روسيا تعلق على عقوبات أمريكا: "الغاز الرخيص" كلمة السر
بوتين يقول إن العقوبات تمثل "استمرارا للمنافسة غير العادلة"، وتعد محاولة "لإجبار الأوروبيين على شراء غاز أكثر تكلفة بشروط أقل ملاءمة"
اشتعلت الحرب الأمريكية الروسية على بيع الغاز إلى أوروبا، ورغم العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الشركات المشاركة في المشروع الروسي "نورد ستريم 2"، إلا أنها هددت أمس بفرض عقوبات جديدة، الأمر الذي دفع الكرملين إلى كشف المخطط الأمريكي لتقييد مبيعات الغاز الروسي في أوروبا.
و"نورد ستريم2" هو مشروع روسي عملاق يبلغ طوله نحو 2460 كيلومترا، وعند اكتماله سيورد الغاز الروسي إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى، وتعترض الولايات المتحدة على خط الأنابيب، الذي سيمتد في قاع بحر البلطيق، والذي سيجعل أوروبا معتمدة بشدة على الغاز الروسي.
وقال الكرملين الخميس، إن التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات جديدة على خطوط الأنابيب التي تنقل الطاقة من روسيا إلى أوروبا تهدف لبيع الغاز إلى القارة الأوروبية بسعر أعلى مما تطلبه روسيا.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القول إن العقوبات تمثل "استمرارا للمنافسة غير العادلة" وتعد محاولة "لإجبار الأوروبيين على شراء غاز أكثر تكلفة بشروط أقل ملاءمة".
تأتي التصريحات بعد يوم واحد من تهديدات أمريكية بفرض عقوبات على خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا.
ويهدف خط أنابيب "نورد ستريم 2" إلى توسيع قدرة خط أنابيب "نورد ستريم" الذي يعمل بالفعل وينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على مشروع "نورد ستريم2" في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقالت إن خط الأنابيب سيزيد من اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي، كما أنه يمثل تهديدا أمنيا.
وقوبل قرار الرئيس الأمريكي بالرفض من قبل عدة دول أوروبية كونه يستهدف بالأساس مجموعة من الشركات الأوروبية، ورفض الاتحاد الأوروبي وألمانيا وروسيا وصربيا العقوبات الأمريكية ضد الشركات المشاركة في مشروع "نورد ستريم 2".
وكانت ألمانيا، المستفيد الرئيسي من المشروع، نددت بشدة بالعقوبات، وكذلك الاتحاد الأوروبي، معتبرين أنّ ذلك "تدخّل" أوروبي في الشؤون الأوروبية، لكن بعض دول الاتحاد الأوروبي مثل بولندا وأوكرانيا، ترفض المشروع حيث ينقل "نورد ستريم 2" الغاز الروسي إلى ألمانيا مباشرة بمنأى عن البلدين.
تهديد أمريكي لمستثمري "نورد ستريم2"
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن الولايات المتحدة ستشدد نظام العقوبات ضد مشروعات الطاقة الروسية من خلال إلغاء الإعفاءات التي تم منحها لبعض الشركات المشاركة في خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 وترك ستريم.
وأضاف بومبيو في مؤتمر صحفي، أن هذا إنذار واضح للشركات التي تشارك في المشروع المستمر حيث ربما تواجه عقوبات بموجب قانون صدر عام 2017 يهدف إلى ردع روسيا، ويعرف باسم (قانون مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات).
وتابع بومبيو: "اخرجوا الآن (من المشروع)، أو خاطروا بمواجهة العواقب".
وأثنى عضو مجلس الشيوخ الجمهوري تيد كروز، وهو عضو بارز يضغط من أجل اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد روسيا، على بومبيو لكنه قال إنه يخطط لسن تشريع جديد في الكونجرس لإجبار إدارة ترامب على فرض المزيد من العقوبات.
وقال كروز "إن الإجراء الذي تم اتخاذه اليوم يؤكد مجددا أن هناك إجماعا موحدا بين الحزبين والكونجرس بمجلسيه (النواب والشيوخ) وكل أفروع حكومة الولايات المتحدة لضمان عدم بدء تشغيل خط أنابيب بوتين".