دون مواجهة.. موسكو ترسم خطوط التماس مع الغرب على وقع أزمة أوكرانيا
تستمر روسيا في شجب الحشد العسكري قرب حدودها، ضمن أزمة أوكرانيا، فيما تحاول وضع خطوط لسياستها الخارجية مع الولايات المتحدة وحلف الناتو.
وقالت الخارجية الروسية اليوم الأربعاء إن موسكو تسعى إلى إيجاد خط متوازن للسياسة الخارجية دون مواجهات، لكنها في نفس الوقت واضحة في عدم اتباعها لأجندات الدول الغربية.
وفي انتقاد حاد لواشنطن ولندن وبروكسيل، اعتبرت الخارجية الروسية في تصريحات على لسان المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا، أن "سمعة الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي فيما يخص الحقوق والحريات بعيدة تماما عن المثالية".
وفي الأزمة الأوكرانية المستفحلة بين موسكو والغرب، اتهمت ماريا زاخاروفا كييف بحشد نصف قواتها العسكرية قرب الحدود الروسية، ونشر معدات ثقيلة هناك.
ونسبت متحدثة الخارجية الروسية إلى بعض التقارير، أن عدد القوات المنتشرة في منطقة الصراع قد وصل بالفعل إلى 125 ألف شخص، مشيرة إلى أن هذا العدد هو نصف مجموع القوات المسلحة الأوكرانية.
وعادت زاخاروفا إلى اتهام الولايات المتحدة ودول حلف "الناتو"، بالحشد قرب حدودها، بالإشارة إلى مشروع قانون قدمه رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي، إلى البرلمان الأوكراني ينص على إمكانية وجود قوات أجنبية في البلاد عام 2022.
وأضافت أن ذلك يتعارض بشكل مباشر مع اتفاقيات مينسك، مجددة قلق موسكو مما سمته رفض كييف الفعلي للتسوية السلمية لقضية الخلاف بين روسيا وأوكرانيا
في المقابل عبرت أوكرانيا مرارا عن معارضتها للنشاط العسكري الروسي المتزايد قرب حدودها المشتركة مع روسيا التي تمتد لمسافة 1944 كيلومترا، إلى حد وصل إلى اتهام موسكو مؤخرا في غزو البلد المدعوم من الغرب.
وكان الرئيس الأوكراني قال في وقت سابق إن روسيا لديها ما يقرب من 100 ألف جندي بالقرب من حدود بلاده، مشيرا إلى مشاركته هذه المعلومات مع شركائه الغربيين.
ودق مسؤولون من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" في الأسابيع الماضية ناقوس الخطر بشأن ما قالوا إنها تحركات غير عادية للقوات الروسية قرب حدود أوكرانيا، ما يشير إلى أن موسكو ربما تستعد لشن هجوم على جارتها كييف.
من جانبها نفت موسكو أكثر من مرة الاتهامات الأوكرانية والغربية، وقالت إن لها الحرية في نقل قواتها داخل أراضيها، ومثل هذه التحركات لا ينبغي أن تكون مدعاة للقلق.
وكان سيرجي ناريشكين، مدير وكالة المخابرات الخارجية الروسية قال في هذا السياق: "أريد طمأنة الجميع.. لن يحدث شيء من هذا القبيل، كل ما يحدث حول هذا الموضوع الآن هو بالطبع دعاية خبيثة من قبل وزارة الخارجية الأمريكية".
المتحدثة باسم الخارجية الروسية جددت في تصريحاتها اليوم أيضا نفي موسكو لمزاعم كييف حول هجوم عسكري روسي وشيك على أوكرانيا، قائلة: "إنها مجرد نوبات هيستيريا، ومناورة لصرف الانتباه عن العمليات العسكرية الأوكرانية".
وأمس الثلاثاء جدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، التحذير من أن أي عدوان روسي جديد على أوكرانيا ستكون له "تداعيات خطرة".
كما أعرب الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرج، مرارا عن قلقه إزاء التركيز غير العادي للجنود الروس بالقرب من أوكرانيا حليفة الناتو خلال الأسابيع الأخيرة.
aXA6IDMuMTQzLjI0MS4yNTMg جزيرة ام اند امز