحرب أم العقوبات.. أيهما الأقرب لروسيا؟
تنامت مخاوف الحرب بعد أوامر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحريك قواته إلى شرق أوكرانيا، وسط تهديد غربي بفرض مزيد من العقوبات على موسكو.
أوامر جاءت بعد ساعات قليلة من توقيع بوتين على مراسيم الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين عن أوكرانيا.
ورغم أن المرسوم الذي وقعه بوتين لم يذكر ما إذا كانت القوات الروسية في حالة تحرك أم لا، إلا أن الرئيس اعتبر في خطابه أن أوكرانيا بالنسبة لروسيا "ليست بلادا مجاورة عادية، بل جزءا لا يتجزأ من تاريخنا وثقافتنا ومجالنا الروحي"، وأن انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) "خطرا مباشرا" على أمن روسيا.
كما أكد أن من حق روسيا "اتخاذ إجراءات لضمان أمنها، وأنها لن تتنازل أبدا عن قيمها وسيادتها الوطنية".
تصريحات فسرها البعض بأنها قد تكون مدخلا لاجتياح وشيك من قبل روسيا، وهو ما تنفيه الأخيرة حتى هذه اللحظة.
تطورات متلاحقة دفعت مجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد الطارئ ليلا، بناء على طلب أوكرانيا والولايات المتحدة ودول أخرى.
وافتتحت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو، الجلسة محذرة من "خطر نشوب صراع كبير حقيقي يجب منعه بأي ثمن".
أوكرانيا "ليست خائفة"
في المقابل، سعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، إلى إبداء الهدوء، قائلا إن بلاده "لا تخاف من أي شخص أو أي شيء"، وأن كييف "ليست مدينة لأحد بأي شيء ولن تعطي أي شيء لأي شخص".
وقبل أشهر تصاعدت حدة التوتر بين روسيا والغرب إثر اتهامات لموسكو بالتخطيط "لغزو وشيك" لأوكرانيا.
وكان الخلاف بين روسيا وأوكرانيا قد اندلع منذ ضم الأولى شبه جزيرة القرم عام 2014، سرعان ما أعقب ذلك قتال في شرق أوكرانيا مع الانفصاليين الموالين لموسكو.
عقوبات الغرب
في هذه الأثناء، نددت دول غربية بقرارات بوتين المتعلقة بجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك ونشر قوات لحفظ السلام فيهما، مهددة بفرض عقوبات مزيد من العقوبات على موسكو.
الولايات المتحدة الأمريكية، من جانبها، أعلنت أنها ستفرض عقوبات جديدة على روسيا، اليوم الثلاثاء، مشيرة إلى أنها تنسق مع حلفائها وشركائها بشأن هذا الأمر.
كذلك سيعقد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء، اجتماع أزمة لبحث مستجدات الأوضاع في أوكرانيا.
ووفق رئاسة الحكومة البريطانية، يُرتقب أن يتخذ جونسون قرارا بفرض "حزمة كبيرة من العقوبات" على روسيا بعد اعترافها باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك.
وفي اتصال مع الرئيس الأوكراني، أبلغه جونسون أن بريطانيا "أعدت بالفعل عقوبات لاستهداف المتورطين في انتهاك وحدة أراضي أوكرانيا، وبأن هذه الإجراءات ستدخل اليوم الثلاثاء حيّز التنفيذ".
فرنسا هي الأخرى، أدلت بدلوها في خطوة العقوبات، حيث أدانت على لسن رئيسها إيمانويل ماكرون، قرار بوتين الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوهانسك.
وطالب ماكرون بفرض "عقوبات أوروبية محددة الأهداف" على موسكو، وفق ما أعلنه الإليزيه.
وسبق التنديد، مكالمة هاتفية ثلاثية جمعت ماكرون ونظيره الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز.
وفي هذا الصدد، قالت المستشارية الألمانية في بيان لها بعد المكالمة، إن الزعماء الثلاثة اتفقوا على أن خطوة بوتين "لن تمر بدون رد".
توتر الأشهر الأخيرة
في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، طلبت الولايات المتحدة توضيحات من موسكو بشأن تحركات وصفتها بأنها "غير عادية" لقواتها على الحدود الأوكرانية.
وفي الشهر التالي، كانت هناك اتهامات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا بحشد آلاف الجنود قرب الحدود.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من جهته، اتهم الغرب بتسليح أوكرانيا، وبإجراء مناورات عسكرية اعتبرها "استفزازية" في البحر الأسود وقرب الحدود مع بلاده.
وفي منتصف الشهر الجاري، أعلنت روسيا عن انسحاب جزئي لقواتها المتمركزة قرب الحدود الأوكرانية، لكن "الناتو" لم ير أي مؤشر لخفض التوتر، متبنيا وجهة نظر واشنطن بأن موسكو تعمد على العكس إلى تعزيز وجودها العسكري قرب حدود جارتها.